2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo ميقاتي في الاليزيه لثلاث ساعات… خلوة مع ماكرون ولقاء عمل موسع logo بن غفير "يهلوس" ويفضح إسرائيل وهجومها على إيران logo بالصورة- الفيبا يعاقب النادي الرياضي وجماهيره بقسوة logo "خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! logo بعد ضربة أصفهان... "النووي الإيراني" في خطر! logo بالفيديو: آثار الدمار جراء استهداف عيترون! logo بالصور: بعد ضبط 22 درّاجة آليّة في مستودع بالضاحية.. نداء من قوى الأمن للمواطنين! logo ستريدا جعجع لباسيل: جلّ ما قُمتم به هو إطلاق المواقف غير المقرونة بأفعال
كلّ العناوين المتفجرة لتقويض العهد ولبنان، وكلمة الخلاص عند فخامة الرئيس (بقلم جورج عبيد)
2019-07-19 18:09:44



كشف النقاش النيابيّ العام حول الموازنة وقبله زيارة وفد رؤساء الحكومة السابقين إلى الرياض، بأنّ هذا النظام السياسيّ غير قادر على حماية لبنان وحماية الطوائف والمؤسسات في ربوعه. تقدير الكثيرين والمتابعين بأنّ الأزمة لا تزال أزمة كيان ودولة، أزمة مؤسسات متهالكة وطوائف متلاشية، أزمة مواطن سرياليّ في الشكل والمضمون، مركنتيليّ في السعي. والواقع الاقتصاديّ ينذر بنتائج عبثيّة يتمّ استشرافها هنا وثمّة.


 


أخطر عطب نراه في النظام السياسيّ اللبنانيّ، وابعد من كلّ نقاش موجود وقائم، تلك المواجهات الحادّة بين الجيش اللبنانيّ والقوى الأمنيّة الأخرى والضباط والجنود المتقاعدين بسبب عدم بتّ حقوقهم الماليّة الخاصّة بهم. بشاعة المشهد وخطورته، أن ضابطًا حاليًا يقف بوجه ضابط زميل له متقاعد، ورتيب أو عسكريّ يوجه زميلين لهما. ما يوجع في لبنان أنّ الجيش اللبنانيّ مصدر الانتصارات العظيمة على الإرهاب في جرود عرسال ورأس بعلبك وعكار وطرابلس والعمود الفقريّ للبنان، وجوهر حضوره العسكريّ، بات بدوره في أزمة، عنوانها غير عصيّ عن التلاقي والحوار والبتّ به. ترى هل يشاؤون أن يجعلوا من الجيش محرقة رخيصة على مذابح المصالح النتنة والانشدادات السياسيّة بيبن سائر الأفرقاء السياسيين؟


 


مهما كان من أمر، فهذا أمر مخز. الخزي فيه أن تتمّ المساومات السياسيّة والماليّة على أقدس شهادة بذلت في سبيل الوطن وهي شهادة ضباط الجيش ورتبائه وجنوده. تقول معلومات واردة من قصر بعبدا بأنّ فخامة الرئيس رافض لهذا البازار المقيت، وهو سيعدّ العدّة لمحاسبة المتورطين بجعل الجيش في مواجهة مع رفاق قدماء لهم، يفترض أن ينالوا حقوقهم كاملة، كما يجدر أن يقتضى بسلوكياتهم وخبراتهم؟ بالنسبة للرئيس ووفقًا للمعلومات الواردة، فإنّه لن يقف على الحياد، لقد بلغ السيل الزبى، ويرى بأن ثمّة مؤامرة لإضعاف الجيش بدلاً من أن يكون المثل والمثال، وإضعاف الجيش إعدام للبنان وللعهد. ويرى المقربون منه، بأنّ حقوق الجيش مقدّسة، هذه ليست ثمن دماء أهرقت وجراح أثخنت، فالدماء والجراح أثمن من المال، ولكنّ الحقّ حقّ والمسّ به مسّ بكلّ حقّ عائد للبنانيين.


 


لم تعد المسألة مسألة حقوق، إنها مسالة كيان بدأ يتهاوى تدريجيًّا. هذا كشف ممدود من عناوين بدأت تتراكم فوق بعضها لتضع البلد برمته على فوهة انفجار وشيك. من حادثة قبرشمون إلى تحرّك الفلسطينيين في المخيمات إلى العقوبات الأميركيّة على حزب الله، إلى زيارة رؤساء الحكومات السابقين إلى الرياض إلى المواجهات بين المتقاعدين والجيش، كلّ هذه العناوين تتحرّك في لحظة واحدة وسياق واحد وتتلاقى بالتالي في جوهر واحد وهو انهيار الاستقرار بكلّ معانيه وأبعاده. هناك خيط واحد تمرّ به كلّ تلك النقاط كما تمرّ مياه الأمطار على حبل غسيل واحد ثم تتجمع النقاط لتصير نقطة واحدة فتسقط على الأرض. إننا أمام مجموعة نقاط تتحرّك على هذا الخيط أو هذا الشريط لتتجمع حتى تسقط ومتى سقطت حدث الانفجار.


