2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo بصواريخ “فلق”… “حزب الله” قصف جل العلام وانتشاراً لجنود العدوّ logo الجيش يتحرّك… قتل عسكري في هذه المنطقة! logo بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا logo بوتين: علاقاتنا مع دول الجوار تحظى بالأولوية logo ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم “كروكوس” logo داني الرشيد: مسلسل أمني ركيك مليء بالفساد ومهين للقضاء logo بالفيديو..إليكم ما فعله شبان بامرأة في دوحة عرمون logo طائرات تجتاح سماء لبنان وتعلن الخراب وبيروت تحت القصف: جنرال عسكري يتحدث عن قرار صادم لـ"حزب الله"!
"متمردات" في "أفلامنا": بينهن "نهلة" المستوحاة من ماجدة الرومي
2021-05-15 13:55:59

بالإضافة إلى إنشائه قاعدة بيانات رقمية مخصصة للأرشيف السينمائي اللبناني، يعمل "السينماتيك" (مشروع أطلقته جمعية متروبوليس العام 2018) على نشر وتقديم هذا الأرشيف إلى المتفرج "مقترحاً طرقاً جديدة لقراءته والولوج إليه". في هذا السياق يقدم "السينماتيك" سلسلة أفلام تحت عنوان "متمردات" تُعرض في منصة "افلامنا"، وتضم مجموعة أعمال أُنتجتْ في أزمنة مختلفة تربطها ثيمة واحدة هي "التمرد النسائي". الفيلم الأقدم زمنياً في المجموعة، "نهلة"، من إنتاج العام 1978، وهو الوحيد بينها الذي أخرجه رجل (فاروق بلوفة). يمكن رؤية الفيلم بحد ذاته متمردًا، إن كان بلغته السينمائية (المونتاج بشكل خاص) المتأثرة بموجة الستينات الفرنسية، أو طريقة تعاطيه مع الشخصيات النسائية المركبة وغير المسجونة في تنميطات واضحة. أبرز هذه الشخصيات "نهلة" (ياسمين خلاط) و"مها" (لينا طبارة). الأولى مغنية صاعدة يريد مَن حولها الاستثمار فيها وتحويلها إلى نجمة، ما يعزز اغترابها عن محيطها وبالتالي ميلها إلى الإحتجاج والتمرد على واقعها، ولو عبر طرق ملتوية. أما الثانية فهي صحافية، وتبدو نموذجاً شديد الاختلاف عن نهلة، من ناحية واقعيتها وحزمها، الذي ينعكس نوعاً من الفاعلية الاجتماعية والاهتمام بالقضايا السياسية التي تتصدرها القضية الفلسطينية (ستصبح مها لاحقاً جزءاً من آلة الحرب كما الشخصيات اليسارية الأخرى).تصف نور عويضة (منسقة السلسلة) شخصيات الفيلم بالاسفنجية، أي التي تمتص العالم حولها باختلافاته وتناقضاته من دون أن تعكسه بشكل واضح: "لا يمكن أن نقول إن هذه الشخصية أو تلك في فيلم "نهلة" تمثل المرأة العربية، لأن كلاً منها يرفض السكون إلى صورة معينة". ينطبق هذا على شخصيات الأفلام الأخرى التي اختارتها عويضة، أو التي تقدم وجهات نظر خاصة عن المدينة والمجتمع، ولا تكتفي بالتمرد على واقعها أو امتلاك أدوار رئيسية. يقول فاروق بلوفة إنه استوحى ملامح "نهلة" من المغنية ماجدة الرومي التي التقاها في بيروت، وأثارت اهتمامه لأنها مثلت نوعاً من التناقض بين الممارسة والفكر: "بالرغم من كونها فتاة يمينية محافظة إلا ان طريقتها في العيش أظهرت تعاملها مع جسدها بصفته موضوعاً حراً". تُظهر خيارات المخرج، في ما يخص هذه الشخصية، رغبته في عدم الالتزام بالسرديات السائدة عن الواقع اللبناني، إن كان من ناحية اليسار أو بيروت او المقاومة الفلسطينية، علماً أن فترة صناعة الفيلم شهدت هزيمة لليسار اللبناني، ما سيشكل مقدمة لهزيمة اليسار العربي في وقت لاحق.يقول بلوفة في إحدى المقابلات: "نهلة بالنسبة إلي هي الوعي الباطني، شيء هشّ، يمكن أن يُظلم، لكنه لا يموت. هي لا تنتهي في بيع نفسها، وما تقوله هو هذيان .. نهلة نجمة وقتية، تصبح أسيرة اغترابها. حتى لو استخدمها الناس حولها، أعتقد أن فيها شيئاً من المستحيل الإمساك به... مثل القضية الفلسطينية، يمكن سحق المقاومة، لكن لا يمكن إلغاء الذاكرة الفلسطينية". في مقابلة مع "الجزيرة الوثائقية"، يشير المخرج إلى التشابه بينه وبين نهلة التي فقدت صوتها، كما سيفقد صوته هو الآخر بعد هذا الفيلم وسيتوقف عن صناعة الأفلام كلياً. السبب وراء هذا التوقف ليس واضحاً، لكن هروبه من السياق الجزائري أصلاً، وقيام الرقابة بإحراق فيلمه الوثائقي الأول (الذي صنعه بعد عودته من فرنسا) بسبب مضمونه السياسي، شكّل ردّ فعل عنده، يمكن أن يكون قد ساهم في امتناعه اللاحق عن إنتاج أفلام أخرى.
