2024- 04 - 23   |   بحث في الموقع  
logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الثلاثاء logo المشروع الوطني لنشر ثقافة ريادة الاعمال يحط رحاله في بيروت logo بعد هجوم حزب الله العميق... حالة خوف بين الإسرائيليين! logo اشترى مدرسته وهدمها... ممثل تركي "شهير" يثير الجدل! logo بيلوسي: نتنياهو "عقبة" أمام السلام في الشرق الأوسط logo بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيوشا... حزب الله يردّ على "مجزرة" ‌‏حانين logo “الحزب” يستهدف تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي logo مقدمات نشرات الاخبار
تفكيك "شيفرة" إغتيال جرار
2019-06-29 00:21:45

- المحرّر الأمني
لا يمكن الجزم بهويّة الجهة التي تقف خلفه إغتيال مسؤول الجماعة الإسلاميّة في منطقة شبعا، الشيخ محمد جرار، لكن توفّر عدّة شُبهات ومؤشّرات ذات قيمة، لها أن تميل كفّة الإتهام صوب جهة محدّدة، يتبيّن من الخلاصات الأوليّة للتحقيقات، انّها ليست كما يظن البعض!
في أعقاب حصول عمليّة الإغتيال، روج البعض لفرضية قيام عناصر من حزب الله بارتكاب الجريمة، وكان هذا الاتهام قد اعتاش على روايات سابقة غير مثبّته جرى تناقلها من دون تأكيدات رسميّة وواضحة من قبل الشخص المعني، حول تهديدات كان يتلقاها "الشيخ" من عناصر في الحزب أو مقرّبين منه، بسبب نشاطه الداعم والمساند للنازحين السوريين في شبعا.
وقد ارتكزَ اصحاب هذه النظريّة إلى عمليّات مراقبة للنازحين القادمين من "بيت جن" كان يجريها الحزب دوريّاً وبشكلٍ هادئ، لمعرفة احتمال وجود روابط صلة أو إتصال بين هؤلاء وجهات مسلّحة كانت تُقيم داخل البلدة التي جرت تسوية أوضاعها لاحقاً. وعلى ذمّة الراوي، ما كان يثير انتباه الحزب، وجود طرف مسلح في "بيت جن" كان يُقيم اتصالات علنيّة مع أجهزة مخابرات إسرائيليّة التي نجحت في مرحلة ما من تأسيس أرضيّة داخل البلدة مستغلةً النزاع المسلح.
لكن مقولة "تورط حزب الله" لا تصلح للاعتماد من قبل الجماعة الإسلاميّة "وليّ الدم"، التي ما زالت عند موقفها تحميل ثقل الجريمة إلى من أطلقت عليهم في بيانها الأوّل "ايادي الغدر والخيانة والعمالة"، ثم أنها ترفض إطلاقاً لصق الجريمة بأي طرف محلي داخلي في ظل غياب الأدلّة الدامغة التي لها انّ تؤكّد تورطه وترجح أي إتهام ضده.
وما له أن يزيد اقتناعها بغياب العامل الداخلي، سعي البعض إلى رمي الإتهام بكل ثقله وبطريقة تثير الشكوك، على جهة مذهبيّة محليّة محدّدة، في مسعى تعتبره الجماعة "دافع جرمي لطمس الحقيقية والتأسيس إلى فتنة".
واصلاً، من يقرأ في بواطن نفوس "الجماعة"، يجزم وبشكلٍ لا يقبل الشك، أنها ومنذ الساعة الأولى عرفت كيف تصوب الاتهام باتجاه من، وكانت دقيقة في توجيهه ورمت من ورائه إلى الاضاءة عن طرف أساسي لا يمكن إبعاد الشكوك عنه، وربّما يجهل أكثر من طرف دوره المفترض، بحيث أن إشارتها إلى "الغدر والخيانة والعمالة"، لا يمكن إعفاء العملاء الاسرائيليين المفترضين منه!
وعلى ما يقول متابعون، أن دقّة "الجماعة" في تصويب الاتهام بهذا الاتجاه، قد ينم عن معلومات سابقة في حوزتها تقود إلى وقوف جهة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي خلف التهديدات التي كانت توجّه إلى الجرار ونجله بشكلٍ متكرّر، أو بالحد الادنى، لديها "حدس" يذهب في هذا الاتجاه.
