2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo بالفيديو حادث سير مروّع بين عدّة سيارات… وسقوط جرحى logo "جثثٌ كثيرة اكتشفت"... مقابرٌ جماعية جديدة في غزة! logo "حزب الله ذكي"... ترمب: على إسرائيل توخي الحذر logo "مغامرة غير محسومة"... نوايا تصعيدية تجاه لبنان! logo بالفيديو: اسرائيل تزعم استهداف مبانٍ لحزب الله جنوبي لبنان logo معلوف يعري نائب القوات… "والله عيب" logo قاوموا بطش حافظ ونجله بشار لـ 29 عاماً حتى كان لهم النصر... ماذا حصل في 26 نيسان؟ logo "حشرات طائرة بأعداد هائلة"... وزارة الزراعة توضح!
ترميم تدمر دونه عراقيل..خطر خسارة المتبقي بعد الحرب والزلزال
2023-06-02 15:56:26

في ذروة اجتياح تنظيم "داعش" المتطرف لأنحاء سوريا، تابع العالم في رعب تفجير مسلحين لقوس نصر ومعبد من الآثار الرومانية الشهيرة في تدمر. وبعد ثماني سنوات، فقد "داعش" سيطرته، لكن أعمال الترميم في الموقع تعطلت بسبب أمور متعلقة بالأمن، ومخلفات من الألغام، ونقص التمويل.
وتواجه مواقع أثرية أخرى في أنحاء سوريا عراقيل مشابهة، سواء في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد أو تلك الخاضعة للمعارضة. وتضررت المواقع الأثرية جراء الحرب حينذاك، ومؤخراً جراء الزلزال الدامي الذي بلغت قوته 7.8 درجات والذي ضرب سوريا وتركيا في شباط/فبراير الماضي.وقال يوسف كنجو، المدير السابق لـ"متحف حلب الوطني" والباحث حالياً في جامعة "توبنغن" في ألمانيا، أن حالة المواقع التراثية في بلاده كارثية، وأنه من دون تنسيق جهود الحفظ والترميم "سنخسر ما لم تدمره الحرب أو الزلزال بالفعل"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".وقبل الحرب، كانت تدمر، أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو الستة في سوريا، جوهرة تاج الآثار في البلاد، وهي منطقة سياحية كانت تجتذب عشرات الآلاف من الزوار كل عام. وكانت المدينة القديمة عاصمة دولة عربية تابعة للإمبراطورية الرومانية تمردت لفترة وجيزة وأسست مملكتها الخاصة في القرن الثالث، بقيادة الملكة زنوبيا.وفي الآونة الأخيرة بات ذكر المنطقة يقترن بأمور أكثر قتامة. فهي موطن سجن تدمر، حيث تعرض آلاف المعارضين لحكم عائلة الأسد في سوريا للتعذيب، طوال عقود. وهدم "داعش" السجن بعد سيطرته على المدينة ثم دمر المتطرفون في وقت لاحق معبد بعل شمين التاريخي وكذلك قوس النصر، واعتبروها موقعا لعبادة الأصنام، كما قطعوا رأس عالم بارز كرس حياته للإشراف على الآثار.وشكلت سيطرة النظام السوري وحليفته روسيا على المدينة نقطة ارتكزت عليها البروباغندا الرسمية لسنوات، حيث كانت الحفلات الموسيقية المقامة للجنود مثلاً تبث في مقاطع فيديو، حسبما رصدت "المدن". واليوم تنتشر نقاط تفتيش أقامها الجيش السوري على الطريق عبر الصحراء من حمص إلى تدمر. وفي البلدة المجاورة للموقع الأثري أعيد فتح بعض المتاجر، لكن آثار الحرب تبقى ظاهرة، في هيئة مركبات متفحمة ومتاجر ومنازل محترقة.أما متحف تدمر فمغلق، وتم نقل تمثال الأسد الذي كان يقف أمامه إلى دمشق لترميمه. ورغم ذلك بدأ السياح السوريون والأجانب في العودة إلى المنطقة. وقال قيس فتح الله، الذي كان يدير فندقاً هناك لكنه فر إلى حمص هرباً من "داعش": "كنا نعتقد أنه من المستحيل أن يعود الأجانب إلى تدمر". لكنه الآن عاد إلى تدمر وافتتح مطعماً يقول أنه يخدم السائحين هناك.مؤخراً، عندما زار صحافيو "أسوشييتد برس" تدمر، وجدوا مجموعة من السياح الأجانب من إنجلترا وكندا والصين، ومجموعة أخرى من طلاب جامعيين سوريين، يتجولون وسط الآثار. وكان بعض السوريين يكررون زيارة أماكن زاروها قبل الحرب وهجوم "داعش". لكن بالنسبة لطالب هندسة الاتصالات، فارس مارديني، كانت هذه هي المرة الأولى، وقال: "أخيرا جئت، أرى كثيراً من الدمار، آمل أن يتم ترميمها وإعادتها إلى ما كانت عليه".