لا نرى دائما فيلما رياضيا دراميا كوميديا يجعلنا نشعر بالمودة تجاه شركة عملاقة، لكن هذا هو الجانب الفريد من فيلم «Air»، حيث يقتبس المخرج بن آفليك والمؤلف آليكس كونفيري قصة تشبه السيرة الذاتية حول كيف أصبحت «Nike» عملاقة أحذية كرة السلة من خلال التركيز على موظفيها بدلا من المتحدث باسمهم مايكل جوردان (نجم كرة السلة الأشهر)، الأمر الذي ينجح جيدا بشكل غير متوقع. ويجد سيناريو كونفيري أهميته في التركيز على الطريقة التي غيرت بها صفقة جوردان مع «Nike» حصص الملكية للرياضيين وحياة الأشخاص الطموحين داخلها.

يقدم فيلم «Air» رسائل إيجابية مليئة بالأمل من خلال قصة عن الحالمين والمتفردين، ويجمع طاقم ممثلين مذهلا يجد الأفضل في شخصياتهم، قد يكون مايكل جوردان (نجم كرة السلة) هو الشخصية الشهيرة في المركز، لكن «سوني فاكارو» العنيد، الذي يلعب دوره مات ديمون، هو البطل غير المتوقع، خبير كرة السلة الذي يوظفه الرئيس التنفيذي لشركة «Nike» فيل نايت (بن آفليك) لبناء قسم التخصص لديهم الذي يطمح للتنافس مع هيمنة «A.D.I.D.A.S» و«Converse» على الدوري الأميركي للمحترفين «NBA». إن السحر الذي يتمتع به مات ديمون، من خلال دور أذكى محلل رياضي في غرفة مليئة بخبراء التسويق، يساعد على كسب أي شخص تقريبا، سواء كان زملاءه بالفيلم أو نحن المشاهدين.

يمضي «سوني» كامل العمل وهو يراهن على وظيفته، ووظائف الموظفين الآخرين، وقسم كرة السلة المتعثر في «Nike»، وعلى فكرته المجنونة المتمثلة في المراهنة بكل شيء على جوردان، وهو دور يتقنه ديمون بتفاؤل محبب وكاريزما بطل رئيسي متميزة.

يسلط «Air» الضوء على الأداء الغني للممثلين مثل فيولا ديفيس بدور «ديلوريس» والدة جوردان المتمرسة بالتفاوض وجيسون بيتمان بدور «روب ستراسر»، مدير التسويق في «Nike» المتوتر والملتزم بالقوانين، هؤلاء الممثلون وغيرهم يجعلون الفيلم دراما إنسانية، حيث يكون المال ومعه الإعلانات التلفزيونية هو الموضوع الرئيسي، لكن العمل بالتوازي يتمحور حول السبب الذي يجعل «سوني» و«روب» يعملان في عطلات نهاية الأسبوع، أو لماذا منحت «ديلوريس» شركة «Nike» مجتمعا متكاملا في النهاية بالرغم من عدم اهتمام جوردان.

يسمح «Air» بذكاء بعرض وجهات نظر الجميع، بداية من الرؤساء التنفيذيين المذعورين ووصولا إلى «كريس ميسينا» في دور وكيل جوردان الذي يتسم بالحماسة ويختطف الأضواء مما يبعد القصة عن كونها مجرد سيرة ذاتية أخرى لا تحمل روحا.

قد يكون «Air» أقل أفلام آفليك جاذبية من الناحية البصرية، خاصة مع بعض اللقطات الرقمية على شاشة خضراء تبرز بوضوح، فلا يبدو المقر الرئيسي لشركة «Nike» في بيفرتون بولاية أوريغون فريدا من نوعه في موقعه خارج المدينة على الإطلاق، كما أن الأجواء العامة لا تبدو أنها في الثمانينيات على الرغم من سروال فيل القصير باللون الوردي أو الأغاني من تلك الحقبة.

يحصل كل ممثل على فرصته تحت الأضواء، حيث تتجاوز فيولا ديفيس الصور النمطية حول الأمهات المتسلطات، وتجسد دور امرأة قوية سوداء البشرة تقف بفخر أمام رجل أعمال أبيض يرى ابنها اوزة ذهبية، ويكافح ديمون من أجل تحرير قيود الميزانية التي تكبل قدرة «سوني» على أداء وظيفته، وفي الوقت نفسه يتصالح مع حقيقة ان قسم كرة السلة بأكمله في «Nike» يمكن أن يتلاشى إذا فشلت مخاطرته التي تبدو لامعة بالنظر إلى الوراء.

هذا النوع من الأداء هو الذي يترك انطباعات دائما، منها أنه ذو قيمة ترفيهية خالصة، ومنها أنه يركز على التأثير العاطفي، مثل الوقت الذي يوضح فيه «بيتمان» ما هو على المحك لو فقد والده الذي يعمل بنصف وردية عمله المستقر. ولا تتعلق قصة «كونفيري» فقط بما سيحدث لشركة «Nike» لو اختار جوردان «Converse» أو «A.D.I.D.A.S» بدلا منهم، بل انها أيضا حول الأشخاص الذين إما سترفعهم الصفقة أو تدمرهم بناء على النتيجة.

كما يحتوي الفيلم على حس فكاهة أكثر من المتوقع، وقد يفترض المرء أن الإجراءات الفعلية التي أدت إلى صفقة جوردان مع «Nike» لم تكن مليئة بالنكات، وبخاصة المزاح الناري بين «سوني» و«ديفيد» عندما يتصل الوكيل المحبط للصراخ على مفاوض «Nike» الدؤوب، حتى الممثل المساعد ماثيو ماهر يجد عبارات كوميدية في الوقت المناسب بدور كبير مصممي الأحذية «بيتر مور»، وذلك لأنه لم يتم إهدار أي دور مهما كان صغيرا.