2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo عناوين الصحف logo أسرار الصحف logo افتتاحية “الديار”: الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة logo مانشيت “الجمهورية”: واشنطن لحلول ديبلوماسية… وإيطاليا مستعدة لدعم لبنان logo هذا ما ورد في افتتاحية “الأنباء” logo بالفيديو والصورة: غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة في بلدة البازورية logo مسجد النبي يوشع في المنية.. مقامه يعود الى 700سنة قبل الميلاد logo براون يؤكد: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها
غزوان الزركلي: تربيت على القيم.. وسعادتي عندما أقدم معلومة لطالب يحتاج إليها
2023-06-05 13:55:57

دمشق - هدى العبود

قال الناقد محمد حبوس لـ «الأنباء»: ليس هناك تاريخ محدد لأصول الموسيقى، ولكن من المؤكد أن الموسيقى نشأت مع الإنسان البدائي الذي عاشت معه وعبرت عن أحاسيسه، فتعرفها عندما بدأ يترنم بنغمة واحدة رتيبة وبصوت عاطفي مقلدا أحيانا بعض الطيور، ثم تابع ترنيمه بصوتين متعاقبين وفي ثلاثة، إلى أن ارتقى الغناء وأصبح من ضرورات الحياة والتعاطف مع الآخرين، ثم كان الإيقاع ملازما للغناء الذي تجلى بالرقص، فاستخدم التصفيق بالأيدي والوقع بالأرجل، وكان قرع الأشياء الصلبة، فقد أثبت علماء الموسيقى أن أصول ابتكار الآلات الموسيقية الوترية (ذات النقر) تعود إلى الرجل البدائي، الذي كان ينزع قشور الأشجار اليابسة بأظافره فيعطي بعضها رنينا محببا، ما دعاه إلى استخدام خيوط نباتية متينة مشدودة على جسم ما، ثم أضاف إليه زندا لشد الخيوط وتغيير نغمات عزفه، ولا شك في أن أصول ابتكار الآلات الموسيقية - عامة - تغوص في أغوار الماضي المجهول.

وأضاف حبوس: من هنا جاءت التسمية «موز» بالعربية من قبل من يروق لهم سماع الموسيقى والغناء والرقص والفنون والشعر، وكلمة «موز» تنسب الى الموسيقى وهي إحدى آلهة الفنون الجميلة الشقيقات التسع المسماة الإغريقية، والموسيقى هي أحد الفنون السمعية والبصرية وتعنى علميا «معالجة توظيف العناصر الصوتية المختلفة جماليا»، ومعنى كلمة الميثولوجيا هي الأساطير في فن التعبير عن الأحاسيس بوساطة هذه العناصر، وأن الأذن الموسيقية أداتاها الأساسيتان للميثولوجيا.

ونظرا لأهمية ما أسلفناه، استضافت جمعية أصدقاء الموسيقى في مدينة طرطوس الموسيقار وعازف البيانو العالمي د.غزوان الزركلي، على مدى ثلاثة أيام، تضمنت محاضرات وورشات عمل لعازفي البيانو من الصغار واليافعين والكبار، ومدرسي التربية الموسيقية.
وفي محاضرة خاصة لأساتذة ومعلمي الموسيقى، جاءت تحت عنوان «مبادئ النغم والإيقاع بين الهواية والاحتراف» شرح البروفيسور غزوان فيها نظريته في تعليم الموسيقى الغربية والشرقية خصوصا آلتي البيانو والعود، لافتا إلى أن النهضة الثقافية الموسيقية تكون بالتعليم، لأنه يخلق البنية التي تتحلى بالمعرفة، وتربي القيمين على مفاتيح الموسيقى.

كما تحدث الزركلي في اللقاء للإعلام عن خلاصة تجربته الفنية في العزف والتأليف الموسيقي التي تجاوزت الستين عاما، مبينا مسؤولية الموسيقيين السوريين في نشر الثقافة الموسيقية بين الأطفال خصوصا، في ظل انحدار فني عام، وتراجع أهمية وحضور الأناشيد التي كان لها دور كبير في تثقيف الجيل موسيقيا.

وقال الزركلي لـ «الأنباء»: لم أتردد أبدا في إحياء هذه الحفلات كوني احترمت الحماس والجدية والعمل لأجل الموسيقى في أي مكان بسورية، وخلال الأحداث التي تمر بها البلاد تأتي هذه الأمسيات تأكيدا منا على بناء الإنسان بطريقة سليمة من خلال التثقيف والتوعية والتطلع إلى حياة بلا عنف ولمستقبل وطن حر وسعيد.

