كورونا يخطف المصمم عوني الصعيدي.. رحيل "منقذ دار كارفين"
2021-04-12 12:25:59
خطف فيروس كورونا مصمّم الأزياء اللبناني العالمي عوني الصعيدي. هو "فارس مملكة الأناقة"، أو "ملك الدرابيه" أو "صاحب الأصابع الذهبية"، إلا أنّ أهم الألقاب التي نالها: "منقذ دار كارفين". دار كارفين، التي وصل إليه الصعيدي في سبعينيات القرن الماضي، وبعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، كانت تعاني من انهيار وأزمة. هي دار منافسة لكبار الأسماء في عالم التصميم، مثل ديور وشانيل وسان لوران، فجاء إليها وهي مهدّدة بالإقفال. ابتكر فيها تصاميم جديدة وأنقذها بالعرض الذي قدّمه وأعاد الدار إلى الواجهة. قصة الصعيدي، تتعدّى تصميم الأزياء وإنقاذ دار كارفين، إذ أنّ معاركه من أجل فنّه بدأت بسنّ صغيرة، تحديداً في بيت أهله حين كان والده رافضاً لأن يأخذ هذا المسار المهني. فكان إصرار عوني على فنّه، هو الذي عبّر عن شغفه بتصميم الأزياء منذ طفولته. إذ حاك من شرشف سريره دميتّين لطفلتين كانتا تقطنان جوار منزل أهله في مدينة صور. ثم عاد وصمّم الملابس للدميتين وتكرّس عنده حدسه في عالم الأزياء. إذ كان يرسم تفاصيل ملابس أهله وأقاربه وزوّار المنزل.بعد مشاركته في عروض أزياء في بيروت، وكان في سن الثامنة عشرة، سطع نجمه. فكانت أيام العز، لبيروت ولعوني الصعيدي في ستينيات القرن الماضي، فكان يقول إنّ "الأيام التي شهدناها في أواخر الستينات كانت أيام عز، حين كان العمل مزدهراً، وكانت النساء تقفن في مشغلي، بانتظار دورهن، كي أصمم لهن المعاطف والفساتين التي تبرز جمالهن وتليق بهن". والزبائن كانوا سيدات المجتمع اللبناني وأميرات العالم العربي. غادر لبنان بعد أن خسر ومنزله ومشغله بفعل الحرب الأهلية، فأنقذ دار كارفين في باريس. وعاد إلى وطنه بعد انتهاء الحرب الأهلية، حين اعتبر أنّ "موعد العودة إلى الوطن حان، حيث كانت البداية وستكون النهاية فيه". لبنان كانت نقطة ضعفه، "ليس لأنه جنة كما يروَّج له، إذ أنهم لا ينفكون عن تحويله لكل ما هو أبعد من الجنة، إلا أن ذكرياتي فيه هي الجنة، والأماكن التي نفرح بها وننتمي لها تبقى جنّة".
في عمله، ظلّ عوني الصعيدي متمسكاً بقاعدة ذهبية: ما من قاعدة للموضة يمكن أن تنطبق على كل السيدّات. لكل منهنّ شخصيتها وجسدها وملامحها ولون بشرتها، و"لذا على كل امرأة أن ترتدي ما يتواءم مع هيئتها وشخصيتها، وعدم جعل الموضة والصيحات الموسمية مرجعاً أخيراً لها". عوني الصعيدي، ودّعته عائلته يوم أمس في مدينة صور، ونظراً للظروف الراهنة وجائحة كورونا إعتذرت عن استقبال المعزين حفاظاً على سلامتهم.
Nk/وكالات