وأوصت مجموعة من الخبراء الدوليين الذين تعاقدت معهم "يونيسكو"، الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة، العام 2019 بعدم بدء أي أعمال ترميم كبيرة في تدمر لحين إجراء دراسات مفصلة لتحديد أفضل سبل القيام بذلك. وقالت يمنى تابت، أخصائية البرامج في وحدة الدول العربية في مركز التراث العالمي التابع لـ"اليونسكو"، أن التخطيط والدراسات التفصيلية ضروريان لأن أعمال الترميم غالباً ما تتضمن خيارات صعبة.على سبيل المثال إذا كانت مواد البناء الأصلية التي يمكن استخدامها لترميم الموقع شحيحة "هل يستحق الأمر ترميمه بأقل قدر من الأصالة، أم أنه من الأفضل بدلاً من ذلك التركيز على توثيق ثلاثي الأبعاد لكيف كان؟".وأرجئت مهام ترميم الموقع في البداية بسبب قضايا تتعلق بالأمن، منها الألغام الأرضية التي كان يتعين إزالتها. كما أن خلايا تابعة لـ"داعش" مازالت تشن هجمات في المنطقة بين الحين والآخر. كما يمثل التمويل مشكلة أيضاً. وقالت تابت: "هناك نقص كبير في التمويل حتى الآن لجميع المواقع في سوريا"، مشيرة إلى أن المانحين الدوليين كانوا حذرين كي لا ينتهكوا العقوبات المفروضة على سوريا من جهات عديدة، منها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.وتستثني العقوبات الأميركية الأنشطة المتعلقة بـ"الحفاظ على مواقع التراث الثقافي وحمايتها". لكن بعض المشروعات المستثناة تواجه عراقيل مرتبطة بالعقوبات، منها حظر التصدير إلى سوريا للمواد المصنعة في الولايات المتحدة، وعلى المعدات مزدوجة الاستخدام، أي تلك التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية معاً، إضافة إلى تردد المؤسسات المالية في القيام بأي تعاملات مع سوريا.حالياً تقوم روسيا، حليفة حكومة دمشق، بترميم قوس النصر في تدمر، وهو أكبر مشروع يتم تنفيذه حتى الآن في الموقع. وقال محمد نظير عوض، مدير عام مؤسسة "الآثار والمتاحف في سوريا": "لدينا تمويل من بعض الأصدقاء في بعض الأماكن، لكنه غير كاف لإصلاح الكارثة التي حدثت"، حسب تعبيره.من جهته، أشار مأمون عبد الكريم، الذي كان مدير عام الآثار عندما اجتاح "داعش" تدمر، وهو حالياً أستاذ في "جامعة الشارقة" إلى دفع دولي لترميم المواقع الأثرية المتضررة في مدينة الموصل في العراق المجاور، والتي استولى "داعش" عليها أيضاً، كمثال على ترميم ناجح. وأضاف أن الآثار المتضررة في سوريا معرضة لمزيد من التدهور أو الانهيار بسبب تأخر أعمال الترميم، وأن هناك حاجة إلى الفصل بين الأمور السياسية وأمور التراث الأثري.وتسبب زلزال 6 شباط/فبراير في مزيد من الدمار لبعض المواقع الأثرية المتضررة بالفعل جراء الحرب، بما في ذلك مدينة حلب القديمة، الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وكنيسة القديس سمعان من العصر البيزنطي في ريف حلب، وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات المعارضة المدعومة من تركيا.وقال حسن الإسماعيل، الباحث في منظمة "سوريون من أجل التراث" غير الحكومية التي تعمل في شمال سوريا، أن ما بين 15 إلى 20 في المئة من هيكل الكنيسة، بما ذلك القوس، تضرر جراء الزلزال، مشيراً إلى أن الهيكل "تعرض في السابق لقصف وتخريب، ما تسبب في أضرار كبيرة". وحاولت المجموعة تثبيت الهيكل بدعامات خشبية ومعدنية والحفاظ على الأحجار التي سقطت منه لاستخدامهاً لاحقا في الترميم.من جانبه دعا أيمن النابو، رئيس هيئة الآثار في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلى تقديم مساعدات دولية لتثبيت وترميم المواقع الأثرية المتضررة جراء الزلزال. وقال أنه يجب النظر إلى الآثار على أنها "محايدة سياسياً" لأن "هذا تراث إنساني عالمي يخص العالم كله وليس السوريين فقط".


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top