طلبت مجموعة من السوريين في الشتات وفي مخيمات اللجوء من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إقالة المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسن من منصبه لأنه "فشل في أداء مهامه"، محذرين من مواصلة المبعوث الاممي إخفاء عدم حدوث أي تطور في العملية السياسية.
وجاء في رسالة وجهها سوريون إلى غوتيريش ونشرها موقع "تلفزيون سوريا" الجمعة: "في الوقت الذي ما يزال فيه ملايين الأطفال السوريين وعائلاتهم يعيشون في مخيمات اللجوء، نود أن نعرب عن عدم رضانا تجاه الاستجابة التي قدمتها الأمم المتحدة والتي لا نجدها كافية لحماية هؤلاء الأطفال ورعايتهم".وذكرت الرسالة أن "أطفال سوريا فقدوا كل حلم في حياة أفضل بسبب عجز العالم بأسره عن حمايتهم من وحشية نظام الأسد وحليفيه الإيراني والروسي الذي يواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب من دون عقاب".وقال كاتبو الرسالة إن "الأمم المتحدة لم تلتزم بميثاقها ولا بالقانون الدولي"، مضيفين أن المنظمة الأممية باتت تُستخدم ك"غطاء سياسي" لجرائم الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس بحق السوريين، مطالبين بيدرسن بالاستقالة من منصبه لأنه "فشل في أداء مهامه".وتابعوا: "كان من المفترض أن يترأس المبعوث الخاص الجهود الأممية الساعية لتسهيل التوصل إلى حل سياسي شامل ومعقول يلبي متطلبات وطموحات الشعب السوري، إلا أن بيدرسن فشل في إيجاد آليات لتحقيق ما ذُكر في بيان جنيف المدعوم بقرارين صادرين عن مجلس الأمن الدولي وهما القرار رقم 2118 والقرار رقم 2254 الصادرين في عام 2015".وذكرت الرسالة أن "عملية التفاوض بين الداعمين الأساسيين لنظام الأسد والمعارضة السورية تحوّلت منذ استلام بيدرسن منصبه إلى عملية لإدارة اللجنة الدستورية"، مشيرة إلى أن اللجنة الدستورية هي "فكرة روسية تخدم مصالح الأسد وموسكو".وأضافت أن الروس نجحوا في تأمين الدعم الأممي للجنة الدستورية واستطاعوا تقليص المفاوضات المتعلقة بالانتقال رباعي الأركان الذي وُضعت تصورات له في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والتي تضم نظام الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.وتابعت أنه "بعد مرور ثلاث سنوات على بدء اللجنة الدستوية وكما هو متوقع، لم تحقق هذه الخطة أية نتائج ملموسة سواء بالنسبة إلى عملية الإصلاحات الدستورية أو بالنسبة إلى عملية وضع دستور جديد لسوريا".وأردفت: "من خلال الاحتفاظ في العملية السياسية التي تترأسها الأمم المتحدة من خلال اللجنة الدستورية، كسب داعمو الأسد المزيد من الوقت لخلق وقائع على الأرض وذلك عبر شن حملة عسكرية من دون الخوف من التعرض إلى ضغوط سياسية أكبر من قبل المجتمع الدولي".واتهم كاتبو الرسالة بيدرسن بأنه "لم يتسم بالشفافية مع الشعب السوري حول عدم تحقيقه أي نجاح في ما يخص إلزام النظام السوري باتباع خريطة طريق ضمن إطار زمني معين بموجب المادة رقم 4 من قرار مجلس الأمن رقم 2254"، كما "لم يستطع فرض المواد 12و13 و14 من قرار 2254 التي تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين ما يزالون يتعرضون للتعذيب والقتل على يد النظام السوري".وقالوا إن المبعوث الاممي "لم يكشف عن رفض وفد النظام السوري للالتزام بالبروتوكول كما لم يُستبعد النظام السوري بشكل كامل من اللجنة الدستورية"، فضلاً عن أنه "لم يقم بتجميد اللجنة خلال الحملات العسكرية ولم يوضح بأن استئناف نقاش جدي مشروط بوقف إطلاق النار".وأضافوا "خلال فترة شغله لمنصبه، تخللت الجهود الساعية لتحقيق انتقال سياسي عبر اللجنة الدستورية حيل دعائية لم ينتج عنها أي نجاح ملموس، بل ساهمت في التضليل الإعلامي حول اقتراب التوصل إلى حل سياسي طوال تلك الفترة".وحذرت الرسالة من أن مواصلة المبعوث الخاص إلى سوريا إخفاء عدم حدوث أي تطور في العملية السياسية يعطي انطباعاً بأنها ما تزال جارية، مضيفةً أن "بيدرسن فقد مصداقيته في أعين السوريين وتحول إلى شخص غير كفؤ لاستكمال هذه المهمة التي أنيطت به".