2024- 04 - 25   |   بحث في الموقع  
logo ميقاتي بحث مع كتلة “الاعتدال الوطني” في نتائج مبادرتها.. عطية : كان داعما ومشجعا وأكد أهمية المتابعة بزخم logo "في انتظار بوجانغلز"... حين يصبح الموت كذبة logo مئة عام على "السوريالية" logo جرحى بحادث سير مروّع في هذه المنطقة logo هكذا نقلت إسرائيل تكتيك حرب غزة الى الضفة! logo تعميمٌ من الخليل إلى الوزارات logo رعد: العدو سيلقى الرد المناسب عند كل إعتداء logo وزارة الصحة تنبه من خطورة “داء الكلب”!
يوم فلسطين في واشنطن: بالكوفية والثوب المطرز
2021-05-16 12:25:53


يقف الصبي متسلحاً بكل أسباب عقيدته. ضفيرتان طويلتان وقلنسوة. يهودي أرثوذوكسي تقليدي أضاف إلى ثوبه الأسود كوفية يبدو طرفاها حول عنقه. يحمل بيديه علم فلسطين وقد كتب عليه بالانكليزية "فلسطين حرة" وبالعربية "فلسطين عربية".
أتى مع أقاربه المتدينين مثله ليتضامن مع فلسطين. حضور هؤلاء ليس جديداً في التحركات ضد "دولة" إسرائيل. لديهم مفهومهم اليهودي المعادي لكل الأسطورة المؤسسة لإسرائيل. وجوده ورفاقه في الجادة الرئيسية المؤدية إلى مبنى الكونغرس يبدو أليفاً والمتظاهرون العرب يلتقطون الصور معهم ويبادلونهم التحية، ويتابعون طريقهم وهتافهم: فلسطين حرة.
ليس هؤلاء وحدهم من غير العرب عصر السبت المشمس في العاصمة الأميركية وقد امتلأت شوارعها الرئيسية المحيطة بالكابيتول بالآلاف يهتفون لفلسطين وضد عنصرية إسرائيل وهمجيتها. الخليط ملون، كما عادة المتحمسين للقضايا المحقة في الولايات المتحدة. ناشطات وناشطون بيض وسود وآسيويون ولاتينيون ومزيج من هذه الأعراق نفسها ممن يشكلون وجه المدن المصنفة ليبرالية، وواشنطن منها، كما نيويورك وغيرهما. هؤلاء الذين لطالما عكروا مزاج الرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان يكره تلويث حواسه بكل ما هو ليس أبيض ناصعاً أو صديقاً لعزيزته إسرائيل.
هؤلاء، ومعهم الفتى اليهودي ورفاقه، متضامنون مع فلسطين. الباقون، بالآلاف، ليسوا متضامنين فحسب. هؤلاء أبناء الجلد نفسه، والحكاية الأصلية. هم هنا لرفع الصوت إلى مداه. للاحتجاج على همجية الهمجي، وعلى ظلم القوة، وعلى صمت بلدهم، أميركا، عما يفعله المحتل بشعبهم، وأرضهم، ودعم بلدهم اللامتناهي لإسرائيل.
بينهم من كل الجنسيات العربية. هذا حال العرب في العادة، طبّعت دولهم أم لم تطبّع. يصلون إلى القضية الفلسطينية فلا يجيدون إلا اللغة نفسها: فلسطين لأهلها، في واشنطن كانوا أو في تونس، أو الرباط، لا فرق.
لكن التظاهرة الكبيرة فلسطينية في الأساس. استمرت لساعات بسلام تام، وبمرافقة الشرطة، وبغياب الإعلام الأميركي طبعاً، بدأها ونظمها وختمها شابات وشبان لغتهم الإنكليزية، كما العربية، وربما قبلها، هي لغتهم الأم. ليس لديهم هواجس العربي -المسلم- المهاجر. لا تعنيهم أنواع "الفوبيا" التي يحملها آخرون عنهم. لا 11 أيلول، ولا "الإسلاموفوبيا" ولا العداء للسامية.
أميركيون، أو في طريقهم لأن يصيروا أميركيين، مثل البقية الباقية من 350 مليون أميركي، ومهاجرون أو أبناء مهاجرين، مثل البقية الباقية من 350 مليون أميركي. لن يقلل من مواطنتهم رفعهم علم بلدهم الأول، وإن رفع بعضهم العلمين الأميركي والفلسطيني معاً. لن يصيروا إرهابيين إن لفوا أعناقهم بالكوفية، رمز الشر المطلق في السينما الأميركية. ليسوا مشاريع انتحاريين إذا صعدوا أدراج مبنى الأرشيف الوطني وبعضهم يصرخ "الله أكبر". حجاب المحجبات ليس مشهداً نافراً، ولا مئات العباءات التقليدية المطرزة التي ارتدتها فلسطينيات فخورات بألوانهن. هم أيضاً من هذا الخليط الذي يشكل الأميركيين، ولديهم ممثلة في الكونغرس لا تخجل بكوفيتها. هم هنا، وهم فخورون، ليس لديهم ما يعتذرون عنه، أو يستحون به، أو يوارونه. هم هنا، صغاراً ومراهقين وكباراً، ولم ينسوا فلسطين.
مثلهم في كل دول العالم. بعد 73 سنة، كانت شابة في العشرين تقف أمس عند الكونغرس وتهتف حتى يبح صوتها، وتبكي، وتصرخ "الحرية لفلسطين"، كأنها في اليوم التالي على النكبة، وقد بدأت معركتها لتوها. هي الآن تسائل إدارة بلدها، قبل أن تسائل "ضمير العالم" الذي لا يجد الفلسطيني غيره عادة ليسأله. تسأل المشرعين في الكونغرس، وتسأل الرئيس في البيت الأبيض. وستظل تسأل وستظل تهتف. لصوتها وقع في هذه المدينة، لأنها ابنتها، ولأنها صاحبة حق، ولأن صوتها عالٍ ولأن نفسها طويل. صوتها يضاف إلى صوت كل فلسطيني في العالم. صوتها كابوس إسرائيل الذي ينمو كشجرة لا تقتلع.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top