2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo واشنطن تنفي:لا ضوء أخضر لإسرائيل لاجتياح رفح logo "اتفاق هوكشتاين" المؤجل: من انتظار غزة إلى انتظار إيران logo بصواريخ فلق.. المقاومة الإسلامية تقصف قاعدة للعدو logo مقدمات نشرات الاخبار logo "اتفقنا مع الخماسيّة"... دعوة من عطية للنواب! logo "الحزب" يكثف ضرباته للثكنات.. وإسرائيل تنشر أسماء قادة اغتالتهم logo هل اقترب هجوم إسرائيل على رفح؟ logo "المعابر معلوم من يسيطر عليها"... يزبك: جريمة مقتل باسكال سليمان سياسية
حزب الله يتصدى لأميركا من خلال شيّا ...!! و مواجهة الحكومة اللبنانية إلى الواجهة من جديد ...(داني الاسمر)
2020-06-29 12:45:27

كشفت معلومات عن تطور قضائي ـ سیاسي إخترق الوضع وأحدث دویا وخلط الأوراق... فقد أصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور
محمد مازح قرارا یقضي بمنع أي وسیلة إعلامیة لبنانیة أو أجنبیة تعمل على الأراضي اللبنانیة، سواء كانت مرئیة أم
مسموعة أم مكتوبة أم إلكترونیة، من إجراء أي مقابلة مع السفیرة الأمیركیة، أو إجراء أي حدیث معھا لمدة سنة. وجاء
القرار بعدما ّصرحت السفیرة دوروثي شیا في مقابلة أجرتھا معھا قناة "الحدث" أن الولایات المتحدة تشعر بقلق كبیر
حیال دور حزب الله المصنف منظمة إرھابیة، متھمة إیاه بأنه "حال دون إجراء إصلاحات اقتصادیة یحتاج إلیھا
الاقتصاد اللبناني الى حد بعید"... ھذا القرار القضائي لاقى حملة رفض واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي لأنه
یتعرض بالدرجة الأولى لحریة الإعلام في لبنان، وحیث قررت قنوات لبنانیة عدم الإلتزام به، فیما خرقت السفیرة شیا
القرار القضائي وأدلت بتصریحات الى أكثر من قناة تلفزیونیة، واصفة إیاه بأنه "مجنون"وتقیید الإعلام یجري في
إیران ولیس في لبنان، فیما اتھمت وزارة الخارجیة الأمیركیة حزب الله بمحاولة إسكات الإعلام، معتبرة أن "الأمر
سخیف ومثیر للشفقة". 
 
 أحدث القرار القضائي إنقساما في البلد: 
 - حزب الله تحدیدا "إنتصر" للقرار القضائي ودافع عنه وبرره، إذ یأتي بعد حملة التحریض والتضلیل التي قادتھا
السفیرة الأمیركیة وتشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلیة واعتداء على سیادة لبنان وكرامته الوطنیة... حزب الله
إنتقد بعنف السلوك العدواني للسفیرة شیا، غامزا من قناة أصوات لبنانیة وقفت على خاطر السفیرة ضد قرار قاضي حر
إنتفض لكرامة بلده. 
 - بالمقابل، كانت ردود فعل تصدر عن خصوم حزب الله، وأیضا عن أوساط ومراجع محایدة، منتقدة بعنف ھذا القرار
القضائي الذي یشكل تجاوزا للدستور وتعدیا على دور وزارة الخارجیة وانتھاكا للمعاھدات الدولیة، وإساءة الى لبنان
والى الحریة الإعلامیة. والأخطر أنه یقدم نموذجا واضحا لوضع القضاء... 
 
 أحدث القرار أیضا حال إرباك داخل الحكومة والفریق "الحاكم"، بعدما ّ فضل حلفاء حزب الله عدم التعلیق وعدم
التورط. وبینما أكدت وزیرة الإعلام منال عبد الصمد أن أي إعتذار لم یصدر عن الحكومة، قالت السفیرة شیا إن وزیرة
الإعلام لا تملك معلومات، وأنھا تلقت إتصالا من مسؤول كبیر ( ُعلم لاحقا أنه المستشار الرئاسي سلیم جریصاتي، بعدما
ساد إعتقاد أنه رئیس الحكومة أو وزیرة الدفاع)، مقدما الإعتذار عن اللغط الحاصل في موضوع منعھا من الكلام،
ومعلنا أن القرار لم یصدر بإیعاز رسمي سیاسي... وبالنتیجة تم سحب فكرة الإعتذار الحكومي من التداول. وبدل ذلك،
حصلت خطوة إستدعاء وزارة الخارجیة للسفیرة الأمیركیة للطلب منھا وقف تدخلھا في الشؤون الداخلیة ولیس للإعتذار
منھا... 
 
