2024- 04 - 24   |   بحث في الموقع  
logo تشظية القوى المسيحية: "الحزب" يصنع بدائل سياسية وانتخابية logo بالصور: طائرات اسرائيلية متطورة في سماء لبنان logo دعوة أوروبية لإعادة تمويل الأونروا..والبيت الأبيض يريد تقدماً فعلياً logo حزب الله يردّ على “المجزرة الإسرائيليّة” في حانين logo قدامى الشراع يكرمون الكابتن فواز الذهب..  logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الثلاثاء logo المشروع الوطني لنشر ثقافة ريادة الاعمال يحط رحاله في بيروت logo بعد هجوم حزب الله العميق... حالة خوف بين الإسرائيليين!
عن روبرت هانسن الذي باع الأسرار الأميركية إلى موسكو لمدة 22 عاماً!
2021-05-01 13:15:08

“أكبر تسريب استخباراتي في تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي فضح روبرت هانسن الذي باع الأسرار الأمريكية إلى موسكو لمدة 22 عاماً مقابل أن يجني الملايين سواء مالاً أو ألماساً، لكنه كلّف مكتب التحقيقات الفيدرالي 7 ملايين دولار، وحياة ثلاثة مخبرين”، هذا ملخص الرواية الأمريكية عن عميلها طوال التسعينيات روبرت هانسن.

بالنسبة لسكان ضاحية فيينا الهادئة في ولاية فرجينيا الأمريكية، كان روبرت هانسن هو الجار المثالي؛ الكاثوليكي المتدين، والأب المحب، وفي عمله بمكتب التحقيقات الفيدرالي كان الموظف المتفاني لمدة 20 عاماً، لكن كانت لهانسن حياة أخرى لم تكتشف إلا في العام 2001، كان يسمى فيها رامون جارسيا، ويمد فيها الاستخبارات السوفييتية بالمعلومات الأمنية.

طفولة روبرت هانسن الذي باع الأسرار الأمريكية إلى موسكو لمدة 22 عاماً

كانت رحلة هانسن قبل الوصول إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي طويلة؛ هانسن تعرض لتوبيخ دائم من والده، الذي قلل من شأنه منذ الطفولة وحتى سنوات دراسته الجامعية في جامعة نوكس، التي تبعد 320 كيلومتراً عن منزله في شيكاغو.

أراد الأب أن يصبح ابنه طبيباً، لكن هانسن درس الكيمياء، رغم أنه كان يملك شغفاً آخر بالشيفرات وموجات الراديو والأجهزة التقنية. هانسن عمل على إرضاء والده والتحق لفترة وجيزة بكلية طب الأسنان قبل زواجه ببرناديت واوك “بوني”.

خلال دراسة الكيمياء بجامعة نوكس، حاول تعلم اللغة الروسية؛ لـ”يقبض على جواسيس الاتحاد السوفييتي يوماً ما”، وبعد سنوات من الدراسة عمل في مجال بعيد تماماً عن كل ما درسه أو أراد هو أو والده أن يدرسه، حيث عمل محاسباً.

بعد 6 سنوات على حصوله على شهادة الكيمياء وضع قدمه على أول طريق العمل المخابراتي، إذ عمل في إدارة شرطة شيكاغو (1972)، ثم محققاً سرياً بقسم الشؤون الداخلية، ورغم الإثارة في عمل الشرطة، فإنه أراد شيئاً يكسر أيام الملل هناك، لذلك بعد 3 سنوات تقدم للعمل في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وتلقّى اتصالاً بقبوله للتدريب، وبعد أسابيع أدى هانسن القسم وتعهّد بالولاء للولايات المتحدة.

كبرت أسرة هانسن وأصبح أباً لـ3 أولاد، وكذلك عميلاً خاصاً بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وقبل حلول العام 1980 انتقل إلى نيويورك، وهناك مع ضغط العمل وغلو حياة المدينة الكبيرة، تراكمت فواتير بطاقة ائتمان روبرت، وأقساط الرهن العقاري، والديون، حتى إنه اضطر إلى نقل عائلته بعيداً عن مانهاتن، ومع كل هذا وجد مسؤوليات إضافية من مكتب التحقيقات الفيدرالي.

نُقل هانسن إلى إدارة مكافحة التجسس، وأصبح قادراً على الوصول إلى أكثر الوثائق السرية والحساسة المتعلقة بالتجسس في الولايات المتحدة، وتحديداً المتعلقة بعمليات المراقبة التي تستهدف المواطنين السوفييتيين والمسؤولين في الدولة، وأصبح يعلم من يخضع للمراقبة، ومع من يتواصلون. وهنا، بدأت الخطة تتشكل في عقله، وفق الرواية الأمريكية التي نشرها موقع الـ FBI.

من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الاتحاد السوفييتي

الرواية الأمريكية لتجنيد هانسون كالتالي: حياة شخصية غير مستقرة، وديون تلاحقه، وفي جعبته معلومات سرية حساسة. لذلك؛ كان الحل في توفير المال ليعود الاستقرار إلى حياته الشخصية، مقابل بعض المعلومات التي لن تصبح سرية بعد هذا القرار.

قال موقع All That’s Interesting الأمريكي إن هانسن أرسل رسالة مجهولة المصدر إلى مسؤول سوفييتي صغير في الأمم المتحدة، وعرض تقديم اسم الجنرال ديمتري بولياكوف، الجاسوس رفيع المستوى داخل مديرية المخابرات الرئيسية في الاتحاد السوفييتي، مقابل 20.000 دولار، وكتب هانسن أنه في حالة موافقة المسؤولين السوفييتيين على المبادلة، يمكن الترتيب لذلك عن طريق إعلان شخصي في صحيفة The Village Voice، وجاء الرد بعد أسابيع بالموافقة.

