2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo بيان هامّ من الأمن العام..إليكم ما جاء فيه! logo حادثة مؤلمة.. سقطت من الطابق السادس وتوفيت فوراً logo نتنياهو متخوف من أوامر اعتقال من الجنائية الدولية logo اعتقال نحو مئة متظاهر مؤيد لفلسطين..في جامعة كولومبيا-نيويورك logo إتلاف بضائع “غير صالحة” في هذه المنطقه logo هل يُقفل المطار! logo في أوّل محاكمة "جنائية" ضد رئيس أميركيّ... هيئة محلّفين لمحاكمة ترمب! logo بعد أن تخلت إيران عنها... هل ستتنازل حماس عن سلاحها وتلتحق بِمعسكر السلام؟
بحثاً عن بيت صيدا
2021-10-26 12:25:58

يذكر الإنجيل مراراً "مدينة تُسمى بيت صيدا"، غير أن أثر هذه المدينة ضاع باكراً، وبات تحديد موقعها لغزاً يشغل علماء الآثار منذ زمن طويل. في الآونة الأخيرة، تناقلت وسائل الإعلام خبر اكتشاف أطلال كنيسة بيزنطية في موقع يُعرف باسم "العرج"، بعد سنوات من التنقيب المتواصل، ويرى فريق الخبراء الذي قاد أعمال التنقيب أن هذا الاكتشاف يثبت أن موقع "العرج" هو على الأغلب موقع المدينة التي كانت "تُسمّى بيت صيدا". في انجيل متى، يذكر المسيح بيت صيدا في حديثه عن المدن التي لم تتُب (11: 21)، وفي انجيل مرقس، يقوم المسيح بإطعام الجموع من خمسة أرغفة وسمكتين، ثم يُلزم "تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر، إلى بيت صيدا، حتى يكون قد صرف الجمع" (6: 45)، ثم يمضي إلى الجبل ليصلي. بعدها، يعود مرة أخرى إلى بيت صيدا حيث تأتي الجموع بأعمى وتطلب منه أن يلمسه، فيأخذ بيده ويخرجه "إلى خارج القرية"، ويتفل في عينيه، ويضع يديه عليه ويسأله: "هل تبصر شيئاً؟"، فيتطلّع الأعمى ويجيب: "أبصر الناس كأشجار يمشون". بعدها، يضع المسيح مرة أخرى يديه على عيني الأعمى، ويجعله يتطلع، فيبصر "كل انسان جلياً" (8: 22-25).في انجيل لوقا، ينقل الرسل خبر مقتل يوحنا المعمدان إلى يسوع، فينصرف "منفرداً إلى موضع خلاء لمدينة تُسمى بيت صيدا" (9: 10)، فتتبعه الجموع، فيقبلهم ويكلمهم عن ملكوت الله، ويشفي المحتاجين إلى شفاء. وفي انجيل يوحنا، يلحق اندراوس بالمسيح، ويأتي بأخيه بطرس إليه، وفي اليوم التالي، يمضي المسيح إلى الجليل، ويلتقي في طريقه بفيلبس، ويطلب منه أن يتبعه، "وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة أندراوس وبطرس" (1: 44). من هنا، يتّضح أن بيت صيدا مسقط رأس تلاميذ يسوع الأوائل، كما أنه الموقع الذي شفى فيه المسيح رجلاً أعمى، ويقع على مقربة من الموقع الذي أطعم فيه خمسة آلاف شخص من خمسة أرغفة وسمكتين.خربت بيت صيدا إثر ما يُعرف بثورة اليهود الأولى على الرومان في 67، واندثرت بعدما عانت بعد سنوات من زلزال أدى إلى فقدان منفذها نحو البحر. هكذا ضاع أثر بيت صيدا باكراً، ولم تساعد الشواهد الأدبية القليلة التي تذكره في تحديد موقعه بشكل جلي. في القرن الأول، ذكر العلّامة بلينيوس الأكبر، بيت صيدا، في موسوعته "التاريخ الطبيعي"، وحدّد موقعها عند الضفة من بحر الجليل. في تلك الحقبة كذلك، ذكر المؤرخ اليهودي يويسيفوس فلاسيوس بيت صيدا في مؤلفيه "حروب يهودا" و"عاديات يهودا"، وقال بأن فيلبس، رئيس الربع، رفعها إلى مرتبة المدينة ودعاها "جولياس"، على اسم جوليا، ابنة اوغسطس قيصر، ورأى أنها تقع على مقربة