هاجم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها، وذلك في أول كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مندداً بالعقوبات الأميركية على بلاده.
وقال رئيسي في كلمته التي ألقاها الثلاثاء عبر"الفيديو" من طهران، إنه يؤيد استئناف المفاوضات لإنقاذ الاتفاق المبرم حول برنامج بلاده النووي المتوقّفة منذ انتخابه، إذا كان "هدفها النهائي رفع كل العقوبات الجائرة".
وأضاف رئيسي "لا نثق بوعود الإدارة الأميركية" التي انسحبت من هذا الاتفاق في عهد دونالد ترامب والآن تريد العودة إليه في عهد جو بايدن.
وقال رئيسي إن "العقوبات أسلوب جديد للحرب الأميركية ضد الشعوب"، مضيفاً أن "العقوبات ضد الشعب الإيراني لم تبدأ منذ نشوء البرنامج النووي، ولا حتى منذ الثورة الإسلامية، بل منذ العام 1951، عندما تم تأميم صناعة النفط ونفذ الأميركيون والبريطانيون انقلاباً عسكرياً ضد الحكومة الإيرانية المنتخبة"، في إشارة إلى حكومة محمد مصدق.
ودان رئيسي العقوبات الأميركية ك"إجراءات غير قانونية لا سيما في مجال المواد الإنسانية"، مضيفا أن العقوبات المتعلقة بالأدوية خلال جائحة كورونا ترقى إلى أن تكون "جريمة ضد الإنسانية". وتابع أنه يندد بـ"استمرار العقوبات الأميركية غير القانونية، خاصة بشأن السلع الإنسانية".
وقال الرئيس الإيراني إن خطة أميركا لمواجهة إيران "سجلت فشلاً ذريعاً"، مضيفاً أن هذه الخطة "ظهرت خلال الفترة الأخيرة في انتهاك الاتفاق النووي شكلاً ومضموناً، واستمرت مع اتباع سياسة الضغوط القصوى والانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي".
وتابع أن "الظلم الأقصى" ضد بلاده "مستمر"، مؤكدا "أننا لا نريد أكثر من حقنا، و15 تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام إيران بتعهداتها". وأضاف أن واشنطن "لم تنفذ التزاماتها، ونكثت بالعهد، وانسحبت من الاتفاق النووي، وفرضت المزيد من العقوبات".
وعن مفاوضات فيينا المتعثرة منذ يونيو/حزيران، أكد أن "إيران تعتبر أن التفاوض الناجح هو الذي تكون نتيجته إلغاء العقوبات الظالمة". وأضاف أن طهران تبحث عن "تعاون مؤثر مع جميع دول العالم، خاصة دول الجوار، ونشدّ على أيديهم".
من جهته، حدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة الثلاثاء، موعداً لبدء مفاوضات فيينا الخاصة بالاتفاق النووي.
ونقلت وكالة "إرنا" عن خطيب زادة أن مفاوضات فيينا ستعاود نشاطها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتمت إحاطة مجموعة "4+1" الدولية بهذا الخصوص. وقال إن تلك المفاوضات تشكل إحدى القضايا الرئيسية خلال المباحثات الثنائية مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة "4+1"، مشيرا إلى أن جميع وزراء خارجية هذه المجموعة ليسوا موجودين في نيويورك، وذلك تعليقاً على زيارته الحالية للمدينة الأميركية.