2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo لبنان حائر بملف اللجوء السوري: العودة لخطة شرف الدين! logo لغة حماس "تتغيّر": وقف الحرب بـ1701 واتفاقية الهدنة للبنان logo الجيش يوقف 3 أشخاص لارتكابهم جرائم مختلفة logo بن غفير يرفض السماح بزيارات للمعتقلين الفلسطينيين:يضرّ بالمفاوضات logo "الجيش الوطني"يطلق سراح قائد"فرقة المعتصم"..ويلاحق من عزله logo فوز الرياضي على غوركان الايراني في سلة “وصل” logo مشروعان لتنظيم البث التلفزيوني المدفوع بلبنان:ما الفارق بينIPTV وOTT؟ logo بعد مرور 6 أشهر... تقريرٌ فرنسي يظهر انقسام الرأي العام الإسرائيلي بشأن حرب غزة
"راسين بالإيد" لفرقة زقاق... المسرح لا يسامح
2023-06-02 12:26:37

تستمر فرقة "زقاق" في التجريب مع المسرحيات الصعبة، نادرة الانتقال إلى العرض. فبعد "الإمبراطورية الثالثة" لهنريك ابسن، التي لم تنتشر في المسارح العالمية نظراً لكبر أجزائها وطول مونولوغاتها ولغتها المباشرة، قدمت الفرقة عرض "راسين بالإيد" (عرضت مؤخراً بين بيروت - زقاق وألمانيا) عن مسرحية " تيتوس أندرونيكوس" لوليم شكسبير، وهي من الأعمال النادرة التي استقاها من التاريخ الروماني وإحدى أكثر مسرحياته عنفاً وغدراً.لا وجود لشخصية "تيتوس" أصلاً في التاريخ والأحداث التي ترويها المسرحية، حتّى إن الحقبة التاريخية للمسرحية كانت من أكثر الحقب هدوءاً في التاريخ الروماني. هي عمل متخيّل للكاتب وربما كانت استجابة للجمهور المقبل على المسرحيات التي تضج فيها أحداث الغدر والخيانة والقتل والعنف. أحداثها سريعة ومتصاعدة في عنفها ودمويتها وقساوتها.تدور المسرحية حول شخصية "تيتوس آندرونيكوس" القائد العسكري المحبوب إلى درجة أنه حين يعود من معركة ظافرة ضد الفيسغوث فيجد نفسه مرشحاً ليكون قيصر الرومان، لكنه هو لا يريد ذلك المنصب بل يفضل أن يسنده إلى ساتورنينوس، الابن الأكبر للقيصر السابق والذي كان تيتوس وعده بيد ابنته لافينيا.
لكن لافينيا تحب باسيانوس، شقيق ساتورنينوس. ومن هنا تنطلق الحكاية التي سيكيد فيها كل واحد للآخرين. يقتل تيتوس واحداً من أولاده لوقوفه ضد لافينيا. وفي ذلك الوقت يكون ساتورنينوس قد بدأ يفضّل ملكة الفيسغوث الأسيرة، تامورا، على لافينيا، فيما راحت تامورا على سبيل الانتقام من تيتوس الذي أسرها، تغذي غيرة ساتورنينوس تجاه تيتوس. ومن هنا تنطلق سلسلة من المؤامرات والمناورات والقتل وقطع الألسن والأعضاء. وتنتهي بمقتلة تيتوس وبانتصار ساتورينس له بعد قتل قاتليه وخروجه إلى الجموع شارحاً ما حدث.هذا مختصر أحداث وتفاصيل ممتدة الفصول، حاولنا فيها الدخول إلى عالم تلك المسرحية المغيّبة والتي تتقاطع احداثها تاريخياً مع ""يوليوس قيصر" و"أنطونيو وكليوباترا" وعنفياً مع "هاملت" و"ماكبث" و"الملك لير"."راسين بالإيد"
في مسرحية "راسين بالأيد"، ثلاثة ممثلون على المسرح (مايا زبيب، جنيد سري الدين، لميا عازار) يقتربون من المتفرجين ومن دون مقدمات، تروي الممثلة (مايا زبيب) حكاية حصلت معها ومع زوجها في بيروت وأثناء انتقالها من المنزل الى المسرح. تلاسُن على أفضلية مرور مع سيارة أخرى، يخرج منها شابان ويهددان بالقتل على مسافة قريبة جداً وسط همهمات زوجها بألا تنظر في عيون القتَلة حتى لا تستفز جنون عنفهم. يعيدان المشهد مع وضع السكين على العنق لينتفض الممثل (جنيد سري الدين) ويرفض تمثيل قتل لم يشاهده حياً من قبل، ثم يستطرد بحكاية قتل حصان معلقاً بالجنازير ورأسه متدلٍ الى تحت، مع عينيه تنظران إلى البشر المتحلقين حول عنقه. كل ذلك يبدأ بشكل مفاجئ في محاولة لإقحام المتفرج كشاهد على العنف وتقبّله، رغم رفضهم له كممثلين، قائلين: "كلما ذكرنا حادثة قتل سنغمض عيوننا ونمنع التواصل بيننا وبينكم". "جريمة القتل مثل المسرح تحدث مرة واحدة"، قالتها إحدى الممثلات، وعاد الجميع أدراجهم إلى طاولة العرض أو تشريح ومناقشة أحداث مسرحية " تيتوس أندرونيكوس"، تارة تمثيلاً وتارة تحليلاً، وطوراً اعتراضاً أو سخرية من عنف مجاني يبالغ فيه وليم شكسبير إلى حد الهذيان. أحداث مثل قتل تيتوس لإبن البارونة أمام عينيها، فتنتقم منه بأن تترك ابنيها الاثنين يغتصبان ابنته ويقطعان ذراعيها ولسانها، كذلك تقطع يد تيتوس، فتحملها له ابنته بفمها لأنها بلا ذراعين، وفي مشهد النهاية ينتقم تيتوس من البارونة، بأن يقتل ابنَيها ويطبخهما ويعزمها على العشاء لتتناولهما.بين المشهديات العنيفة والسخرية منها، بين الأحداث التاريخية والواقع العنفي الممتد في حياتنا اليومية، تبني فرقة "زقاق" هذا الجسر المجدول والجدلي على ألف سؤال وسؤال، مثل: كيف يتماهى الممثل مع شخصيات على هذا القدر من العنف في سلوكياته؟ هل كل هذا مسرح؟"الانتقام ما في مسامحة، المجرم منّو بطل، المسرح ما بسامح"
و"الممثلين بطّل عندن واقع يرجعولو، حربن صارت على حالن". مرة جديدة تأخذ فرقة "زقاق" أعمالها المقدمة الى الراهن المأزوم. انتقاد الصراع على السلطة وسلوكياتها، عنفها الذي يتوالد من جيل الى جيل. هل مسموح الاعتراض؟ وما الفاصل بين الحكم بقوة القانون أو بعنفه. وما الفارق بين العنف والوحشية؟ وكيف تتحقق العدالة من دون إجبارنا على الدخول كشهود متواطئين داخل دوامات عنف وانتقام لامتناهيين؟


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top