بعد انتهاء عرض مسلسل "قيد مجهول" على قناة "أو إس أن"، سادت حالة عامة غريبة بين السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، لم تكن حاضرة في الأعوام القليلة الماضية، تمثلت في آلاف المنشورات التي تعبر عن الشكر والفخر بالمسلسل، وفاضت بالثناء على العاملين فيه، صاحبتها تعليقات وصفت "قيد مجهول" بأنه المسلسل الذي أعاد للدراما السورية بريقها ومجدها بعد أعوام من الانحدار، ليصبح العمل مرشحاً لإحداث "نقلة نوعية" في مسار إنتاجات الدراما السورية. ورافق ذلك ظهور حملات في المجموعات والصفحات السورية، تطالب بشراء العمل من قبل منصات العرض العالمية، وبالأخص "نتفليكس".
ولا يمكن سوى الشعور بالعجب أمام المبالغة في ردّ الفعل هذا، فرغم أن العمل الذي يُعتبر التجربة الإخراجية الأولى لسدير مسعود، وهو ابن الممثل السوري غسان مسعود، حمل بصمة بصرية مميزة ومختلفة عما قدمته الدراما السورية سابقاً. ورغم قيام بعض الممثلين بتقديم شخصياتهم بشكل متقن للغاية، كما هو الحال مع عبد المنعم عمايري وإيهاب شعبان، إلا أن هذه النقاط الإيجابية يقابلها عدد كبير من النقاط السلبية في النص والخط العام لسير العمل، حيث يحتوي المسلسل على عدد كبير من الأخطاء الكارثية التي تجعله يتعارض مع المنطق.
تبدأ أحداث المسلسل بمقتل مثنى الفيصل، وهو شخص ذو نفوذ يعمل سراً على استيراد صنف خاص من الأسلحة. من خلال التحقيقات يتم فتح ملفات جنائية أخرى ذات صلة، لترتبط القضية بمقتل الفنانة رند التي ماتت في وقت سابق، وكانت تربطها بالفيصل علاقة معروفة في أوساط أصحاب النفوذ في سوريا. ويتزامن عرض هذه الحكاية بتشعباتها التي تؤدي إلى جريمة قتل ثالثة مع حكاية محورية أخرى، بطلها رجل فقير ضعيف الشخصية يدعى سمير، يعمل نهاراً ضمن مشغل خياطة وليلاً كسائق عمومي، وتربطه علاقة بالمجرم يزن، الذي يرتدي منذ المشهد الأول خاتم مثنى الفيصل.وتسير الحكايتان بالتوازي من دون أن تلتقيا، حتى الحلقة الخامسة، التي يرتكب فيها يزن جريمة جديدة بحضور سمير، يروح ضحيتها صاحب ورشة الخياطة التي يعمل بها. وتنتهي هذه الحكاية بعد جملة من التعقيدات بشكل غير متوقع، عندما يتبين أن يزن هو إحدى الشخصيات التي يتقمصها سمير المريض بـ"اضطراب الهوية التفارقي"!هذه النهاية فعلياً تكسر كل الخطوط الإيجابية التي نجح المسلسل في رسمها خلال الحلقات الأولى؛ فهي من ناحية تهدم أفضل فرضيات المسلسل ورسائله، إذ يفترض المحقق طيلة الوقت أن طبقة المسؤولين وحيتان رؤوس الأموال يقومون بتلفيق التهمة لمواطن مسكين ليس له أي مصلحة بارتكاب هذه الجرائم المترابطة. ومن ناحية أخرى، فإن هذه الفرضية تفتح الباب أمام الكشف عن عدد كبير جداً من الأخطاء والمغالطات التي ارتكبها في المسلسل، والتي يتضح بالنهاية أن الغرض الوحيد منها هو التمويه لإحداث المفاجأة.ولعل أولى تلك المغالطات هي شخصية سمير التي يلعبها عبد المنعم عمايري، ففيما يتم تصويرها دائماً كشخصية هزيلة ضعيفة البنية الجسدية، ولا تملك الإمكانيات التي تملكها الشخصية المتخيلة يزن، من غير المنطقي أن يكون سمير قد قام بكل ما قام به يزن جسدياً على الأقل. ولا يمكن سوى التساؤل: "كيف ينجو شخص مثل سمير من مطاردة رجال الشرطة له عندما كان يبيع الخاتم المسروق مثلاً!".