لم يكن ينقص أبناء عكار سوى الحرائق التي التهمت أجمل الغابات الفريدة من نوعها في منطقة حوض المتوسط، وهددت البشر والحجر والبيئة، فأوقعت ضحايا إستشهدوا أثناء محاولة إخماد النيران، والدفاع عن غاباتهم ومنازلهم، وما هي الا ساعات قليلة حتى تحولت أجمل الغابات في بلدات: القبيات، عندقت، أكروم، بينو، الى سواد قاتم يشبه سواد قلوب الأهالي من الأوضاع البائسة التي يعيشونها.

وكأنه لا يكفيهم ظلم البشر وإرتفاع الحرارة وإنقطاع الكهرباء وتوقف المولدات، وإرتفاع الأسعار، وإقفال المستشفيات حتى حل غضب الطبيعة عليهم فهدد أرواح الأهالي الذين حوصروا بين ألسنة اللهب. كما سجل وفاة المتطوع أمير ملحم من بلدة كفرتون في جبل أكروم أثناء محاصرته من قبل النيران، وعبثا حاولت فرق الدفاع المدني التي هبت من مختلف المناطق اللبنانية لمساعدة أهالي البلدات المتضررة، وكذلك فعلت طوافات الجيش اللبناني، وإذ حالت الظروف الصعبة لجهة عدم توفر برك مياه قريبة ما يجبر الطوافات على التزود بالمياه من بحيرة الكواشرة، هب الأهالي من مختلف البلدات لمساعدة أهلهم في الدريب الشمالي التي ناشد رئيس إتحاد بلديتها عبدو عبدو  الوزارات المختصة وكل المعنيين بذل أقصى الجهود لاتقاذ الغابات وحماية أهلنا، مؤكدا أن الحريق ضخم للغاية.

هذا وقد دعا رئيس بلدية عندقت عمر مسعود المدعي العام البيئي في الشمال غسان باسيل لفتح تحقيق فوري حول الحرائق المفتعلة وتكليف فرع المعلومات بهذا الملف لما يملك من تقنيات وخبرة، مؤكدا أن الأضرار بالغة جدا في غابات منطقة عودين الأثرية.

 كما دعا النائب أسعد درغام الأهالي من كل عكار لمؤازرة أهلهم في البلدات المتضررة، مؤكدا أن المطلوب الوقوف الى جانب بعضنا البعض لتطويق الحرائق، مشددا على أن قيادة الجيش تقدم المساعدة الممكنة وطوافتها تعمل على المساهمة بإخماد النيران، لافتا الى أنه سيتم الاستعانة بطوافات من قبرص بحسب المعطيات التي قدمها العميد ريمون خطار.

 هذا وتمكنت فرق الاسعاف التابعة للصليب الاحمر اللبناني من اجلاء واسعاف 17 شخصا أصيبوا بحالات اختناق في منازلهم، في احراج بلدة القبيات، وتم نقل عدد من الاصابات الى مستشفى “السلام” في القبيات.

كما عمل الصليب الأحمر اللبناني على تشكيل غرفة عمليات لمتابعة عملية اجلاء الاهالي الذين تقع منازلهم في محيط النيران، خصوصا أن حالات غختناق عديدة سجلت بين الأهالي.

ويصف رئيس اتحاد بلديات جبل أكروم السابق علي إسبر الوضع بالخطير جدا مؤكدا أن النيران اخترقت بلدة  كفرتون وأكروم وبلغت قرية أكوم السورية، وصولا الى الهرمل في محافظة البقاع.