2024- 03 - 28   |   بحث في الموقع  
logo ريزا: أشعر بقلق بشأن الهجمات على المرافق الصحية في لبنان logo عقوبات أميركية على موقع "غزة الآن": يدعم "حماس" logo العراقي حارق القرآن يتوجه إلى النروج طلباً للجوء logo جنوب لبنان والشيوعيون والثمانينات وفق يحيى جابر وأنجو ريحان logo رغم الاحتجاجات... شركة في بريطانيا تواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة logo "إستراحة الأعياد"... نائب يتحدّث عن "أجوبة حاسمة"! logo لاعتراض جسم مشبوه... اسرائيل تفعل الدفاعات الجوية في صفد (فيديو) logo الجميل للسيد حسن: أوقف مهزلة جبهة المساندة!
ما بعد زيارة البطريرك؟!… شفيق ملك
2023-06-05 06:56:41

انقضت زيارة البطريرك الراعي لفرنسا بسرعة فائقة سبقها جهد كبير من قبل غبطته بتحضير مكثف لها مع كل الأطياف اللبنانية خاصة الفريق السياسي المعارض لانتخاب الوزير سليمان فرنجية، وأبرزه التيار الوطني الحر.


زيارة الراعي الى فرنسا مضت دون إعلان عن نتائجها من قصر الإليزيه في باريس ولم تبرز أية مفاعيل لها حتى الساعة. ماذا يعني هذا في السياسة، وقد حمل غبطته في جعبته للرئيس ماكرون لائحة أسماء ضمت خمسة مرشحين لمنصب الرئيس، وكيف دار الحوار بينهما.


سبق تلك الزيارة توصيات من الفاتيكان بناء على طلب الكرسي الرسولي، نُقِلت للرئيس الفرنسي ماكرون من خلال أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. تلقفَّها الرئيس الفرنسي باهتمام كما سربت بعض المصادر المقرَّبة من قصر الإليزيه ودار حوار مطول مع غبطته لأهمية الأخذ بالقرار اللبناني الحرج.


في المقابل لبنانياً، الجميع في العاصمة بيروت عند محطة الانتظار والقطار ما زال متوقفاً بركَّابه منذ سبعة أشهر في ساحة النجمة. نواب على مختلف مشاربهم يستغيثون شرقا وغربا ولا من مجيب سوى أصداء قادمة من مؤتمرات من هنا وهناك.


الحال السياسي في لبنان ضجيج أشبه بلوحة سوريالية تحمل في داخلها دمى صامتة لا حراك فيها، مطلوب منها ديناميكية خلاقة لتطرح حلولا للقضايا المتجذرة في الجسم اللبناني. المطلوب الاسراع في تكوين كتلة وازنة من نواب المعارضة، المستقلين والتغييريين لتساهم في إيصال مرشح للرئاسة.


نرى بوضوح تفكُّكاً بارزا بين التغييريين وتبايناً في مواقفهم السياسية. كذلك نرى تراجعاً وتشتتاً في مواقف بعض نواب المعارضة وكأننا عُدنا إلى أحصنة طروادة من جديد. أما المستقلين فحدث ولا حرج وأخُصّ منهم نواب السنّة المبعثرين في كل اتجاه، ربما يدلُّ ذلك على التنوع السياسي المطلوب في لبنان، لكن الحقيقة أمرُّ منها، إذ نسمع ببروز كتل نيابية جديدة ما هي إلا تحديث لكتل قديمة سابقة وموالية لفريق الممانعة وتحديداً لحزب الله تحت اسم مختلف.


حسب إفادة النائب هاغوب طرزيان، كتلة الطاشناق لم تأخذ بعد موقفها الذي سيدلي به رئيسها قريباً حسب نتائج المشهد السياسي المتغير. أما عن اللقاء الديمقراطي فإن الكتلة لها اجتماع قريب ومناخ الانتخابات ما قبل الجلسة يحدده أصولا، فلا قرار حتى حينه. في المحصلة لقد دخلنا فعلا في لعبة ما يسمى مرشح مواجهة أو مرشح استفزازي وأصبحنا ندور في لعبة الرئيس التوافقي مرة أخرى. مع أن مصادر واسعة الاطلاع تؤكد أن الثنائي الشيعي لن يغير موقفه وهو مبقٍ على معادلة الوزير فرنجية أو الفراغ. هذا المشهد السياسي اللبناني المتغير حسب التقلبات، كيف يلاقي جهد وطموح غبطة البطريرك المثابر في إيصال صوته إلى نواب الأمة وعليهم مسؤولية تأمين نصاب الجلسة والتوصل إلى الأصوات المستحقة الـ 65 لانتخاب رئيس للبلاد يلبِّي طموح الشعب اللبناني. بالعودة إلى لائحة الأسماء التي حملها غبطة البطريرك الراعي في رحلته، هي مروحة واسعة وتمثل شريحة كبيرة من الطائفة المارونية الكريمة:


النائب إبراهيم كنعان هو أكثر شخصيات التيار الوطني الحر مرونةً، لكن كفى لبنان ذلاً وتدميراً بكيانه بعد ست سنوات عجاف مضت من حكم وسياسة هذا التيار الذي لم يسجل تاريخ لبنان الحديث عهدا كمثله.