من سهل الحولة المطل على نهر الأردن. في القرن السادس، وضع الشماس الرحالة ثيودوسيوس، دليلاً خاصاً بـ"الأراضي المقدسة"، وفيه حدد موقع بيت صيدا في نواحي كفرناحوم، على بعد حوالى ثمانين كيلومترا من بانياس الحولة في هضبة الجولان. بعده، حجّ الأسقف ويليبلد الإيشتيتي (من بلدة ايشتيت الألمانية) إلى فلسطين، وسجّل حوليات رحلاته في مدوّنة مرجعيّة، وذكر في هذه المدوّنة أنه زار بيت صيدا على بحر الجليل حيث تمّ بناء كنيسة فوق المكان الذي كان فيه منزل اثنين من رسل يسوع في الماضي، أي منزل الأخوين بطرس وأندراوس اللذين كانا صيادين بحسب ما جاء في الانجيل.احتار البحاثة في تحديد موقع بيت صيدا، وذهب البعض إلى القول بأن هذا الاسم يعود إلى موقعين، موقع قائم على الشاطئ الشرقي من نهر الأردن، وموقع في الجليل، في الجهة الغربية من نهر الأردن، ورفض البعض الآخر هذا القول، إذ لا يُعقل أن يحمل موقعان متجاوران جغرافياً الاسم نفسه. في الأزمنة الحديثة، انحصر البحث عن بيت صيدا في موقعين أثريين. يُعرف الموقع الأول باسم "التل"، وهو تل من الاطلال يقوم إلى الشرق من الأردن، على مرتفع يبعد ميلاً واحداً من البحر. ويُعرف الموقع الثاني باسم "العرج"، وهو أشبه بخربة كبيرة تقع على مسافة قريبة جداً من البحيرة، ويتصل بموقع "التل" بواسطة طرق قديمة ما زالت آثارها باقية. إلى جانب هذين الموقعين، حضر موقع ثالث مجاور لهما يُعرف باسم "المسعدية"، غير أن اللقى التي عُثر عليها فيه أظهرت بشكل قاطع أنه ليس الموقع الإنجيلي الذي انشغل علماء الآثار في تقصي معالمه منذ عقود.على العكس، خرجت من "التل"، كما من "العرج"، لُقى عديدة تعود إلى القرون الميلادية الأولى، غير أن اسم بيت صيدا لم يظهر في أي من هذه اللقى، وبات السجال مفتوحا بين فريقي المشرفين على التنقيب في كل من الموقعين. في عام 2020، زار البابا يوحنا بولس الثاني موقع "التل" باعتباره موقع بيت صيدا، ويرى عدد كبير من المتخصصين أن هذه الفرضية لا تستند إلى حجة دامغة، وأن هذا الموقع يبعد من بحر الجليل، ويعلو فوق المستوى التي بلغته المياه في زمن يسوع، كما أن قلة من اللقى التي وُجدت فيه تعود إلى القرن الميلادي الأول.في السنوات الأخيرة، كشفت أعمال التنقيب في "العرج"، بقايا فسيفساء تعود إلى العصر البيزنطي، وفي الأمس القريب، ظهرت أجزاء أخرى من هذه الفسيفساء، وحوت هذه الأجزاء لوحين يحملان كتابات يونانية صيغت وفقاً للتقليد المتبع في سائر أنحاء العالم البيزنطي. يشير نص اللوح الأول إلى الأسقف الذي عمل على تجديد حلّة الكنيسة، ويذكر نص اللوح الثاني اسم الشماس الذي أشرف على بناء المجمع الخاص بالكنيسة.لا نجد أي ذكر لاسم بيت صيدا في هذين النصين، غير أن ما ظهر من أسس هذه الكنيسة إلى اليوم يثبت أنها شُيّدت في موقع بناء سابق، قد يكون بيت الرسولين بطرس واندراوس، كما ذكر الأسقف ويليبلد في الماضي حين جاء حاجاً إلى فلسطين. لا تسمح الاكتشافات التي خرجت إلى اليوم من موقع "العرج" بالتأكيد بأن هذا الموقع هو نفسه موقع بيت صيدا، ويأمل المنقبون بأن يعثروا قريباً على لُقى تسمح بالقول بأنهم عثروا أخيراً على هذا الموقع الإنجيلي الذي شغل البحاثة على مدى الأزمنة الماضية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top