وأضاف: أنا من الجيل الذي تربى على القيم، فالوطن لي ليس فقط، المكان الذي نعيش فيه مع أهلنا ولغتنا وذكرياتنا هو بالنسبة لي المكان الذي نعيش فيه بسعادة من خلال العطاء، وسعادتي اليوم عندما أقدم معلومة لطالب يحتاج اليها، سأعود إلى وطني وإلى صفي التدريسي في المعهد العالي للموسيقى.

الزركلي الذي احتفت به الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون للعزف المنفرد بنسخته الثالثة، ولد في دمشق عام 1954 ودرس العزف على البيانو منذ أن كان طفلا في المعهد العربي للموسيقى على يد الأستاذة سنثيا ايفرت زوجة الموسيقار الراحل صلحي الوادي.

وفي عام 1963 أقام المعهد العربي للموسيقى حفلته السنوية على مسرح الحمراء بدمشق، وفيها قاد غزوان وهو طفل الفرقة الموسيقية ببساطة متناهية بعد أن رفع على منصة عالية ليتمكن أفراد الفرقة من رؤيته وتتبع إشاراته، وقد أثارت تلك الحفلة موجة من الحماسة لهذه الموهبة المتفتحة.

رافق الزركلي أثناء دراسته فرقة موسيقى الحجرة التابعة للمعهد في حفلات موسيقية عديدة بحسب المرجع العلمي للموسيقى في سورية الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وقاد الفرقة بنجاح في حفل ببيروت 1971 ليسافر بعد تخرجه إلى ألمانيا لمتابعة الدراسة وينال من المدرسة العليا للموسيقى هانس أيسلر في برلين شهادة ليسانس، ثم شهادة دبلوم وماجستير، اتبعها بشهادة مساعد بروفيسور دكتوراه من كونسرفاتوار تشايكوفسكي في موسكو.

وخلال دراسته في ألمانيا، عزف عددا من الأعمال المهمة مع فرق مشهود لها بالباع الطويل من كونسرفتوار برلين واوركسترا الدولة في مدينة نوي براندنبرغ، كما عزف على آلة البيانو في قاعة الاحتفالات بالمعهد الذي درس فيه أمام جمهور كبير أعمالا لباخ وبارتوك، ما دفع إدارة المعهد لأن ترشحه للعزف في مسابقة مهرجان ليزت بارتوك الدولية في بودابست بهنغاريا.

وعبر سنوات عديدة، سجل الزركلي حضورا قويا في كل المسابقات الدولية للعزف على البيانو التي شارك فيها ومثل بلاده خلالها حتى تلك التي لم يفز بها من مسابقة فياتا داموتا بالبرتغال التي جاء فيها سادسا، ومسابقة بالوما اوشيا الدولية في إسبانيا أحرز فيها الجائزة التقديرية الخاصة التي تمنح للعازفين المتفوقين، بينما حصل على المرتبة الأولى في مسابقة لبنان الدولية ببيروت، ونال شهادة تقديرية من مهرجان ومسابقة خريف براتيسلافا عاصمة سلوڤاكيا.

وفضلا عن مشاركاته العديدة الدولية، للزركلي إسهام كبير في مجال تدريس الموسيقى داخل سورية وخارجها، حيث سمي أستاذا في كونسرفتوار فايمر ألمانيا منذ عام 1988، وعمل بمجال التدريس في برلين وأوستابروك بألمانيا، ونظم عدة ورشات عمل في الجزائر ولبنان والإمارات العربية المتحدة، وكان عضو تحكيم في العديد من مسابقات العزف على البيانو في الإمارات والمغرب وروسيا.

عين الزركلي وكيلا ورئيس قسم البيانو في المعهد العالي للموسيقى بدمشق وأسس فيه صفا خاصا للأداء، كما أن له تسجيلات في العزف «أربع اسطوانات»، وفي التأليف اسطوانتان، بالإضافة الى نشاطه في مجالي الكتابة والترجمة، فله كتابان في الموسيقى هما «شذرات في الموسيقى» و«علم الجمال الموسيقي»، وثلاثة كتب مترجمة عن اللغة الألمانية منها رواية «الملاك الأبيض».

الزركلي الذي يقيم في ألمانيا للتدريس، أسس هناك مدرسة لتعليم العزف على البيانو ما زال خلال سنوات الحرب على سورية يزورها باستمرار ليقيم حفلات عزف منفرد وثنائي في دار الأوبرا بدمشق وفي مهرجان «مشتى الحلو».

حاز البروفيسور غزوان الزركلي جائزة الدولة السورية التشجيعية في عام 1969 إضافة إلى عدة جوائز موسيقية تقديرا لعطائه الفني من لبنان وروسيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ووسام الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام 2007.



Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top