إلى ذلك، يبني الكاتبان لواء يازجي ومحمد أبو لبن، طوال العمل، سيناريوهات جانبية من أجل خلق وهم بأن كل الجرائم التي تحدث مرتبطة بأحد المسؤولين الفاسدين بالدولة، والذي يحاول رمي التهمة عنه وإلصاقها بأشخاص مهمشين مثل سمير، وهو أمر دائم الحدوث في الدولة السورية وكان حاضراً في الكثير من المسلسلات السورية في الماضي. لكن تغيير هذه الفرضية يجعل عدداً كبيراً من المشاهد والأحداث التي لا تخص سمير، غير منطقية على الإطلاق، مثل جريمة قتل الممثل جاد والاستعانة بعشيقته لسرقة كمبيوتره المحمول وإخفائهم لهاتفه الشخصي.وفي العديد من المشاهد يتم الخلط ما بين الشخصيات الحقيقة والشخصيات المتخيلة، وهو أمر يتعارض من ناحية مع أعراض مرض "اضطراب الهوية التفارقي"، ومن ناحية أخرى يؤدي إلى تناقضات بالحبكة الدرامية التي تفشل في تحويل فكرة "دكتور جيكل ومستر هايد" الكلاسيكية إلى قصة سورية معاصرة.ففي أحد المشاهد يحاول سمير أن يوقف شخصيته المتخيلة يزن قبل أن يتشاجر مع زميله عزيز في ورشة الخياطة، الذي يتحرش برحاب. هذه الحادثة تستمر آثارها طيلة المسلسل، إذ تؤدي لفصل عزيز من العمل وشجاره مع صاحب المشغل، وبعد مقتله يتحول عزيز إلى المتهم رقم واحد في القضية بسبب هذه الحادثة. لكن هذه المشاهد والتحليلات كلها لا يمكن تبريرها بمرض نفسي، أياً كان نوعه. والأكثر من ذلك هو كيف لم يكتشف أهل سمير وزملاؤه في العمل مرضه، طالما أنه يحتك بهم في بعض اللحظات وهو يتقمص شخصيته المتخيلة! ويجب القول أن التغيير الذي طرأ على حكاية المسلسل بحلقته الأخيرة، هبط بسوية المسلسل بكل تأكيد. لكن أسوأ ما فيه هو النتيجة التي يقدمها للمشاهد العربي وهي أن الطبقة السياسية في سوريا بريئة من كل التهم الموجهة لها، من خلال تعميم فكرته على الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد. ويصبح سبب السمعة السيئة التي تحظى بها السلطة في سوريا هو الأمراض النفسية التي يعانيها الشعب والتي دفعت أحدهم لارتكاب هذه الجرائم. والأسوأ أيضاً أن المحقق الذي لا يتقبل براءة أصحاب النفوذ، يظهر في مشهد عند نهاية المسلسل وهو يتخيل وينفس عن غضبه بالطريقة الإجرامية ذاتها، ليشير العمل إلى أنه مريض أيضاً، وكأن كلاً منا يتقبل فساد أصحاب النفوذ يصبح مريضاً نفسياً أو مروجاً لنظرية المؤامرة في أقل توصيف!.
أعظم ممثل عربي الآن، مدهش أسمه عبدالمنعم عمايري. في هذا الدور بالذات دور سمير، هذه الشخصية المعقدة جدا والتي تمثل دور...
Posted by ‎عناد محمد‎ on Wednesday, April 7, 2021
مبارح حبيت شوف مسلسل قيد مجهول بعد البرومو الدعائي يلي تم ترويج المسلسل من خلالو ومن أول مشهد ما قدرت اتوقف لنهاية...
Posted by Salman Yousef on Friday, April 9, 2021
حضرت قيد مجهول بعد الضجة الكبيرة... عبد المنعم عمايري بيستاهل الف جائزة عالاداء الاستثنائي الخارق... غير هيك فكرة...
Posted by Maher Shammout on Wednesday, April 14, 2021
...كما كانت اول انتاجات نتفلكس الاصليه في ٢٠١٣ نأمل ان يكون قيد مجهول بدايه لحقبة جديدة في الدراما السورية لتقدم اعمال اعلى سقفاً و اكثر عمقاً و امتاعاً #لابد_للفن_ان_يجد_منفذاً #قيد_مجهول
Posted by Emma Alassad on Friday, April 9, 2021
الشي المفرح بعد إبداع ممثلين والمخرج بمسلسل قيد مجهول انو كسر قاعدة مسلسل 30 حلقة ما ضروري يكون طويل ب 8 حلقات كمية...
Posted by Bilal Hidar on Thursday, April 8, 2021
قيد مجهول