2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo واشنطن تنفي:لا ضوء أخضر لإسرائيل لاجتياح رفح logo "اتفاق هوكشتاين" المؤجل: من انتظار غزة إلى انتظار إيران logo بصواريخ فلق.. المقاومة الإسلامية تقصف قاعدة للعدو logo مقدمات نشرات الاخبار logo "اتفقنا مع الخماسيّة"... دعوة من عطية للنواب! logo "الحزب" يكثف ضرباته للثكنات.. وإسرائيل تنشر أسماء قادة اغتالتهم logo هل اقترب هجوم إسرائيل على رفح؟ logo "المعابر معلوم من يسيطر عليها"... يزبك: جريمة مقتل باسكال سليمان سياسية
تفجير بيروت كان متوقعاً قبل ست سنوات
2021-08-03 09:25:58


عشية السنوية الأولى لإنفجار مرفأ بيروت، نشرت رويترز خلاصات من تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI الذي كان قد وضعه عن الإنفجار مطلع تشرين الأول/أوكتوبر الماضي. وكانت "المدن" قد نقلت حينها (13/10/2020) عن مصادر متابعة للتحقيق في جريمة المرفأ بعض ما جاء في هذا التقرير، بعد أن وصل إلى المحقق العدلي آنذاك فادي صوان. ومن أهم ما جاء في التقرير أن التفجير لم يكن عملاً إرهابياً أو تخريبياً، وأن الكمية التي انفجرت من نيترات الأمونيوم تقدر ب 550 طناً، وليس كل الكمية المخزنة.
ما كشفته رويترز هذا الأسبوع عن التقرير لا تختلف فيه الكمية التي تفجرت عما ذكر سابقاً، لكنه لا يقدم أي تفسير كيف تسربت الكميات الباقية من حجم الكمية المخزنة 2754 كلغ من النترات. وكان محققو FBI قد وصلوا بيروت حينها بطلب من السلطات اللبنانية التي وافقت مع الأميركيين على حجم الكمية التي تفجرت.
توجهت "المدن" إلى مصدر مطلع في موسكو بالسؤال عما إذا كان جهاز الأمن الروسي FSB، الشبيه بمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي، ينوي إجراء تحقيق مشابه عن تفجير بيروت، وما إن كان سيسرب إستنتاجاته الأساسية في حال وجوده. قال المصدر بأن التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت تقوم به الأجهزة المختصة في لبنان، وجهاز الأمن الروسي لا يتدخل بالشؤون الداخلية، إلا حين يطلب منه البلد المعني التعاون في التحقيق بحادث ما وتبادل المعلومات. ولبنان، "على حد معلوماتي" لم يطلب مساعدة روسيا في التحقيق بالإنفجار العام الماضي. والسلطات الروسية تعتبر أن لدى لبنان إختصاصيين رفيعي الكفاءة بوسعهم كشف كل ما يتعلق بالإنفجار.
ولهذا "لن يكون هناك أي تقرير" من قبل جهاز الأمن الروسي FSB على غرار تقرير FBI.
كما توجهت "المدن" إلى عدد من الكتاب السياسيين والصحافيين الروس الذين كانت لهم أكثر من إطلالة في الموقع بالسؤال "ماذا تريد أن تقول للبنانيين وقراء "المدن" عشية السنوية الأولى لإنفجار مرفأ بيروت".
الكاتبة السياسية والمتابعة لشؤون الشرق الأوسط في إحدى كبريات الصحف السياسية الروسية "Kommersant" ماريانا بيالكنا، والتي كانت قد عنونت نصها يوم الإنفجار بالقول"بيروت تبكي"، قالت ل"المدن": للأسف المذنبون لم يعاقبوا، ولم يتم التوصل إلى أية إستنتاجات، والوضع في لبنان متأزم لدرجة أن مثل هذه المأساة يمكن، للأسف، أن تتكرر لا سمح الله.
الخبير في المجلس الروسي للعلاقات الدولية كيريل سيمونوف قال: غير العزاء ليس لدي ما أقوله. أنا لم أتابع مجريات التحقيق القائم.
الخبير في منتدى "Valday" للحوار الدولي والمجلس الروسي للعلاقات الدولية غريغوري أساتريان قال ل"المدن": وماذا بوسعي أن أقول غير كلمات التعزية. لقد تألمنا كثيراً مع الشعب اللبناني وسكان بيروت، وعسى ألا تتكرر مثل هذه المأساة، وأتمنى لكم سيادة الأمن والسلام في سمائكم.
الكاتب السياسي الذي زار لبنان أكثر من مرة مع وفد دار الإفتاء الروسية لتوزيع المساعدات الإنسانية على المهجرين السوريين في لبنان وسوريا راديك أميروف، والذي كتب مقالة جميلة عن لبنان و"بيروت المترعة بالحنين إلى الماضي" في حزيران/يونيو المنصرم، إعتذر لوجوده في مشفى يتماثل فيه للشفاء من مرض ما. وتقدم أيضاً بالتعزية من اللبنانيين وقراء الموقع، وتمنى ألا تتكرر هذه المأساة، على الرغم من وضع لبنان الكارثي.
