2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo “الحزب” يستهدف مواقع إسرائيليّة logo الجماعة الإسلاميّة تنعى اثنَين من عناصرها logo السويداء تواصل التظاهر في ساحة الكرامة..على وقع التوترات الأمنية logo واشنطن لن تعاقب كتائب الجيش الإسرائيلي..رغم "الانتهاكات الجسيمة" logo الرياض تستضيف مباحثات بشأن غزة..بمشاركة عربية واميركية واوروبية logo ايران وروسيا:العلاقات العسكرية ترتقي إلى مستوى جديد logo سوريا:قادة المجلس العسكري ل"فرقة المعتصم"يسلمون أنفسهم..حقناً للدماء logo الرملة:بن غفير يصاب بحادث سير..بعد مغادرته موقع عملية طعن
عندما يسقط القضاء.. تتحلل الدولة ويسود الشقاء والإقصاء!
2021-04-20 17:55:10

كتب عبدالرزاق قرحاني في “لبنان 24”: تتواصل الأزمة السياسية في لبنان دون مؤشرات انفراج وشيكة، إذ يطغى التوتر على العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وبين التيارات والتكتلات البرلمانية والمكونات السياسية والروحية اللبنانية، بالاضافة الى التوترات الاجتماعية والإقتصادية والأمنية التي أصبحت عنواناً دائما على صفحات وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.


ومؤخراً، ظهرت مشكلة جديدة لا تقل خطورة ومحورها القضاء. الذي رضي بعض أركانه أن يكونوا أدوات رخيصة بيد مرجعياتهم السياسية. وأصداء لرسائلهم النتنة التي يتقاذفونها لحسابات شخصية وحزبية غيرآبهين ومهتمين بواقع مرير أصاب العباد والبلاد بما كسبت أيديهم الملطخة بالفساد والإقصاء والدماء…


إننا أمام مشهدية سيذكرها التاريخ في سجلات عهد قوي عمل على تقويض مؤسسات الدولة بالتعاون مع الحليف والصديق والشقيق، ومع من كان بألأمس القريب شريك.


إننا أمام مشهدية إنهيارمؤسسة يأوي إليها الشعب عادة، لحفظ إنسانيته ورعاية حقوقه، وصون كرامته، وهي التي تشعره بهيبة دولته التي يعيش في كنفها، وبالتالي تجعله يتمسك بوطنه ووطنيته.


فالدولة التي لا تستطيع أن تؤسس وتحافظ على قضاء مستقل، لا تستطيع أن تحافظ على وجودها واستقلالها، ولا طمأنة شعبها، ولا إرساء موازين العدل والحق، ومحاربة الفساد والظلم فيها.


إن ما نشهده من إصرار على اختلال الموازين في القضاء، الذي اصبح ظاهراً للعيان، وعبر وسائل الإعلام وعلى كل لسان.. يكرس اختلالا للاستقرارالعام.


لأن اهتزاز صورة القضاء، وفساد بعضه، سيؤدي إلى ذهاب هيبته، وربما الخروج عليه، مع غياب العدل والمساواة، وانتشار صور الظلم والمحسوبية، مما سيزيد من سوء الأحوال، وتفاقم من الشكوى والتذمر، ويرفع منسوب الخوف والقهر، المصحوب بفقدان الأمن والأمان، وبهذه الحالة، ستكون العلاقة بين النظام والشعب متوترة، قائمة على التوجس والخوف، وسوء الظن، وهي أجواء خانقة قاتلة، لكل أنواع الحياة.


وفساد القضاء، ليس محصوراً بإنتشار الظلم، وغياب العدل، بل ما نشهده من ” ملفات غب الطلب” إرضاء لبعض النافذين أو حرطقة على بعض المنافسين. تارة بإسم القوانين وتارة بإسم الأخلاق والدين، والحفاظ على أموال المودعين. كل هذا إن لم يكن بأيدي قضاة مستقلين، لا تتعدى أن تكون هذه العناوين إستثماررخيص من قبل الفاسدين المتناحرين..


فالنظام السياسي الفاسد، يبحث عن قضاء فاسد مثله، كي يغطي على فساده، ويبرئ ساحته، ويخلي طرفه من أي تهمة، وبالتالي هلاك للدولة وتعميم للبلوى، كما ذكرها إبن خلدون في مقدمته: “فساد القضاء يفضي إلى نهاية الدول”.


نعم، فساد القضاء يعني فساد الحكم، فساد السياسة، فساد الاقتصاد والاستثمار والتجارة، فساد التربية، فساد المجتمعات، وضياع الأخلاق، وتفكك الأسر، وبمعنى أدق فساد القضاء منبع كل شر وفساد، لأنه الجهة التي يفترض فيها صون الحقوق، وحماية الناس، وحماية ممتلكاتهم وأعراضهم، وإقامة ميزان العدل والحق، فإن فسد وفقد مكانته وهيبته، وغدا مرتعاً للظلم والباطل، والمحسوبية والرشوة، فإن هذا مدعاة لفساد غيره، من مؤسسات الدولة وأجهزتها.


وأمام حالة الدهشة والتنديد الواسع بما جرى، هل سنكتفي بهذا التنديد، أو أننا سنرفض هذا الواقع الأليم، ونسعى ونعمل بكل جد على عدم التمديد.


المصدر: لبنان 24





safir el shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top