نعمة إفرام، مهندس ورجل أعمال نجح في حقله المتنوع، سياسي بارع ونائب في المجلس النيابي.


زياد بارود، وزير سابق نجح في إدارة وزارة الداخلية، محامٍ قانوني بارز من الدرجة الأولى في احترام النصوص الدستورية وناشط في مؤسسات المجتمع المدني.


جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني الحالي نجح بامتياز في إدارة المؤسسة العسكرية في ظل إفلاس الدولة والوضع السياسي اللبناني القائم.


الدكتور جهاد أزعور، حاليا يشغل منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز في صندوق النقد الدولي. شغل منصب وزير المال اللبناني من عام 2005 إلى عام 2008، لديه خبرة واسعة في الاقتصاد والمال مما يؤهله لإيجاد حلول للمشكلة الاقتصادية المستشرية في لبنان، وإن كان يؤخذ عليه أنه من مدرسة الرئيس فؤاد السنيورة. على الوزير السابق أزعور واجب وطني، كمرشح ماروني للرئاسة، أن يعلن عن برنامجه السياسي بوضوح دون ضبابية وأن يظهر إلى المجتمع اللبناني المدني والسياسي معاً موقفه الواضح من الملفات اللبنانية الشائكة، بدءاً بملف السيادة اللبنانية، الانتماء، المصارف وتحديداً قضية المودعين، ملفات الفساد المتفشي في أركان الدولة، انفجار بيروت وصولاً الى بقية القضايا الرئيسة في الوطن.


ما ينطبق على الوزير السابق أزعور ينطبق على الأسماء الأربعة الأخرى في اللائحة التي حملها غبطته. ولمثل هذا فليعمل العاملون. في خضمّ حرارة المعركة الرئاسية في الساحة اللبنانية ترافق بالتوازي قنابل متفرقة في مناطق مختلفة في الجغرافيا اللبنانية أبرزها:


– الوضع الأمني المستمر تدهورا والذي لا يبشر خيرا على سلامة المواطن في ظلِّ عودة نهج خطف المواطنين الأجانب وإن كان جنائياً.


– مناورة حزب الله العسكرية في منطقة الجنوب ولأول مرة بغطاء إعلامي مكثف للإعلام المحلي والدولي.


– الحديث يوميا عن مشكلة النزوح السوري الذي يقضُم جسم الاقتصاد اللبناني مسبباً خسارات فادحة.


– انفجار قوسايا الذي استهدف قاعدة عسكرية فلسطينية عند الحدود اللبنانية السورية


كما في شهر أيار وغيره من أشهر السنة سقط شهداء على ساحة الوطن. في الأول من حزيران جاءت ذكرى اغتيال الشهيد الرئيس رشيد كرامي، رمز الوحدة الوطنية ومثال يحتذى به من حيث نظافة الكف في إدارته لوزارة المالية ومثال للاعتدال السني في لبنان. في هذا الشهر أيضاً سقط شهيد الصحافة سمير قصير واللائحة تطول. يبدو أن المعركة الرئاسية بدأت وحميَ وطيسها وربما تتكشف أشياء جديدة عن زيارة البطريك لباريس قد تغير مسار المعركة الرئاسية القادمة. في المقابل ما زالت هناك أبواق كثيرة من حملة التضليل في شتى أنواعها ضد ما يحمله غبطة البطريرك على كافة المستويات. آخر البيانات ما أصدره مكتب دولة رئيس مجلس النواب والذي أجاب عن كل التساؤلات السياسية الخاصة في ملف انتخاب الرئيس.


بالمحصِّلة كفى تمترُّسا وراء التكتلات والاتفاقيات غير المعلنة ولتنطلق الجلسة الثانية عشر ولتكن معركة الرئاسة تنافسية، تحمل الطابع الحر الديمقراطي وتطبع عليها بصمة جديدة يتبناها النواب جميعا بلباس الشفافية والصدق والكف عن الأنانية الشخصية. وهكذا ينتخب نواب الأمة الرئيس العتيد بحرية دون الرضوخ إلى مؤثرات خارجية فَيؤدوا الأمانة التي حمَّلها لهم الشعب اللبناني بأسره وليُصنع رئيساً في لبنان.


عاش لبنان حراً سيداً مستقلاً


الكاتب: المهندس شفيق ملك


المصدر:



Related Posts

  1. شهر أيار والتغيّرات الإقليمية وأثرها على لبنان!… شفيق ملك
  2. كرسي الرئاسة ما بين الصورة والميزان!… شفيِق ملك
  3. مؤتمر التحديات!… شفيق ملك






safir shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top