تضم سلسلة "متمردات" أيضاً ثلاثة أفلام أخرى، أخرجتها نساء وتتمحور حول نساء، هي "غزل البنات" A Suspended Life (1985) لجوسلين صعب الذي يعتبر أول الاعمال الروائية التي عملت عليها المخرجة المعروفة بأفلامها الوثائقية، "الشيخة" (1993) لليلى عساف وهو الفيلم الأضعف ضمن المجموعة، لكن قيمته تكمن في إعطائه الخلفية للمدينة بنسيجها العمراني وتحولاتها الكبيرة خلال فترة انتقالية بين زمن الحرب وزمن السلم. أما الفيلم الثالث فهو "سهى" (2001) لرندة الشهال الذي يرافق الأسيرة المحررة سهى بشارة، في رحلة حول مناطق الجنوب بعد التحرير، ناقلا لنا بعضا من قصص اعتقالها في سجن الخيام.بين الأفلام الثلاثة، يبدو فيلم جوسلين صعب "غزل البنات"، الأكثر إثارة للإهتمام، بسبب فرادته الفنية وجمالياته التي من النادر أن نجدها بهذا الشكل في تاريخ السينما اللبنانية. يدور الفيلم حول شخصية فتاة مراهقة (سمر) تعيش كما أهلها وشخصيات الفيلم الأخرى "شبه تائهة" في المدينة. تتعرف على رسام يؤدي دوره الممثل الفرنسي المعروف جاك فيبر، يعيش في "البيت الزهر" الذي يثير مخيلة أولاد المنطقة ومن بينهم سمر (يظهر بيت الزهر في أفلام لبنانية عديدة منذ ذلك الحين، منها فيلم يحمل إسمه لجوانا حجي توما وخليل جريج).يرتكز الفيلم على مزج الأنماط الفنية المختلفة التي تخبر كل منها القصة بطريقتها، لا سيما من عمارة تمثل الزمن اللزج الذي تتحرك داخله الشخصيات، وهو زمن ليس ماضياً وليس حاضراً، بل أقرب إلى الأطلال. يركز الفيلم على جماليات العمارة الحداثية المتهالكة، من مباني وقصور البرجوازية التي سيسكن بعضها أبناء الريف المهجرين، الى مباني بيروت التي بنيت خلال الخمسينات والستينات، كالمراكز الرسمية، ملاعب كرة قدم، والمباني التجارية الفخمة.يأخذ الفن التشكيلي حيزاً من الفيلم أيضاً من خلال لوحات كريم التي تستخدم الخط بصفته أداة تشكيلية وتعبيرية، تكمل الحوارات الشعرية التي تزيد كثافتها تدريجياً لتصل إلى الذورة في النهاية. أما المسرح، فنجده بشكل ملموس في المشاهد التي تخلط الواقعية بالشاعرية، وتؤديها الشخصيات على خشبة مسرح مهجور دُمّر جزء منه خلال الحرب. الملفت في هذه المشاهد أن جوسلين صعب تصور جمهورها بطريقة يبدو فيها مجمداً بالزمن بفعل الخيوط العنكبوتية التي غطت بها الأجساد في مقاعدها. البيت الزهرورغم تمردها وعدم اهتمامها بالأعراف الإجتماعية، لا تتعرض سمر لضغوط كثيرة من والدها، العجوز الذي يجمع القرميد من قصور المدينة، ربما لأنها ولدت في الحرب وضمن مجتمع المقاتلين الذي أصبحت جزءاً منه. لكن تبقى شخصية الأم الأكثر حزماً، رغم أن هذا الحزم يبدو متحايلاً على الواقع أو كاريكاتورياً، ما يظهر في محاولاتها إيجاد حل لفقدان عذرية ابنتها، إن كان عبر عملية جراحية او أساليب اخرى يمكن ان تحتال من خلالها الإبنة على زوجها المستقبلي. مع ذلك يبقى المجال العام المحيط بالفتاة، ذكورياً ومسكوناً بالعنف، لذلك يظهر البيت الزهر الذي يعيش فيه كريم، مكاناً مغايراً، مقارنةً بالفضاء العام، بسبب حميميته ولوحاته الفنية التي تدل على الحياة الهادئة داخله. تشكل شخصية كريم امتداداً لما تبقى من طبقة وسطى بيروتية ترفض انقلاب الأزمنة وتريد الارتكاز والثبات في مكان لا حروب فيه او تغيرات. لذلك يصبح الفضاء الخاص الذي يعيش فيه، مكاناً موازياً ومنفصلاً عن المدينة، يشبه فضاءات أخرى استمر المثقفون والفنانون في العيش ضمنها ومراقبة العالم من نوافذها، ولو أن هؤلاء ليسوا دائماً من الفئات الفرانكوفونية الذين يركز عليهم الفيلم.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top