تستمر الاحتجاجات على الحدود اللبنانية الجنوبية لليوم الثاني على التوالي، تضامناً مع غزة وانتفاضة الفلسطينيين في الداخل، وذلك بالتزامن مع الذكرى 73 للنكبة. وسقط مساء اليوم السبت 15 أيار جرحى بالرصاص المطاطي الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون علي الشبان الذين تجاوزوا السياج الأمني، وصعدوا على الجدار الحدودي الإسمنتي، وحطموا كاميرات المراقبة ونصبوا أعلام حزب الله وفلسطين.وقائع اليوم الثانيوكان المتظاهرون حضروا من مناطق لبنانية مختلفة ومن المخيمات الفلسطينية، للمشاركة في هذه الاحتجاجات عند بلدة عديسة المحاذية للحدود. وذلك بدعوة وجهتها جهات حزبية تدور في فلك حزب الله وفصائل فلسطينية، للمشاركة في هذه "الوقفة الشعبية التضامنية مع الشعب الفلسطيني".
وشهدت المنطقة انتشاراً كثيفاً للجيش اللبناني الذي لم يسمح للمحتجين المتضامنين من الوصول الى مكان تنفيذ الوقفة التضامنية اتي حصلت أمس مقابل المطلة الإسرائيلية، حيث لا جدار إسمنتياً بعد.
وحصل اليوم تدافع وتضارب بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوى الأمنية والجيش عند بوابة فاطمة قرب كفركلا، بعد محاولة المحتجين اجتياز الحاجز الموضوع هناك لمنعهم من المرور عبر الطريق المؤدية إلى سهل مرجعيون، حيث الحد الفاصل بين البلدين شريط شائك. وقد ارسلت قيادة الجيش تعزيزات إضافية الى المكان، وحصرت الاحتجاجات في منطقة كفركلا-عديسة. وأقدمت مجموعة كبيرة من المتظاهرين على تسلق الجدار الإسمنتي الشاهق، بعدما قطعوا أسلاك الجدار الإلكتروني. فعمدت القوات الأسرائيلية إلى إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع. وبعد ساعات، عملت عناصر الجيش اللبناني على ابعاد المتظاهرين عن الجدار، بعد سقوط جرحى عدة، عرف منهم الفلسطينيان محمد العوضي وفراس علوش، وقد نقلا إلى مستشفى مرجعيون الحكومي ووضعهما مستقر.الحشد الفلسطينيوكان الجيش اللبناني أغلق الطرق المؤدية إلى سهل مرجعيون المقابل لمستعمرة المطلة، وأقام الحواجز لمنع المواكب من الوصول إلى الحدود اللبنانية وفلسطين المحتلة. وذلك بعدما وجهت الفصائل الفلسطينية الدعوة إلى الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية ومن مخيمات نهر البارد والبداوي والرشيدية وعين الحلوة للتوجّه إلى الجنوب على متن باصات للمشاركة في تحركات احتجاحية عند الحدود، تضامناً مع الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة. وأقفل الجيش مداخل المخيمات في الجنوب وأقام حواجز في الشمال وفي صيدا، لتفتيش الحافلات التي أتت من المناطق.
وحاول شبان يحملون الأعلام الفلسطينية ويهتفون "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدو يعود"، عبور حاجز الجيش عند الخردلي، فقطع الطريق عليهم بالشريط الشائك. لكن المتظاهرين وصلوا بالمئات إلى المنطقة الحدودية وتمكنوا من اختراق الجدار الإكتروني، وتسلقوا الجدار الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة في كفركلا، وأقدموا على تكسير كاميرات المراقبة التابعة للعدو الإسرائيلي الموضوعة هناك ورشقوه بالحجارة، وسقط بينهم بعض الجرحى.