 


في مقابل ذلك، كشفت مصادر دبلوماسيّة مراقبة بأن عددًا من السفراء الكبار بدءًا من السفايرة الأميركيّة تسمّروا أمام شاشات التلفزة، وكانوا بين اللحظة والأخرى يتلقون التقارير ليقوموا ثمّ بتحليلها ودرسها ورصد أبعادها ووصف جديتها وفهم أهدافها. ورأت المصادر الدبلوماسية المتابعة، بأنّ ثمّة غيومًا سوداء بدأت تتكدّس فوق سماء لبنان وقد بدا الرذاذ ينهمر. لن يكون لبنان بكلّ تلك العناوين وتفاصيلها ومفرداتها بمنأى في المطلق عن مندرجات الصراع في المنطقة، وتداعيات مؤتمر المنامة. كلّ المتناقضات تتمسرح على الأرض اللبنانيّة، كل الملفات تتحرّك فيما بينها وضمن بعضها، نحن أمام تشبيك معقّد لها بهذف:


1-إضعاف عهد الرئيس ميشال عون وتقويضه ومن ثمّ تجويفه: إنه الهدف الأوّل عند عدد كبير من اللاعبين من الخارج إلى الداخل. فمنذ اليوم الأوّل والهدف هذا مرسوم عند كثيرين، ويتخذ أبعادًا اقتصاديّة وماليّة وأمنيّة وعقيديّة وسياسيّة...ولا يزال ميشال عون صامدًا بوجه ما يحاك، ولكنّ الصمود لم يعد يكفي بحسب مصادر محبّة وموالية للعهد، بل المواجهة بالمكاشفة صارت مطلوبة أكثر من أيّ وقت مضى. فخامة الرئيس الطالع من آمال الناس لن يخيّبها. "ما تخافوا أنا مكمّل". والهدوء العاصف والصبر الغاضب سيؤول عنده إلى خطاب يواجه كلّ شيء ويكشف للناس ما يحاك ضدّ لبنان لتبدبد حضوره الفاعل في الداخل والخارج.


 


2-استهداف الترابط بين العهد والجيش والمقاومة. العقوبات على حزب الله، وهو بدوره هدف. جزء يسير من تكديس العناوين وتشبيكها يصب في هذا الهدف الخطير. إنّنا أمام لعبة ضغط خطيرة تمارس بالآليات الاقتصادية والمالية والأمنية والعسكريّة. مسألة قبرشمون غير عبيدة عن هذا الهدف، وإضعاف الجيش بهذه المواجهات بدوره غير بعيد عن هذا الهدف، تحرّك العنوانين الفلسطيني والسوريّ بدورهما غير بعيدين عن هذا الهدف. زيارة رؤساء الحكومات السابقين تصبّ في تحريك هذا الاستهداف، الانشقاق الحكوميّ طريق يعبر إلى هذا الهدف.


 


3-محاولة ضرب ثقة الناس بالعهد والحكومة بدوره يصبّ بدوره باتجاه التجويف المتعمّد. ذلك أن إثارة المسائل الخلافية بهذه الطريقة الحادّة لا سيّما مسألة الحكومة في النقاش داخل المجلس يضرب مناعة المجلس في القدرة على المواجهة الديمقراطية الممنهجة وإمكانية التغيير كما يضرب قدرة الحكومة على سيرورة البقاء والتنفيذ.


 


لبنان في أسوأ مراحل التدحرج والشلل. السؤال المطروح كيف سيتمكن من اجتيازها؟ لقد باتت القضايا أعقد من حجمه، والنداء أن يقول فخامة الرئيس الكلمة الفصل والمنتظرة لتحديد المراحل المقبلة بآفاقها ومعالمها. الكلمة المنجيّة من الموت باتت منتظرة. وألسنة الناس تهتف: "أقدم يا فخامة الرئيس بقوّة الحقّ والمنطق وثبات المواقع والوقائع. كلمة الحقّ لا تخذل ولا تبسل بل تبذل باستقامة وتضيء بمهابة. قل كلمة فيبرأ شعبك، ونحن معك إلى المنتهى حتى ينتهي الليل الطويل ويشرق النور بفجر جديد.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top