شنّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، هجوماً على المسؤولين اللبنانيين معتبراً أنّ بيان وزارة الخارجية اللبنانية حول الغزو الروسي لأوكرانيا تمّت صياغته في السفارة الأميركية. وقال إنّ الانصياع للرغبات والأوامر الأميركية عرقلت مشاريع الطاقة والكهرباء والنفط في لبنان، مشيراً إلى أنه "كل يوم يتبيّن أنّ الثقة بالأميركيين غباء وحماقة وجهل وتفريط بالأمة وبالوطن وبمصالح الناس". وأضاف نصر الله أنّ موقف لبنان في مجلس الأمن كان يجب أن يكون بالامتناع عن التصويت ضد روسيا مشدداً على أنه "لسنا مع النأي بالنفس وهناك مفاهيم جديدة وغير مفهومة للنأي بالنفس وكل الكلام عن الحياد والنأي بالنفس هو حجة وذريعة للتهرب من المسؤولية". فتوجّه إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول "لا تخضعوا للإملاءات الأميركية ولا تكونوا عبيداً لهم، كونوا أسياداً وخذوا القرار الذي يخدم مصلحة شعبكم، نطالبكم بالحد الأدنى من الحرية والاستقلال والوطنية والتفكير بمصلحة البلد".حماقة الثقة بالأميركيينوفي كلمة له خلال احتفال حزب الله بمناسبة "يوم الجريح المقاوم"، قال نصر الله إنّ "مندوبة أميركا في مجلس الأمن تقول إن أيّ هجوم على المدنيين في أوكرانيا جريمة حرب، فماذا عن جرائم الاميركيين"؟ وسأل "ماذا عن جرائم الصهاينة في فلسطين وحصار غزة؟ وماذا عن مجازر العدوان السعودي الأميركي في اليمن"؟ واعتبر أنّ "معايير أميركا لا تخضع للقانون وحيث تقتضي مصلحتها السياسية تدين وحيث تقتضي مصلحتها تدعم وهي تدعم إسرائيل وتدافع عن سفك الدم". وخلص إلى القول إنّه "كل يوم يتبّين أنّ الثقة بالأميركيين غباء وحماقة وجهل وتفريط بالأمة وبالوطن وبمصالح الناس، كل العالم يعرف أنّ أميركا وبريطانيا بشكل خاص دفعتا بأوكرانيا الى فم التنين". وأضاف أنه "ثمة شعور بالخذلان والخيبة لدى المسؤولين في أوكرانيا، والرئيس الأوكراني بات جاهزاً لمناقشة مطالب موسكو".بيان السفارة الأميركيةوتابع نصر الله معتبراً أنه "على المسؤولين اللبنانيين التنبه إلى أنّ الخضوع للإملاءات الأميركية لن تنقذ لبنان بل ستزيد من مصائبه"، سائلاً عن "المقابل الذي ستحصلون عليه مقابل الخضوع للإملاءات الأميركية". فشدد على أنّ "مصلحة لبنان في مجلس الامن كانت بالامتناع عن التصويت في مجلس الامن ضد روسيا"، وأضاف أنّ "المطلوب من اللبناني أن يقول للأميركي لسنا عبيداً عندكم وهكذا تكون السيادة والاستقلال وغير ذلك يكون تزييفا". ولفت إلى أنّ "البيان الصادر عن الخارجية اللبنانية مكتوب في السفارة الأميركية، نحن لسنا مع النأي بالنفس وهناك مفاهيم جديدة وغير مفهومة للنأي بالنفس وكل الكلام عن الحياد والنأي بالنفس هو حجة وذريعة للتهرب من المسؤولية".كهرباء الكذب والخداعواستكمل نصر الله هجومه على الأميركيين متوجهاً إلى اللبنانيين بالقول ""هل تعلم أيها الشعب اللبناني أنه حتى هذه اللحظة لم تقدّم الإدارة الأميركية مستنداً خطياً لمصر للحماية من قانون قيصر، حتى هذه اللحظة كل ما قالته السفيرة الأميركية بشأن الكهرباء كذب وخداع"؟ وتابع مشيراً إلى أنه "عندما يتعلّق الأمر بالأميركي، يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس"، وسأل "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية هل كان يمكن أن يصدر لبنان قرار من هذا النوع ويتم إرساله إلى السفارة الأميركية لتعديله"؟شركات صينية وروسيةوذكّر نصر الله أنّ "شركات صينية وروسية قدّمت عروضاً واضحة للبنان منذ عام ونصف العام ولكن جواب لبنان كان سلبياً"، ولفت إلى أنّ "شركة روسية قدّمت للبنان عرضاً لإقامة مصفاة للنفط ومن دون ضمانات لتأمين كل احتياجات لبنان من المشتقات النفطية". وأضاف أنّ "الشركة الروسية أكدت أنها قادرة على بيع المشتقات النفطية للبنان بالعملة اللبنانية وبعد سنة ونصف من المفاوضات لا يوجد إجابة من لبنان"، خلص إلى أنّ "عدم قبول لبنان بإنشاء محطة روسية للنفط في لبنان سببه السفارة الأميركية في عوكر".إنقاذ لبنانواعتبر نصر الله أنه "بهذه العقلية لا يمكن إنقاذ لبنان ولا يمكن حلّ أزمات الكهرباء والنفط ولا غيرها"، مؤكداً على أنه "لو كان حزب الله يهيمن على القرار في لبنان كان من سنة ونصف هناك مصفاة نفطية تنتج 160 ألف برميل من النفط الخام". وناشد "فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بتحمّل المسؤولية والموافقة على العرض الروسي بإنشاء مصفاة للنفط في لبنان، استخدموا القوة لمنع الاحتكار وصادروا ممتلكات المحتكرين وزجوا بهم في السجون". وشدّد نصر الله على وجوب إنقاذ اللبنانيين العالقين في أوكرانيا ورعاية من تمكّن من الخروج والوصول إلى لبنان. وتوجّه إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول "لا تخضعوا للإملاءات الأميركية ولا تكونوا عبيداً لهم، كونوا أسياداً وخذوا القرار الذي يخدم مصلحة شعبكم، نطالبكم بالحد الأدنى من الحرية والاستقلال والوطنية والتفكير بمصلحة البلد".