عندما أبصر تكتل “الوفاق الوطني” النور، فوجئ كثيرون بالبيان الفضفاض الذي صدر عنه وتلاه النائب فيصل كرامي وتحدث بالعموميات لا سيما في ملف الاستحقاق الرئاسي الذي كان يُنتظر من تكتل يضم خمسة نواب من توجه سياسي واحد أن يحسم خياره بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية بهدف إعطاء جرعة معنوية للحلفاء في مقابل الهجمات المتتالية عليهم، والمحاولات الرامية الى الابتزاز وتحقيق المكاسب والمصالح بإعلان التوافق المسيحي على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
وفي الوقت الذي تحدث فيه البيان عن “الانفتاح على كل التيارات السياسية”، أكد النائب كرامي وفي معرض رده على الاسئلة أنه “لا يوجد أي إسم مرشح للرئاسة يستفزنا ونحن ننتظر صدور الترشيحات لنبني على الشيء مقتضاه”، لافتا الى أن “التكتل سيجري مشاورات وإتصالات مع كل الكتل لتذليل العقبات”، علما أن كرامي كان أعلن أنه لا يمكن أن يتحدث أو يتعاطى مع القوات اللبنانية.
بدا واضحا، من كلام كرامي أنه يغرّد بمفرده مع سرب ببتعد شيئا فشيئا عن إلتزاماته السياسية السابقة، وهذا ما تنبّه له النائب حسن مراد الذي إستدرك وتحدث الى وسائل الاعلام بعد المؤتمر مؤكدا أننا “نريد أن ننتخب رئيسا للجمهورية يُشبهنا ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية يُشبهنا”.
لا شك في أن موقف كرامي الملتبس ترك سلسلة علامات إستفهام ما تزال تحتاج الى كثير من التفسير، وقد تضاعفت علامات الاستفهام هذه بهجوم كرامي غير المبرر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومحاولة الاساءة إليه، وذلك في سلوك سياسي يتناغم بشكل واضح مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي لا يترك مناسبة إلا ويستهدف فيها رئيس الحكومة وموقعه وصلاحياته بهدف إضعافه كرد فعل على ميقاتي كونه منع باسيل من تمديد عهد عمه ميشال عون بتشكيل حكومة على قياسه، وهو اليوم يصرّف الأعمال في حكومته وفقا للدستور ورغما عن باسيل.
ربما يُفترض بالنائب كرامي وهو الطامح الى رئاسة الحكومة أن يدرك أن حكومة الرئيس ميقاتي ليست مستقيلة من دورها كما قال، بل هي مستقيلة فعلا وينتظر رئيسها بفارغ صبر اتمام الاستحقاق الرئاسي لكي يرتاح، والى ان يحين هذا الموعد يستمر في حمل كرة النار للقيام بتصريف الأعمال وتلبية مطالب الناس وفق الامكانات الضعيفة جدا في بلد مفلس ومنهار، وبالرغم من كل محاولات التعطيل والاستهداف التي يمارسها جبران باسيل والمتضررين معه من وجود رئيس الحكومة السني في سدة السلطة.
وكذلك من المفترض أن يدرك كرامي أنه سبق وأساء لرئيس الحكومة وموقعه عندما حاول التهكم عليه وممارسة “الهضمنة” في برنامج تلفزيوني، في تصرف كان له وقعا سيئا وسلبيا جدا على المقربين منه وأنصاره قبل خصومه، وبالتالي فهو لا يمتلك أن يعتب على الرئيس ميقاتي لأنه لم يصدر بيانا في ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي يكون الوفاء له والسير على نهجه بحماية الموقع السني الاول، والوقوف الى جانب رئيس الحكومة الذي يحافظ عليه وعلى صلاحياته ويتصدى لكل من يعمل على ضربها أو مصادرتها.
يبدو واضحا ومنذ فترة ان النائب فيصل كرامي يتقصد الاساءة الى القيادات السنية والى رئاسة الحكومة وابن مدينته الرئيس نجيب ميقاتي تحديدا، فيما يهادن ويساير كل التيارات السياسية الاخرى ويحاول التنصل من الالتزام بدعم سليمان فرنجية، ما يطرح سؤالا محوريا لجهة: هل يسير الافندي في ركب جبران باسيل، أولا من اجل إضعاف رئاسة الحكومة بالهجوم الشرس على رئيسها وهذا يجعله في موضع مساءلة سنية لا سيما في هذه الظروف، وثانيا من اجل إبتزاز حزب الله للحصول على مكاسب او مناصب مقابل إنتخاب فرنجية؟!..
إستنجاد باسيل بـ″عمّه″ يفشل ويثير إنتقادات.. الرئيس عون ليس للاستغلال!... غسان ريفي
باسيل يعلن ترشيح جهاد أزعور للرئاسة: نحنا مش ضعاف
بدعة ″التقاطع″ تسيء الى أزعور.. لا أحد يتبناه!!... غسان ريفي
جعجع يستدرج باسيل الى فخ الاستفراد!… غسان ريفي
شهادة الرشيد بين الأمس واليوم!… بقلم: جميل رعد
طوني فرنجية: نجاح عهد سليمان فرنجية يزعج خصومه ويعتبرونه تحديا لهم ولحجمهم
لا جلسة نيابية إلا بوجود مرشحيّن جدييّن.. والكرة في ملعب المسيحيين!… غسان ريفي
ميقاتي سيشارك في مؤتمر بروكسل وخطة من 9 نقاط لعودة النازحين السوريين
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
