2024- 03 - 28   |   بحث في الموقع  
logo وفد من الجماعة الإسلامية زار وزير الاعلام معزيًا logo هكذا تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة logo هُدّد بالقتل...استقالة مدير ثانوية فرنسية طالب تلميذة بنزع حجابها logo بعد بلبلة تجنبد "الحريديم"... غانتس يكشف تفاصيل المحادثات logo "مسؤول عن نقل الأسلحة"... العراق تعلن القضاء على قيادي في "داعش" logo داخل مستشفى الشفاء... حماس تفتح النار بوجه إسرائيل! logo وسط الهجمات على السفن تجارية... سفن "حربية" روسية تدخل البحر الأحمر logo إيطاليا تزاحم فرنسا في لبنان... منير يكشف ما سمعه من مسؤول كبير!
إلهام أحمد بين PKK ومسد
2021-10-01 18:25:48


قبل أربعة أيام، استضاف معهد واشنطن رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديموقراطية إلهام أحمد في ندوة افتراضية، شارك فيها اثنان من زملاء المعهد هما أندرو تابلر وديفيد بولوك. ولأقوال إلهام أحمد في الندوة التي أقيمت الاثنين الفائت أهمية، إذ أثار الانسحاب من أفغانستان مخاوف كردية من انسحاب أمريكي مماثل من سوريا، وزيارتها إلى الولايات المتحدة كانت بقصد جس نبض إدارة بايدن، ومحاولة حشد تأييد للإدارة الذاتية من نواب ومسؤولين أمريكيين، أو هذا ما هو مفترض بحكم موقعها الرسمي الحالي.
حسب موقع معهد واشنطن، قدّمت إلهام أحمد إحاطة طمأنت من خلالها جمهورها أولاً بأن إدارة بايدن لا تنوي الانسحاب من سوريا في "المستقبل القريب"، من دون تقديم تفاصيل إضافية عن تعهدات أمريكية ضمن القنوات بين الطرفين. كذلك عبرت عن تقدير مجلس سوريا الديموقراطية "مسد" للدعم الأمريكي، وتمنت الحصول على المزيد من الدعم، بعبارات عمومية لا تقارن بتصريح مظلوم عبدي الذي نُشر في اليوم التالي لندوتها في صحيفة التايمز، قائلاً أن بايدن وعد بألا يتخلى عن قسد كما فعل مع الأفغان. وتولت الصحيفة الإشارة إلى أن البيت الأبيض أوفد الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، لتقديم التطمينات لمظلوم عبدي شخصياً.
في حوار التايمز معه، اعترف عبدي بالقلق والخوف الذي اعترى "السكان" من مواجهة مصير الأفغان، متمنياً أن يتعهد الأمريكيون بالبقاء حتى التوصل إلى تسوية نهائية للصراع في سوريا، مع أمل أن تتضمن إقراراً بالحكم الذاتي للمناطق الخاضعة لسيطرة قسد. عند هذه النقطة تتقاطع أقوال عبدي وإلهام أحمد، فهي في مداخلتها في معهد واشنطن نوّهت بدعوات مسد إلى حوار داخلي "سوري"، يصل في النهاية إلى اللامركزية السياسية والثقافية التي تحترم التنوع في البلاد. ثم تعود للتأكيد على رفض النظام التوصل إلى حلول، ورفضه اللامركزية، ومع ذلك فإن مسد منفتحة على التوصل إلى حل معه.
مقابل التكرار، والتأكيد على مطلب اللامركزية، تشير إلهام أحمد بشكل عابر إلى قدرة واشنطن على المساهمة في العديد من المشاكل التي تواجه مسد، في ظل سعي الأولى إلى أن تصبح سوريا أكثر استقراراً وخالية من الاستبداد. بعبارة أوضح، واشنطن هي التي تسعى إلى استقرار سوريا وخلوها من الاستبداد، أما إلهام أحمد التي يشغلها هاجس اللامركزية فلا تربط قضية اللامركزية بمسألة التحول الديموقراطي ككل، وهذا الربط لا يظهر أيضاً في تصريحات عبدي المشار إليها، ما يُفقد مطلب اللامركزية واحداً من ركائزه الضرورية، إلا إذا كان ممكناً القبول بلامركزية من فوق، يتقاسم أطرافها سلطات غير ديموقراطية كلّ طرف منها في أماكن سيطرته!
إلا أن الشق الذي يتعدى موقع إلهام أحمد الرسمي هو ما يلفت الانتباه أكثر من عبارات شبه روتينية يكررها مسؤولو مسد أو قسد، فهي تحدثت كزعيمة كردية تقترح حلولاً في كردستان العراق، وما يتوجب على الحكومة التركية فعله في سوريا وفيما خص المسألة الكردية في تركيا. أكراد إيران خارج الاهتمام! المتابع للشأن الكردي يسهل عليه التقاط أن السيدة إلهام تحدثت ككادر في حزب العمال الكردستاني، وعلى المنوال الذي يرى فيه الحزب نفسه ممثلاً للقضية الكردية في تركيا وسوريا، ويحاول انتزاع تمثيلها من البارزانية في العراق بعد نجاحه في تهميش قسم من الطالبانية واستيعاب قسم آخر منها، من دون أن ننسى وجود قياداته المؤثرة في جبال قنديل كأمر واقع مفروض على حكومة الإقليم.
