لا تحظى فكرة تحويل ألعاب الفيديو لأفلام سينمائية على اهتمام النقاد ورضاهم إلا فيما ندر، لأنه لا يتم نقل اللعبة بتفاصيلها إلى داخل الفيلم، وأيضا لضعف عمليات الغرافيك، مقارنة بألعاب الفيديو، وهذا يؤدي إلى أن صناع العمل دائما ما يكونون غير ملمين بألعاب الفيديو، لكن يمكن القول إنها صارت أخيرا أكثر تطورا وإبداعا.
وعلى العكس تماما تنتظر الجماهير هذه الأفلام، فبمجرد الإعلان عن نية تحويل لعبة فيديو لمنتج سينمائي، أغلبهم يسارع لمشاهدته بغرض التسلية والمتعة والإثارة.
وبما أن هذه الصناعة في ازدياد مستمر، فالمسؤولون عنها باتوا يسعون إلى تقديمها بصورة متقنة، لتنال الاستحسان المطلوب، وخير مثال مسلسل «The Last Of Us» من شبكة «HBO»، والذي لاقى انتشار وقبول واسعين، لاشتغال القائمين عليه على الحبكة الدرامية والسرد الحكائي، ونقل تفاصيل اللعبة إلى السينما، بالإضافة إلى عناصر أخرى أساسية كالتسلية والأكشن والتشويق.
واليوم سنتحدث عن فيلم جديد يتناول إحدى أشهر ألعاب الفيديو، والتي لاقت رواجا منقطعا النظير، إلا أن الفيلم لا يقدم معالجة سينمائية للعبة، وإنما يسلط الضوء على رحلة مفاوضات دولية لرجل أعمال من أجل الحصول على حقوق لعبة الفيديو «Tetris».
نقلنا صناع «Tetris» المخرج جون س. بيرد والكاتب نوح بينك، إلى كواليس خروج اللعبة - ذات المربعات الرباعية الرقمية الشهيرة - إلى العلن في ثمانينيات القرن الماضي، وهي اللعبة التي أدمن عليها عدد كبير من الناس، من أجيال مختلفة، وصارت الأكثر رواجا وطلبا عالميا لعقود من الزمن.
يتتبع الفيلم رحلة رجل الأعمال ومطور الألعاب الهولندي- الأميركي «هينك روجرز»، صاحب شركة «بوليت بروف سوفت وير» ومقرها طوكيو، والذي خلال تواجده في معرض للألعاب الرقمية في لاس فيغاس، وأثناء ترويجه لإحدى ألعاب الفيديو، اكتشف لعبة «Tetris» الآتية من الاتحاد السوفييتي، والتي تستحوذ على تفكيره، ويقرر أن يحصل على حقوق التوزيع.
لكن الأمور ليست بتلك السهولة، فهناك شركات تنافسية عديدة، تطمح كل منها لسحب البساط نحوها، أمثال: أندروميدا سوفت وير، وميرورسوفت، ونينتندو.
في البداية، يطلب قرضا من البنك، من أجل الحقوق، ويحاول التفاوض مع روبرت ماكسويل صاحب ميرورسوفت، وابنه كيفين ماكسويل المولود وفي فمه ملعقة من ذهب، لكن الخبث والخداع يغزوان علاقات الشركات في ما بينها ومصالحها التجارية، فالكل طامع في الاستيلاء على حقوق اللعبة وحده، ويدعون امتلاك حقوق الملكية، وتتوالى الأحداث الشائقة.
لقد استطاع فيلم «Tetris» دغدغة ذكرياتنا الجميلة حول اللعبة، ورسم قصة مسلية حول حقوق الملكية لهذه اللعبة البسيطة والمميزة.