2024- 04 - 20   |   بحث في الموقع  
logo “حزب الله” يستهدف موقعا للعدو logo أبو فاعور: لدى الحزب التقدمي الاشتراكي تصور لاعادة النازحين logo شبح اللائحة الرماديّة مجددًا: اقتصاد العزلة والعصابات logo عبداللهيان عن إسرائيل: هاجمتنا بأسلحة تشبه لعب الأطفال! logo في الدنمارك... تهديدٌ بِقنبلة يغلق ثاني أكبر مطارات البلاد! logo فضل الله: المقاومة لمرحلة تعطي فيها لبنان موقع الشريك في صنع المعادلات logo شيخ العقل عزّى سفير عمان بضحايا السيول logo هاشم: معالجة أزمة النزوح تتطلب رؤية وطنية
رمضان طرابلس: الإفطار بتبرعات مغتربين.. وعلى "مائدة المحبة"
2021-04-13 12:25:52


في العام 2019، لقّبنا طرابلس بـ"عاصمة رمضان" في لبنان (راجع "المدن")، عندما لم يكن الوضع بهذا القدر من السوء. حينها، كان للبنانيين فسحة صغيرة من الترف للحديث عن عاداتهم وتقاليدهم، بالمواسم والأعياد وأشهر الصوم، التي يتجلى فيها التكافل الاجتماعي والذاكرة "التراثية" بشتى أشكالهما.
وحينها أيضًا، لم ندرك أننا نعيش آخر عامٍ من حياة يُقال أنها كانت طبيعية، إلى أن دخلنا منذ خريف 2019 نفقًا مظلمًا من سقوط لم نبلغ قعره بعد: احتجاجات، كورونا، حجز أموال، انفجار مرفأ، فوضى متنقلة، تضارب بالأيادي داخل المتاجر، شح المحروقات والمواد الأساسية، وانهيار مالي أفقد الليرة نحو 90% من قيمتها أمام الدولار، فيما السلطة السياسية والمالية تعيش حالة انفصام عن الواقع.
أمّا رمضان 2021، فيحلّ بمؤشر الكلفة الباهظة للفتوش، وتقدير كلفة إفطار أساسي لأسرة مؤلفة من 5 أفراد بمليون و800 ألف ليرة، أي ما يعادل أكثر من مرتين ونصف الحد الأدنى للأجور (675 ألف ليرة)، ما يجعل نحو 42% من الأسر في لبنان، ممن لا تتعدّى مداخيلها مليون و200 ألف ليرة شهرياً، تعاني من أجل تأمين قوتها بالحدّ الأدنى المطلوب، وفق آخر دراسة لمرصد الأزمة في الجامعة الأميركية. رمضان البنزين والسوبرماركت في طرابلس، بلغ الاكتظاظ عشية شهر الصوم ذروته. ليس لأن أسواق الخضار واللحوم والعطارين تعجّ بالزبائن، الذين يحضّرون حاجاتهم للموائد الرمضانية، بل لأن مئات السيارات تتدافع عند بعض محطات البنزين، التي أعطتهم وقتًا إضافيا قبل رفع خراطيمها. تقول إحدى السيدات، التي تقف بطابورٍ عند محطة مكية في البولفار، وهي غاضبة: "أملأ سيارتي بنزيناً فتفرغ قبل أن أجد محطة أخرى لأملأها من جديد.. هذا ذل".
أما في السوبرماركات، فنجد الناس يتدافعون أيضًا بالبحث عن حاجاتهم بأسعار مدعومة، من دون جدوى. ولا يختلف الحال في الأفران، التي يتدافع الناس على أبوابها، بعد إعلان بعضها في طرابلس عن توقف بيع الخبز للمواطنين، بذريعة فقدان مادة الطحين ونفادها من المخازن. أمّا متاجر اللحوم التي بلغ فيها سعر الكيلو نحو 65 ألف ليرة، فتبدو شبه فارغة من الزبائن. يقول أحد العاملين في ملاحم طرابس: "لولا أموال المغتربين من الخارج ربما أغلقنا أبوابنا، لأن الناس ستقاطع شرائها بالكامل". جمعيات وتبرعاتوواقع الحال، تشهد طرابلس حركة واسعة من المبادرات الفردية والجماعية لمساعدة العائلات الأكثر حاجة. بعض المبادرات، ترتكز على تبرعات بالدولار من مغتربي المدينة في الخارج، وهو ما يسعف أصحابها لشراء كمية أكبر من الحصص الغذائية والعينية؛ وبعضها الآخر يقوم على جمع التبرعات من الجهات الخيرية المحلية، التي تواجه مصاعب كبيرة جراء تقهقر قيمة أموالها الشرائية، مقارنة مع المواسم الرمضانية الفائتة.
وهنا، يلفت رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، أن البلدية التي تشبك مع نحو 65 جمعية محلية، يقوم بعضها بتوزيع التبرعات، مشيرًا لـ"المدن" إلى أن الأزمة هذا العام تتجاوز القدرات على حسن إدارتها، في ظل الشح الكبير بالأموال، ولأن المساعدات لا تغطي الحاجة الفعلية في المدينة، بعد أن صار أكثر من نصف أبنائها يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
وبينما ينقص هذا العام البرنامج الرمضاني الذي اعتادته طرابلس، في الخانات والمقاهي القديمة والحلقات الصوفية، بدأت تنتشر في أزقتها عربات العصائر الطبيعية والجلاب والسوس. ويشكو أصحابها من غلاء الليمون والجزر ومختلف البضائع، ما يدفعهم لبيع العبوة الواحدة ما لا يقل عن 10 آلاف ليرة، بعد أن كانت سابقًا بنحو 4 آلاف ليرة. مائدة المحبةوفيما عادت إلى شوارع المدينة ظاهرة انتشار المتسولين، وتحديدا من الأطفال والقاصرين، يبدو الغائب الأكبر عنها، سياسيو طرابلس، قيادات ونواب ووزراء، الذين يتفادون الاحتكاك مع الناس، وتقتصر "تقديمات" مكاتبهم على بعض كراتين الإعاشة.
هذا، وتغيب مؤسسات الدولة عن القيام بالحد الأدنى من واجباتها تجاه المواطنين، لنجد في الميناء، وإلى جانب عشرات المبادرات الأهلية والخيرية، بقعة مضيئة، بمبادرة "مائدة المحبة"، التي تفتح منذ العام 2018 مطعمها مجانًا للعائلات الأكثر فقرًا.
وفي شهر رمضان، ستقدم هذه المائدة يوميًا نحو 600 وجبة، لتلبية 160 عائلة بمعدل 4 أفراد، ومعظمهم من الأحياء المهمشة، كالخان وحي التنك والملولة وغيرها، وفق ما يشير صاحب المبادرة، الناشط المدني روبير أيوب لـ"المدن".
وقال: "هذه المبادرة الفريدة من نوعها، نسعى لتوسيعها كي تطال أكبر عددٍ من المستفيدين، ويعمل في مطبخنا 3 طباخين (شيف)، ويوجد لدينا يومياً 8 متطوعين ومتطوعات يقومون بتقديم الخدمات لأصحابها".



Nk/وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top