يبدو أن أفلام «الريبوت» هي سمة هذه الفترة، فها نحن أمام فيلم «Scream» الذي صدر الجزء الأول منه سنة 1996، أي منذ حوالي 26 عاما مضت، يعود إلينا من جديد على الشاشة الكبيرة وبنفس العنوان ومعظم نجومه الأصليين مع تعديل طفيف للقصة، حيث ينجح أحدث إضافة لسلسلة «Scream» بالجمع بين التقدير تجاه المادة الأصلية، وفي نفس الوقت صنع شيئا يكاد يبدو جديدا كليا، ويقدم جميع الممثلين فيه أداء نجوميا متألقا مع دخول الجيل الجديد من المراهقين في «وودزبورو» إلى مستقبلهم، بجانب عمليات القتل مروعة، ولا يتوانى الفيلم عن السخرية من القاعدة الجماهيرية السلبية.

لطالما كان من الصعب صنع أفلام «الريبوت» أو الأجزاء المتممة، فالجميع يريد شيئا مختلفا، وإن لم تتحقق هذه الرغبات قد تصبح الأمور فوضوية لدى قاعدة المعجبين، وفيلم «Scream» هنا يسخر في وجه المعجبين الذين يزدرون إعادة الصياغة التي تجرؤ على إعادة ابتكار سلسلتهم الثمينة والمحبوبة، وربما البعض سيشعر بالغضب قليلا من ذلك، لكن من الصعب البقاء في حالة غضب عندما تكون المادة جيدة جدا.

تعد العودة إلى «وودزبورو» دموية جدا، ولو كنتم تفكرون أن هذا يجب أن يكون طبيعيا لأنه فيلم رعب دموي، (وهذا اعتقاد مقبول) فعليكم أن تفهموا أن «Scream» يأخذ العنف إلى المستوى التالي، فلم يحدث منذ بداية السلسلة أن يكون وحشيا لهذه الدرجة بضحاياه، حيث إن كل عملية قتل وتشويه مروعة تجري بالفيلم تم تنفيذها بالشكل الصحيح، مع قناع شبح أكثر تعقيدا من أي وقت مضى وهو يشق طريقه عبر ضحاياه.

عندما توفي المخرج ويس كارفن عام 2015، تساءل البعض عما إذا كنا سنشاهد فيلم «Scream» آخر، ربما اعتقد عدد لا يستهان به من هؤلاء الأشخاص أنه لا ينبغي صنع فيلم جديد بالتأكيد، لكن الحمض النووي للسلسلة موجود بكامل رونقه في هذه النسخة، وربما لم يكن هناك فريق أفضل لتولي واجبات الإخراج من مات بيتينيلي وتايلر جيليت المشهورين، حيث يظهر بوضوح احترامهما وتقديرهما للسلسلة الأصلية من تسعينيات القرن الماضي، وينجح هذا الفصل الجديد بأن يكون إضافة فريدة رائعة، حيث قام المؤلفان جيمس فاندربيلت وغاي بوسيك بصياغة حوار عالي المستوى لجميع الممثلين، مع بروز التوأم «ميكس» و«مارتن» بعباراتهما المضحكة بين بقية الشخصيات.

لو شاهدتم أيا من الأفلام السابقة، فأنتم تعلمون بالفعل أن النجمة نيف كامبيل والنجم ديفيد آركويت والنجمة القديرة كورتني كوكس يقدمون جميعهم أداء رائعا بعودتهم لشخصيات «سيدني» و«ديوي» و«غايل»، وفي حين أن ثلاثي الشخصيات العائد يقدمون أداء مختلفا مع المادة الجديدة التي حصلوا عليها (بما في ذلك بعض التوجهات الجديدة للشخصيات)، إلا أن الطاقم الجديد هو من يقوم بمعظم الجهد الكبير في هذا العمل، ففي حين أن مفهوم الدخول في جيل جديد غالبا ما يكون هو الهدف من هذه الأنواع من الأفلام، لكن لا يتم تنفيذه بشكل جيد دائما، ولا داعي للقلق بشأن ذلك مع هذه النسخة، حيث تقدم ميليسا باريرا وجينا أورتيغا أداء متألقا بدوري الشقيقتين «كاربنتر»، وستجدون أنفسكم تتعلقون بالشخصيتين بغض النظر عن مقدار الوقت الذي تظهران فيه على الشاشة، كما يمثل مايسون غودينغ إضافة ممتعة بدور «تشاد ميكس مارتن»، كما تتألق جاسمين سافوي براون كونها أكثر الشخصيات جاذبية بأداء شخصية «ميندي ميكس مارتن»، فقد أعادت تعريف معنى «ملكة أفلام الرعب» في كل دور تقوم به، وقد تتساءلون ماذا عن «جاك كويد»؟ والإجابة ببساطة بالطبع كان رائعا، فهو مرح وساحر كما كان دائما.

إن الجانب الأكثر نجاحا، وربما الأكثر إثارة للإعجاب بالتأكيد، في هذا العمل الجديد هو أنه يتركنا متحمسين لمستقبل قد لا يتطلب بالضرورة تواجد «سيدني بريسكوت» فلا يمكن تخيل «Scream» دون الثلاثي الأصلي للسلسلة والمعروف لدى كل المعجبين، وكان من الذكاء إعادتهم مرة أخرى لإحياء الحنين في نفوس الجمهور.