تطالب إلهام أحمد بحل المشاكل بين مقاتلي الـPKK والبيشمركة في كردستان بالحوار، بينما لا تؤكد بالصيغة نفسها على أهمية الحوار الكردي-الكردي سورياً. اهمال هذا الجانب فيه امتناع عن توجيه رسالة تهدئة إلى الأحزاب الكردية الأخرى، خاصة وأن كلامها أتى بعد ثلاثة أيام من قيام مسلحي تنظيم "جوانين شورشكر" بالاعتداء على المشاركين في اعتصام دعت إليه أحزاب المجلس الوطني الكردي في القامشلي، تنديداً بقرار رفع أسعار المحروقات والخبز وفرض الأتاوات على المواطنين، وللمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين والكشف عن مصير معتقلين آخرين بتهم الفساد وتقديمهم إلى محاكمات علنية وعادلة.
يُذكر أن تنظيم جوانين شورشكر، وهو أحد أذرع حزب العمال، قام "على سبيل المثال" بالاعتداء على مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني في منتصف آب2020، وأشيع أن الاعتداء أتى بنية تخريب الحوار الكردي-الكردي، وأُشير حينئذ إلى مسؤولية القيادي في PKK جميل بايق كمحرض على إفشال الحوار بذلك الأسلوب. لم تُسأل إلهام أحمد في ندوة المعهد عن حادثة الاعتداء على المعتصمين، وكان من المتوقع أن تخترع مبررات وأعذار تغيّب من خلالها ممارسات جوانين شورشكر وتبعيته المباشرة لقادة قنديل، لأنها أنكرت في الحوار أي وجود لحزب العمال الكردستاني في الإدارة الذاتية، رغم علم الجميع بتبعية الفرع السوريPYD للحزب الأصل، وفوق ذلك وجود كوادر من الحزب الأم "تركية حصراً" هي التي تتولى من الخلف التحكم بمفاصل الإدارة الذاتية، بل تنص الأقاويل المتداولة على وجود كادر من حزب العمال "معروف بالاسم" وراء كل مسؤول محلي.
فيما يتعلق بالسيدة إلهام شخصياً، يشير الكاتب هوشنك أوسي على قناته في يوتيوب إلى أنه التقاها في جبال قنديل صيف2007، حين كان مؤيداً مدافعاً عن حزب العمال، وكانت هي "المنحدرة من منطقة عفرين"، باسمها الحركي روناهي، عضواً في الفرع الإيراني للحزب! هي، بعبارة أخرى، جزء من منظومة عابرة للحدود، تقوم بمهامها وفق ما تُكلَّف به ضمن حزب يُعرف بصلابته التنظيمية وعواقب الخروج عنها. من هذا المنطلق لم يكن غريباً دفاع إلهام الأحمد عن حزبها الأم في ندوة المعهد، وتقديمه للجمهور الأمريكي كرأس حرب في مكافحة الإرهاب في سنجار وكركوك و"أربيل!" وغيرها من المناطق.
بالعودة إلى صيف2020، كنا حينها قد تابعنا تصريحات لإلهام أحمد ولمظلوم عبدي تشي بحدوث افتراق عن منظومة جبال قنديل، لصالح التركيز على القضية الكردية في سوريا وفصلها عن نظيرتها التركية. برز حينها اسم مظلوم عبدي كممثل للانفكاك، وكزعيم يحظى باحترام شريحة واسعة من الأكراد خارج الحزب. لكن سرعان ما طويت تلك الصفحة وبقي التأثير الفعلي لقادة جبال قنديل، مع تهميش واضح لمظلوم عبدي وتكهنات عن الإبقاء عليه كواجهة لقيادة مضمونة الولاء لقنديل. حسب الكاتب هوشنك أوسي، وبسبب موقفها آنذاك اضطرت إلهام أحمد، بعد ممانعة، للذهاب إلى جبال قنديل حيث كانت مطلوبة للتحقيق من الحزب ومن جناحه النسائي، ومجرد الاستدعاء للتحقيق يزرع الرعب في نفس المطلوب، لكن الحماية الأمريكية أنقذت إلهام أحمد من استحقاق تكون نهايته وخيمة أو غير سارة إطلاقاً. نضيف إلى أقوال السيد أوسي ما تم تداوله حينها عن غياب السيدة إلهام في جبال قنديل لمدة تتراوح بين الشهر والشهر ونصف، خضعت خلالها لإعادة تأهيل وتدريب أيديولوجي، وهذه بمثابة عقوبة مخففة لمن يظهر "انحرافات" من بين أعضاء حزب العمال تماثل الاستتابة لدى بعض التنظيمات الدينية.
لم تكن الأنظار متجهة فقط إلى واشنطن لمعرفة مصير الوجود الأمريكي في سوريا بعد الانسحاب من أفغانستان، كانت أيضاً متجهة إلى مسد وقسد لمعرفة ما سيطرأ على توجهات المنظومة بناء على الانسحاب، وعلى فرضية حدوث المثل في سوريا في أي وقت. في الإجابة، لم تقدم إلهام أحمد أي جديد، وبنفيها الارتباط بحزب العمال مع حمل رايته والدفاع عنه أكدت على الإيغال في رهن مصير أكراد سوريا بما تقرره قيادات الحزب التركية، وضنّت عليهم وعلى غيرهم بتقديم مثال متقدم على ارتهان ائتلاف المعارضة.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top