صحيفة "KP" الروسية كانت قد نقلت في اليوم التالي للإنفجار عن من وصفته "أحد أكثر الخبراء إحتراماً" في حقل الشحن البحري، بأنه دق ناقوس الخطر منذ العام 2014، وحذر من إحتمال وقوع الإنفجار. قالت الصحيفة في حينه أنه، بعد الإنفجار الهائل في مرفأ بيروت، أخذ الناس المصدومون يتبادلون ليس صور الدمار فحسب، بل ومقالة خبير الشحن البحري الذي يعيش في تايلاندا ميخائيل فويتنكو، والتي نشرها في حينه بعنوان "الطاقم الرهينة يقيم على قنبلة عائمة". وكان الخبير يتحدث عن باخرة نترات لبنان "Rhosus" التي كان يقودها طاقم روسي، ويملكها أوليغارشي روسي يقيم في قبرص، والتي نسي مالكها وسلطات مرفأ بيروت أمرها وأمر الشحنة بفعل "إهمال عادي".
في حديث للصحيفة مع الخبير، يقول بأن الكوارث الشبيهة بما حدث في بيروت مع نيترات الأمونيوم ليست نادرة (يروي حدثاً "قريباً" مشابهاً مع النيترات في الأوروغواي، من دون أن يذكر تاريخ وقوعه) ، ولذلك "لا تبحثوا في مرفأ بيروت عن عمل إرهابي أو نوايا خبيثة". وقال بأن مالك السفينة راهن بنقوده الأخيرة على نقل هذه الشحنة، لكن إحتجاز السفينة في مرفأ بيروت بسبب الأعطال والشكوك في وثائق الشحنة والمطالبة بدفع المتوجبات المالية على السفينة، أجبرته على التخلي عن السفينة والطاقم والشحنة معاً. ويرى الخبير أن البحث عن المالك إيغور غريتشوشكين، الروسي الغامض المقيم في قبرص، أمر لا طائل منه. فهو على الأرجح قد اختفى "تحت سابع أرض" منذ ست سنوات، متوارياً عن أعين الدائنين.
السنوية الأولى لإنفجار مرفأ بيروت لم تحظ بأي إلتفاتة من الإعلام الروسي، الموالي والمعارض، والإنطباع عن مقاربة الروس للحدث على حاله منذ وقوعه. فقد ذهب بعض الإعلام الليبرالي المعارض حينذاك (صحيفة "Novaya") إلى إتهام الصواريخ الإيرانية بالتسبب بالإنفجار، وقارن بعضه الآخر (موقع "Rosbalt") قوة الإنفجار بقنبلة هيروشيما.
أما إعلام الكرملين، فعلى عادته، يبحث في كل حدث وفي كل إحتجاج شعبي على أيدي الغرب وراءه. فبعد أيام على الإنفجار واندلاع مظاهرات إحتجاج اللبنانيين المطالبة بالكشف عن الفعلة وحقيقة ما جرى، نشرت وكالة أنباء "vesti.ru" الرسمية نصاً بعنوان "الإحتجاج في لبنان ينتقل إلى أيدي القوى الموالية للغرب"، قالت فيه بأن انفجار نترات الأمونياك في مرفأ بيروت أثار إنفجاراً إجتماعياً، سرعان ما تحول إلى فوضى ، يرى فيها كثيرون بأنها محاولة إنقلاب . وبعد أن تتحدث الوكالة، ليس عن قمع القوى الأمنية الدموي للمتظاهرين ، بل عن قيام المحتجين برشق هذه القوى بالحجارة والأسهم النارية ، تقول بأنه أصبح من الممكن القول بأن الإحتجاج السلمي ينتقل إلى أيدي القوى السياسية الموالية للغرب وللسعوديين . وتقول بأن هدف السياسيين المحليين هو تخفيض نفوذ حزب الله، بينما هدف الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي هو إشعال صراع طائفي مفتوح، وليس لدى لبنان في هذا الوضع أية حظوظ للتوحد، طالما أن البلاد هي نقطة تقاطع لمصالح دولية . ولم تفعل زيارة الرئيس الفرنسي الإنسانية سوى إثارة الإضطرابات، حيث ربط ماكرون مساعدة لبنان بالإصلاحات السياسية .
صحيفة الكرملين "vz" جمعت يومها في تص واحد عدداً من مدونات كبار المسؤولين في إعلام الكرملين في التعليق على الكارثة اللبنانية. فقد رأت رئيسة تحرير العملاق الإعلامي الروسي RT مارغريتا سيمونيان، أن المتظاهرين ضد السلطة اللبنانية كان عليهم إنقاذ الإحياء الذين ما زالوا تحت الأنقاض ورفع الركام، "لا أن يحتلوا مبنى وزارة الخارجية". رئيس تحرير إذاعة "موسكو تتكلم" رأى في سلوك المتظاهرين اللبنانيين "منتهى اللامسؤولية والأنانية"، وافترض أن المحتجين " يتراءى لهم بأنهم في ظل الكارثة ، قد يحصلون على شيء ما". أما مراسل صحيفة "KP" العسكري فقد نقلت عنه الصحيفة قوله "إلى أي مدى يجب أن يكون المرء حيواناً ، حتى يشارك هذه الأيام بمظاهرات في بيروت ، تتحول إلى فوضى". ويخاطب المتظاهرين بالقول "رجال الإنقاذ من جميع أنحاء العالم يرفعون أنقاضكم، الأطباء يجرون العمليات لأطفالكم، وأنتم بدل أن تنشئوا سلسلة بشرية لرفع الركام، تنخرطون في معارك شوارع"، ويقول بأنه لم ير امراً مشابهاً سوى في هايتي بعد الزلزال . ويضيف هذا المراسل قوله "العالم كله منهمك في الإنقاذ، والسكان المحليون فقط ينهبون. هذا ما يجري الآن في شوارع بيروت، إنها عقلية النهب".


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top