2024- 04 - 20   |   بحث في الموقع  
logo جعجع "يهتدي" بخصومه: الهجوم على السوريين كعدو سهل ومربح logo التلفزيون الفرنسي يلتفّ على الحظر الاسرائيلي..بتسجيل تقرير من غزة logo الاليزيه: ماكرون يواصل التحرك من أجل استقرار لبنان logo الهجوم الإسرائيلي على إيران "بلا أضرار"..ومفاعيله انتهت! logo نتنياهو فوّت فرصتين لصفقة تبادل..السنوار عاد إلى مطالبه logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الجمعة logo ليبرمان يتحدث عن "خطة" نتنياهو للتهرب من تحمل مسؤولية "طوفان الأقصى"! logo بعد هجوم أصفهان.. هل نجت إيران من كارثة؟
MTV تستنطق شهداء المرفأ: خطاب قسري لمن فقدوا أصواتهم!
2021-07-28 19:56:19

مستغلو انفجار مرفأ بيروت وضحاياه، عديدون. سياسيون، زعماء، ناشطون ومتسلقون.. جميعهم باعوا واشتروا لغايات خاصة. نواب صرحوا بسعيهم لكشف حقيقة الانفجار ومحاسبة المجرمين، لكنهم في الوقت عينه، صوتوا ضد قوانين رفع الحصانة...
إلا أن قناة "أم تي في"، تفوقت على هؤلاء جميعاً. إستحضرت أرواح عدد من شهداء المرفأ وجعلتهم يتكلمون باسمها، ويعبرون عن آرائها وتوجهاتها.
في فيديو تمثيلي قصير أنتجته القناة في مناسبة مرور عام على انفجار المرفأ، أطل ممثلان يلعبان دور الضحيتين رالف ملاحي وأمين الزاهد (وفي كليبات أخرى شهداء آخرون)، ليوجها رسالة للقضاء اللبناني والقاضي بيطار، يشكوان فيها معاناة "نفسَيهما" بسبب عدم الوصول إلى العدالة، ويثنيان على قراراته التي اعتبراها خطوة نحو تحقيق العدالة... اعتبرتها كذلك، وألقت الخطاب الإنشائي الممجوج والمبتذل، الأصوات التي وضعتها "ام تي في" بين شفاههما.
ضحيّتا انفجار المرفأ يطلّان في فيديو… أمين: "اجسادنا تحررت بس نفوسنا عم تتعذب" ورالف: "من آلامنا وبقايا عضامنا، رح يتعمر لبنان جديد"…#mtvlebanon #صاروا_سنة_خلص_الوقت pic.twitter.com/kCXfYtc4Vs
— MTV Lebanon (@mtvlebanon) July 27, 2021
لم ترحم القناة أحداً، لا عائلات الضحايا ولا الضحايا أنفسهم، حين انتهكت حرماتهم، رغم انها حازت على موافقة عائلتيهما. كما لم ترحم مشاعر المشاهدين وأخلاقيات المهنة. ولا تكفي العبارة الواردة في البداية حول موافقة الأهل على استحضار أرواح ابنيهما، فذلك لا يعطي القناة الحق بأن تتحدث باسم الذين قتلوا بالانفجار، ولا معرفة رغباتهم ومشاعرهم وطموحاتهم... وهم الذين ما عادوا قادرين على التعبير أو الكلام، فتكون بذلك قد صادرت أصواتهم لصالح خطابها ورسالتها السياسية-الإعلامية.
الفيديو الذي لم ينل إعجاب أحد تقريباً، وتعرض للانتقاد من المشاهدين الذين لم يتمالك البعض أنفسهم لمتابعته حتى النهاية لشدة ما هو مؤلم هذا الانتهاك، يحاول الثناء على قرارات القاضي البيطار وحثه على متابعة التحقيقات!
في ذلك استغلال للضحايا ومحاولة لسرقة "ضمائرهم" ضمير الغائب يصبح فجأة "حاضراً" تُنطقه القناة على هواها، ولو لصالح القضية نفسها، كما تراها هي. لا حُرمة للموت هنا، فكيف بالموت في جريمة! الجميع يعلم أن التحقيقات، رُسمت حولها علامات استفهام سياسية، ولا تحظى طريقة الادعاء بإجماع القوى الممثَّلة في البرلمان، ما يثير الشبهات بالتسييس او "الاستنسابية" بالحد الأدنى، بحسب ما يقول السياسيون، فيما الأهالي يخشون التدخل في عمل القضاء بما يعرقل مسار العدالة والمحاسبة.
ما في حرمي للشهداءالافلاس الاعلامي MTVعم بتاجر بدم شهداء انفجار المرفأ
— Elie Feghali (@LeFeghali) July 28, 2021
وبعيداً من الأخلاقيات وانتهاك حرمة الأموات بشكل سافر واستغلال قضيتهم لصالح خطاب، مهما كان نبيلاً، كيف يمكن عرضهم بهذا الشكل السخيف؟ بخدع الكومبيوتر التي تجعل صورة شهيد/ة، كان الأهل قد جعلوها ملصقات ورفعوها في تظاهراتهم، ولطالما آلمهم سقوطها أرضاً أو تمزيقها من قبل القوى الأمنية وكأنما أصحاب الصور يشعرون بذلك؟.. ثم، هل حقاً يتمنى الذين رحلوا بانفجار المرفأ أن يبنوا لبنان بعظامهم ودمائهم؟ هل "يملكون"، وهم في العالم الآخر، المفهوم الذي نملكه، نحن الأحياء، عن العدالة والأمل والمستقبل؟ هل حقاً تأمّلوا خيراً بقرارات القاضي بيطار وراحوا يدعمونه من فردوسهم؟ في النهاية القاضي بيطار شخص، وحيّ، قد يخطىء أو يصيب، فيما هم صاروا أرواحاً مطلقة، ماهيتها عصية على حسابات الصح والخطأ البشرية! وهل ما زال الشهداء "يؤمنون" أصلاً بالتقسيمات الدنيوية للأرض والوطن؟ من نحن لنتكلم باسمهم؟
يستطيع الإعلام أن ينقل مطالب ووجهات نظر أهالي الضحايا والمتضررين، بأي طريقة أخرى، وفعالة، ومؤثرة. لكن أن يصل به الأمر إلى استنطاق الأموات، فهذه سقطة أخلاقية وإعلامية وإنسانية.
قلة احترام للضحايا حتى لو وافق مين ما وافق.
— سامر (@samar30000) July 27, 2021



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top