 الوجه الآخر الأھم لھذه "الواقعة" وحادثة الإصطدام بین القضاء اللبناني والدبلوماسیة الأمیركیة، یتمثل في
المواجھة المفتوحة والمكشوفة التي تدور بین حزب الله والسفیرة شیا منذ الیوم الأول لوصولھا الى لبنان حاملة معھا
نمطا جدیدا من التصرف والتعبیر مختلفا عما كان علیه الأمر مع السفیرة السابقة إلیزابیت ریتشارد، ومعیدة الى الأذھان
حقبة السفیر جیفري فیلتمان (حقبة العام ٢٠٠٥ ،(ولكن بأسلوب أكثر صراحة و"فجاجة" وأقل دبلوماسیة. وھذا
التغییر ھو إنعكاس للمقاربة الأمیركیة الجدیدة للوضع اللبناني التي تخلو من تفّھم لخصوصیة أوضاع وظروف لبنان،
وتتصل بما تریده واشنطن من الحكومة اللبنانیة حیال مسألة حزب الله وإیران، إذ إن المطلوب من لبنان عدم توفیر أي
إمكانیة للحزب كي یتمدد سیاسیا وعسكریا في الدولة والأراضي اللبنانیة، لأنه في نظرھا حزب إرھابي قررت محاربته
وعزله وتجفیف مصادر تمویله. 
 
 في الواقع ُسجل منذ قدوم السفیرة شیا الى لبنان إرتفاعا في درجة الضغوط والتوتر بین حزب الله والسفارة
الأمیركیة، مع تسجیل إرتفاع في درجة التدخل الأمیركي في الشأن اللبناني الداخلي، ُورصدت تدخلات في المسائل
التالیة:

١- عملیة إطلاق عامر الفاخوري التي قفزت فوق إعتبارات أمنیة وسیاسیة وقضائیة. وإذا كانت لم تُحسم بعد كامل
ظروفھا، فإن ما ُحسم منھا ھو الدور الأمیركي الضاغط والمكشوف والرغبة لدى الفریق السیاسي الذي أنجز الصفقة
بمراعاة الأمیركیین وتلبیة شروطھم، مع ما یعنیه ذلك من إحتمال أن ینسحب ھذا الأمر على مسائل أخرى... 
 ٢- التعیینات المالیة في مصرف لبنان التي رفعت من خلالھا فجأة "بطاقة حمراء" من قبل السفیرة الأمیركیة،
وحصل تدخل لوقف مسار التعیینات من جھة، ولحمایة حاكم مصرف لبنان ریاض سلامة من جھة ثانیة، لأن الأمیركیین
یریدون إستمرار التعاون المصرفي الطویل الأمد، وخصوصا في مرحلة العقوبات على حزب الله. والتركیبة المصرفیة
الحالیة مھما ّ تنوعت إنتماءاتھا الحزبیة والطائفیة لم تخرج عن سیاق محكوم بضوابط العلاقات المصرفیة والسیاسیة
مع واشنطن. 
 ٣-إمكانیة تدخل أمیركي إضافي في ملف ترسیم الحدود البحریة بین لبنان وإسرائیل. ھذا الملف جرى تجمیده منذ
أیلول الماضي، وتحدیدا بعد زیارة قام بھا المبعوث الأمیركي مساعد وزیر الخارجیة دیفید شینكر إلى بیروت، لاستكمال
ما بدأه سلفه دیفید ساترفیلد الذي تولى التفاوض غیر المباشر بین لبنان وإسرائیل بشأن الترسیم، بدفع من إسرائیل
للحصول على إستقرار یحفّز الشركات الكبرى على الإستثمار من دون عواقب أمنیة. 
 
 یتابع حزب الله بتوجس حركة ومواقف السفیرة الأمیركیة التي، حسب مصادره، تحمل معھا من واشنطن خطة
محكمة لإسقاط الحكومة الحالیة وتوحید صف المعارضة، علما أن "كورونا" أخّرت التنفیذ الذي كان من المفترض أن
یحصل نتیجة إنتفاضة ١٧ تشرین الأول. وتتحدث المصادر عن معلومات بوجود قرار أمیركي بإعادة سلاح حزب الله الى
الواجھة ووضعه مجددا على طاولة النقاشات والسجالات، بعدما تم سحبه بشكل كلي. وبالرغم من الموقف الأمیركي
المعلن لجھة عدم معارضة حكومة الرئیس حسان دیاب وربط مساعدتھا ودعمھا والتعاون معھا بتنفیذھا الإصلاحات
المطلوبة، إلا أنه، وبحسب المصادر، منذ الیوم الأول لتشكیلھا تعتبر الإدارة الأمیركیة أن ھذه الحكومة ھي حكومة حزب
الله وحلفائه بامتیاز، لكنھا قررت أن ترصد الوقت المناسب لإعلان المواجھة المفتوحة معھا.




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top