الالام الخلاصية للسيد المسيح على الصليب كلفته ثلاث وثلاثين سنة من هذه الدنيا يوم قال للآب السماوي: «لتكن مشيئتك».
المرحومنا كميل شكيب البواريدي، أنت الاسير المحرّر من السجون السورية، لأنّك تسلّحت بمشيئة الله، وحملت سلاح النضال بأشكاله كلّها. قاومت مندفعًا بإيمانك الصلب، حاملا القضيّة بقلبك، وسلاح الالتزام والوفاء والكرامة في يديك. فشهدت لك ساحات النضال كلّها، وانكسرت قضبان الاسر في سجون نظام خجل الشيطان من اساليبه التعذيبية التي تركت بصماتها على جسدك يا كميل، ولم تستسلم تحت سياط الجلادين بل حافظت على صلابتك لأنّك مؤمنٌ وملتزمٌ وحرٌّ.
دفعت حياتك، وهَزُلَ جسدك نتيجة العذاب، لكن روحك عانقت الخالق؛ فكنت ترسل لنا من معتقلك عطر الثبات لإبقاء شعلة المقاومة على المنارة وليس تحت المكيال.
اما وقد حان موعد اللقاء بالفادي الذي ناداك يوم الامه، الى منازله الكثيرة، لروحك ألف سلام يا المرحومنا الغالي. لن نتخلى عن عقيدتنا في حمل الصليب بملء حرّيّتنا، على مثالك حتى يوم القيامة.
تتوجّه القوات اللبنانية، منطقة جزين، الى الأهل والرفاق في بلدة كفرحونة، وأهل المرحوم كميل خاصة بأحرّ التعازي لمصابهم الأليم، سائلين الربّ يسوع أن يحضنه في ملكوته السماوي مع الشهداء والأبرار والقديسين حيث لا وجع ولا حزن بل حياة لا نهاية لها.
المسيح قام.