ولم يعد خافيّاً، أن محققو "فرع المعلومات" في قوى الأمن الداخلي، إنطلقوا من جملة أمور خلال بحثهم عن الشخص أو الجهة المتورطة بالعمل، كانت عبارة عن احتمالات أمنيّة ذات صلة بالجريمة، ولعل ادقها إحتمال وقوف عناصر عميلة تتبع لـ "إسرائيل" خلف ما جرى.
أكثر ما رفع من درجات هذا الاحتمال وجعله على درجة عالية من الاهميّة، قرب مسرح العمليّة، أي شبعا، مع الأراضي المحتلة، هذا فضلاً عن وجود عدد كبير من النازحين السوريين في البلدة، ينحدرون من قرية "بيت جن" القريبة، التي أكّد أكثر من معطى أمني وجود "نشاط مريح" للمخابرات الإسرائيليّة فيها، خلال فترة السخونة العسكريّة.
"الحدس الامني"، تعاظم مع اجتياز التحقيقات وفي فترة قصيرة شوطاً كبيراً رسم صورة حول الجهة صاحب الأسهم المرتفعة التي تميل الاتهامات نحوها، مما ادّى إلى توفّر معطيات ومعلومات أسّست إلى نمو شبهات أمنيّة جادة، اتجهت جميعها صوب رفع احتمالات التورط الخارجي لا الداخلي، أي ضلوع مجموعة "غير لبنانية" في عملية الإغتيال.
وبنتيجة المعلومات التي توفّرت، توجهت فرقة من "القوة الضاربة" في فرع المعلومات، إلى بلدة شبعا ليل الأحد الواقع في 16 من الجاري، وبدأ عمليّات دهم استهدفت مخيّمات وأماكن سكنيّة يقطنها نازحون سوريون من بلدة "بيت جن"، وعملت على توقيف عدد منهم وسوقهم إلى التحقيق.
وبعد سلسلة تحقيقات أجريت معهم تحت إشراف القضاء المختص، اخليَ سبيل معظمهم وابقيَ على 4 أشخاص هم ع.ا.ع (مواليد 1983) و ع.ع.ال (مواليد 1982) م.أ.ح (مواليد 1992) و ع.ش.ع (مواليد 1973)، من أجل التوسّع في التحقيقات، إنطلاقاً من الشبهات التي تحوم حولهم.
وبينما ابقيت تفاصيل التحقيقات بعيدةً عن التسريب نظراً إلى حساسيتها وسعياً خلف تحديد الجهة بدقة ثم الغاية والخلفيات، يعتقد أن الموقوفين الاربعة ضالعون بشكل أو بآخر في عملية الإغتيال، لوجستيّاً أو من خلال تولي أمر التنفيذ بشكل مباشر.
عمليّة التوقيف، أرخت بثقلها على مستويات أمنيّة تتابع القضيّة المدرجة تحت خانة "الدقيقة" لكون عملية من هذا النوع تحدث للمرّة الأولى ضمن نطاق المنطقة المحرّرة. وفي اعتقاد هذه المستويات، أن التحقيقات وصلت إلى مكان حسّاس قد يفصح عن الجهة الحقيقيّة المتورّطة بجريمة الإغتيال، وذلك في ظل المعطيات المتمخضة عن نتائج التحقيقات التي يقوم بها فرع المعلومات.
وليس سرّاً، أن التحقيقات تأتي مصحوبةً باشارات لا يمكن اغفالها، لناحية احتمال أن يكون الموقوفين الأربعة قد نشطوا أو اندمجوا سابقاً في احدى المجموعات المسلحة التي نشطت في البلدة خلال سيطرة المعارضة عليها، والتي حامت حولها اتهامات بالتنسيق المباشر مع الجيش الإسرائيلي المرابض على حدودها، علماً أن قائد تلك المجموعة قد جرى اغتياله بطريقة مشابهة لطريقة اغتيال جرار، وذلك قبل فترة قصيرة من إنهيار مجموعات المعارضة المسلحة في البلدة ودخول الجيش السوري إليها.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top