كشفت مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فيفيان يي كواليس لقاء الرئيس التونسي قيس سعيد بثلاثة من مراسلي الصحيفة العريقة، الأسبوع الماضي، ألقى فيها محاضرة عن الدستور الأميركي وتعهد بحماية الحريات الإعلامية، من دون أن يسمح لهم بطرح سؤال واحد.وكتبت يي التي تقيم في القاهرة عبر "تويتر": "جئت إلى تونس بهدف تغطية الأحداث وكشف النقاب عن الانهيار المحتمل للديموقراطية في البلاد، لكن تم احتجازي لفترة وجيزة". وتابعت: "تلقيت محاضرة عن دستور الولايات المتحدة من قبل رئيس تونس، الذي تعهد بالحفاظ على حرية الصحافة، إلا أنه لم يسمح لي بطرح سؤال واحد".
I came to report on the potential collapse of Tunisia’s democracy and was briefly detained. Then I got a lecture on the U.S. Constitution from the president of Tunisia, who vowed to preserve press freedoms but didn’t allow me to ask a single question https://t.co/eMplkEAwSi
— Vivian Yee (@VivianHYee) August 1, 2021
وقبل أسبوع، قرر سعيد إقالة رئيس الحكومة، وأن يتولى هو السّلطة التّنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها، وتجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوماً، ورفع الحصانة عن النّواب، وترؤسه النّيابة العامة، ما وصف عموماً بأنه انقلاب ناعم في البلاد.وحول تفاصيل لقاء مراسلي "نيويورك تايمز" مع سعيد، قالت يي: "تم استقبالنا في غرفة استقبال رسمية في القصر الرئاسي بتونس العاصمة حوالي منتصف نهار الجمعة الماضي، وكانت الغرفة ممتلئة بالشمعدانات الكريستالية والكراسي ذات الحواف المذهبة"، حسب تقرير نشرته الصحيفة حول اللقاء.وتحدثت يي عن تعرض الصحافيين الثلاثة لبروتوكول صارم في القصر الرئاسي حيث تلقوا تعليمات بشأن مكان الوقوف ومكان الجلوس في حضور الرئيس، وعندما بدأ أحد زملائها الترجمة، أُمر بالتوقف. وتم تصوير كل شيء من قبل فريق تصوير حكومي.وأضافت يي أن سعيد قال خلال اللقاء: "لقد درست ودرّست الدستور الأمريكي لأكثر من 3 عقود، إنني احترمه، لقد كان دستورا عظيماً"، وأردف: "مثلما كان يتعين على القادة الأميركيين، مثل أبراهام لينكولن (الرئيس الأمريكي بين 1861- 1865)، اتخاذ إجراءات متطرفة للحفاظ على النظام ، يجب علي القيام بذلك أيضاً".لكن عندما بدأت يي وزميلاها طرح أسئلة، قال لهم سعيد أن "هذه ليست مقابلة صحفية". وأضافت أن "السلطات التونسية احتجزتهم، الأربعاء الماضي، أثناء فحص جوازات سفرهم، وتم استجواب أحدهم، وبعد ساعتين سمحوا لهم بالذهاب، مع تحذير بعدم الإبلاغ عما جرى لهم".واختتمت يي حديثها بالقول أنه في مساء الجمعة الماضي، ظهر فيديو اللقاء عبر صفحة سعيّد في "فايسبوك" ولم يتطرق إلى اعتقالهم، كما لم يُظهر محاولتهم لطرح الأسئلة. وقالت: "كنا مجرد دعائم".ويقول سعيّد إن تدابيره الاستثنائية تستند إلى الفصل 80 من الدستور، وتهدف إلى "إنقاذ الدولة التونسية"، في ظل احتجاجات شعبية على أزمات سياسية واقتصادية وصحية، لكن غالبية الأحزاب رفضت هذه التدابير، واعتبرها البعض "انقلاباً على الدستور"، بينما أيدتها أخرى، ورأت فيها "تصحيحاً للمسار"، حسبما نقلت وكالة "الأناضول".ويُنظر إلى تونس على أنها الدولة العربية الوحيدة التي نجحت بإجراء انتقال ديموقراطي من بين دول عربية أخرى شهدت أيضا ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها، ومنها مصر وليبيا واليمن. وفي أكثر من مناسبة اتهمت شخصيات تونسية دولاً عربية، خليجية تحديداً، بقيادة "ثورة مضادة" لإجهاض عملية الانتقال الديموقراطي في تونس، خوفا على مصير الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.