2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo هذا ما ورد في مانشيت “النهار” logo بلينكن: الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي لوقوع خسائر لا يمكن قبولها logo العاهل الأردني: لا سلام واستقرار في المنطقة بدون حل عادل للقضية الفلسطينية logo الصحة العالمية: اجتياح إسرائيل لرفح قد يؤدي لحمام دم logo المقاومة اللبنانية: درب المزارع لا تصل إلى القدس المحتلة logo بين شيخ قطري وفرد من الأسرة الحاكمة... تفاصيل أغلى الصفقات في لندن! logo مستشار "أبو مازن" يتحدّث عن سبب الإنقسام الفلسطيني logo بـ7 صواريخ... استهداف قاعدة أميركية في سوريا
“انتي مين”.. دراما مسروقة!
2019-06-04 10:58:57

كتب جوزف طوق في صحيفة “الجمهورية”:

جارتنا ليست ناقدة فنيّة، جارتنا مديرة مدرسة محترمة، ويبدو من نافذة غرفتي التي تطلّ على صالون بيتها، أن كلّ ما تهتمّ به في حياتها هو زوجها المُقعد وأولادها الخمسة… لكن خلال شهر رمضان، لاحظت أنّ شيئاً تغيّر في عادات هذه السيدة وعائلتها، كما لو أنّ الساعة 9:30 مساءً أصبحت مثل موعد القداس نهار الأحد. وكنت من نافذتي أرى أنّها كانت تترك من يدها كل شيء تفعله، حتى لو كانت سندويشة إبنها أو تغيير حفاض إبن ابنتها، وتهرول إلى الصالون لتنير التلفزيون وتشاهد مسلسل «إنتي مين». كانت كلّما تجلس أمام الشاشة وكأنّها تلتقي أحباباً بعد غياب، وتسمع أحاديث بعد انقطاع، وتشاهد أحداثاً كانت تلفتها لسنوات في الشارع واكتشفتها للمرّة الأولى في الصالون.

ومثل جارتي.. أمّي، وخالاتي، وأصدقائي، وتقريباً كل من التقيتهم خلال رمضان، كانوا يتحدّثون عن مسلسل «انتي مين»… كنّا جميعنا نسأل أنفسنا، نحنا مين؟ الممثلين مين؟ الكتّاب مين؟ الدراما مين؟ النجوم مين؟

وبعد كلّ حلقة، كنّا ننتبه الى أننا زهقنا من قصص الحرب وكثرة استهلاكها في السينما والتلفزيون… وكنّا ننتبه أكثر أنّ هناك شيئاً لم نتكلّم عنه بعد، شيئاً باقٍ داخلنا من الحرب غير الحرب، هناك دمار داخلنا، داخل أجسادنا ونفسياتنا وعائلاتنا، دمار في علاقاتنا وحقيقتنا… كنّا ننتبه ونشاهد، وننتظر الموعد كل ليلة ليس لنتابع ممثلين وممثلات وأبطالاً وبطلات، وإنما شوية جيران هربانين من أحيائنا ليخبروا قصصنا على الشاشة، ليتكلّموا بصوتنا ويعبّروا عن خوفنا وفرحنا وأملنا وخيباتنا التي نجرجرها مثل شنط السفر من بلاط البيت إلى الزفت.

خلعت الكاتبة كارين رزق الله جلد الروتين الدرامي، وسرقت بكل وقاحة تفاصيل قصّتها وكلمات نصّها وحوارها من أفواهنا، سرقتها من واقعنا ويومياتنا.. ولكنّها وضعتها باسمنا جميعاً في مسلسل أبطاله من لحمنا ودمنا، ولسان حالهم من جوارير منازلنا. كتبت كارين ليس لتنصر بطلاً على ظالم، وإنما لتنصر الواقع على الفانتازيا، ولتردّد في كلّ حلقة أنّ هناك دراما منتجين، وهناك أيضاً دراما كتّاب ومخرجين، فاختارت الثاني وجعلتنا نحن الأبطال.

وبعد كارين، أعاد المخرج إيلي ف. حبيب كتابة النصّ بالعدسة، وكانت كاميرته تتحرّك طوال الوقت كما لو أنّها تبحث عن نوتة ناقصة لتكتمل المعزوفة. قاد حبيب اوركسترا من الكادرات والألوان والإضاءة وحركة الكاميرا السلسة، فأدخلنا بالصورة إلى حالات أبطاله النفسية، وأرغمنا أن نتفاعل مع مشاعرهم ونسافر إلى عوالمهم.



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top