لكن على صعيد عمله بالمخابرات الأمريكية لم يكن سيئاً؛ بل أخذ في التقدم بالمناصب والاطلاع على ملفات أكثر سرية، إذ ترقى للعمل في إدارة الميزانية بالمركز الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيدرالي بواشنطن، حيث أصبحت لديه إمكانية الوصول إلى معلومات أكثر سرية عن كل العمليات النشطة تقريباً، تشمل الأسماء والميزانية والمواقع والتواريخ إلى جانب أنشطة العملاء والجواسيس والمخبرين.

بعدما اشترى هانسن منزلاً بمبلغ 150.000 دولار في فيينا، بولاية فرجينيا، عاد يكتب إلى السوفييت (1985) يعرض عليهم تقديم ثلاثة أسماء لجواسيس سوفييتيين على جدول رواتب مكتب التحقيقات الفيدرالي، مقابل 100.000 دولار، ووجه الخطاب هذه المرة إلى ضابط كبير في إدارة مكافحة الاستخبارات بالاستخبارات السوفييتية يدعى فيكتور تشيركاشين.

لكن هذا الضابط كان قد تمكن من تجنيد أحد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اسمه ألدريش أميس، قبل شهور قليلة، وحصل بالفعل على الأسماء، وبمجرد عودة الجواسيس إلى موسكو بعد ذلك، قُتلوا على الفور.

حسب الرواية الأمريكية، فإن السوفييت قدروا تلك الرغبة واعتبروه مصدراً موثوقاً للمعلومات، وقدموا له أكثر من مليون دولار مقابل التجسس لحسابهم، إذ تركوها له داخل حقيبة أسفل جسر بمتنزه نوتواي في مدينة فيينا، بولاية فيرجينيا، حيث يملك منزلاً تقيم فيه عائلته.

وبينما كان يبيع معلومات للسوفييت، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يكلفه بتجنيد الجواسيس المحتملين ومحاولة الكشف عن الجواسيس داخل المكتب، ولسخرية القدر- وفق الرواية الأمريكية- أنه كلف بمعرفة المسؤول مع ألدريش أميس، عن تسريب أسماء العملاء الثلاثة الذين قتلوا في موسكو! أي هو نفسه.

بفضل هانسن الذي كان يوقع باسم “رومان جارسيا”، علمت المخابرات السوفييتية بوجود نفق سري تحت السفارة السوفييتية في واشنطن، وتلقت تحذيرات عن الاشتباه بجواسيس، وتلقت قوائم كبيرة من العملاء المزدوجين الذين يعملون لصالح الولايات المتحدة، حتى إنه حثّ مسؤوليه بالمخابرات السوفييتية على تجنيد صديق طفولته المقرّب، المقدم في الاستخبارات العسكرية.

اكتشاف هانسن

بفضل مئات آلاف الدولارات التي كانت تصله، عاش هانسون حياة مترفة، ودخل علاقة غرامية مع راقصة تعرٍ من العاصمة، وكان يصحبها في رحلات إلى هاواي، ويغدق عليها الهدايا، لكن صنبور المياه أغلق مع انهيار الاتحاد السوفييتي بالعام 1991.

بعد 3 سنوات، قبض على ألدريتش أميس، وتوسعت عمليات البحث عن العميل الآخر الموجود في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية، وفي حيلة استغلت انهيار الاتحاد السوفييتي، عرضت بحثها عن عملاء سابقين في الاستخبارات السوفييتية لديهم استعداد لبيع المعلومات، وخرج العميل السوفييتي السابق ألكسندر شتشيرباكوف، الذي أبدى استعداده للكشف عن كل ما يعرفه مقابل 7 ملايين دولار، وبعدها كشف أمر هانسن.

بينما كان ألكسندر يجمع أدلته بشأن أعمال هانسن مع السوفييت لإقناع الفيدراليين، كان هانسن يحصل على ترقية أخرى وأخيرة، ففي عام 2000 أصبح أحد كبار خبراء الكمبيوتر في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأصبح له مكتبه الخاص ومساعده الشخصي.

في الواقع، هذه الترقية كانت ذريعة مكتب التحقيقات الفيدرالي لإبقاء هانسن بواشنطن ليكون تحت أعينهم، وعمل مساعده الشخصي (إريك أونيل) على جمع أي دليل يثبت تورطه في تسريب معلومات للروس، وكان بينها جهاز كمبيوتر شخصي Palm III كان يستخدمه لتخزين المعلومات، والذي بمجرد أن سلمه مساعد هانسن للمختصين وفكوا شيفرته، وجدوا الدليل القاطع على عمله السري.

“هناك شيء ما أيقظ النمر النائم”، كانت آخر رسائل هانسن للروس، ما يعني أن شكوكاً تملكته بشأن مراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي له، وفي 18 شباط 2001، ذهب هانسن إلى متنزه فوكسستون في فيينا، حيث كان يتلقى أمواله من الروس بانتظام، وعندما عاد إلى سيارته بالأموال، تحركت نحوه شاحنتان وخرج منهما عملاء مسلحون لاعتقاله، ويبدو أنه لم يفاجأ، إذ كان سؤاله: “لماذا تأخرتم كل هذا الوقت؟”.

حُكم على هانسن أو “رومان” كما عرفه الروس أو السجين 48551083 بـ15 عقوبة سجن مؤبد، يقضيها حالياً بالسجن الفيدرالي في فلورنسا.




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top