2024- 03 - 28   |   بحث في الموقع  
logo من الإصدارات الجديدة لمؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية كتاب “صباحك سيدي (رجاوات)” للكاتب الدكتور جان توما logo جمعية النجم تطلق حملة “بدلها” للتوعية حول مخاطر التدخين في طرابلس.. logo المرتضى رعى الأمسية في ذكرى يوم الموسيقى العربيّة لفرقة التراث الموسيقيّ العربيّ بقيادة د. هيّاف ياسين في الرابطة الثقافية / طرابلس logo بالصور... إليكم ما يجري على الحدود الجنوبية! logo مقرّب من السنوار... مقتل "مسؤول كبير" في حماس logo يتولى فيها الخارجية... مصطفى يشكّل حكومة فلسطينية جديدة logo مشاهد مسربة... جنود إسرائيليون يفخخون منازل مدنية فلسطينية (فيديو) logo دهم منازل مطلوبين وتوقيف 3 أشخاص
"التصعيد الأخطر" يعيد النقاش الإسرائيلي: حل سياسي.. لا أمنيّ
2022-04-11 21:56:05

أبرزت التطورات الميدانية الحاصلة في الضفة الغربية والأراضي المحتلة في العام 48، أصواتاً إسرائيلية، وإن كانت شحيحة، بدت وكأنها خرجت من حالة الإنكار لأصل الحكاية، عبر استنتاجها بأن الحل لم يعد أمنياً وعسكرياً، بل هو سياسي أولاً وأخيراً؛ ذلك أن كل المعالجات العسكرية قد أجلت وأدارت الصراع، من دون حل.
اللافت، أن بعض هذه الأصوات خرج على ألسنة صحافيين إسرائيليين، رافقوا جيش الإحتلال لتغطية اجتياح مخيم جنين في ذروة الإنتفاضة الثانية العام 2002، على سبيل المثال، ثم قاموا بالتغطية ذاتها لإقتحام المخيم في وضح النهار قبل يومين، وهو ما وفّر لهم إمكانية عقد مقارنة بين الأمس واليوم، خصوصاً عند الحديث عن أن مقاتلي اليوم، كانوا أطفالاً بالأمس، أي وقت اجتياح المخيم قبل عشرين سنة. وعبّر عن هذا، منشور كتبه الصحافي حاييم هار-زهاف في صفحته الفايسبوكية، قال فيه إن "صواريخ الجيش الإسرائيلي على المخيم قبل عقدين من الزمن وتسوية المنازل بالأرض، لم تُنهِ الحرب، بل أدارت الصراع". ثم انهالت التعليقات الإسرائيلية ذات الغالبية اليمينية على المنشور، فردت إسرائيلية على طرحه، بسؤال لا يخلو من الإستهزاء: "لكن، ما هو شكل الحل الذي تراه مناسباً؟"، في إشارة منها إلى أن دعوة حاييم، فضفاضة وغير قابلة للتحقق.وذهب مراسلون عسكريون إسرائيليون، وقد اصطحبهم جيش الإحتلال لتغطية اقتحام المخيم، إلى توصيف جيل فلسطيني جديد أكثر عناداً، بدليل تصديه بشتى الوسائل لعملية الإقتحام، ومن مسافة قريبة جداً، وصلت إلى الصفر، من دون أي خوف، أو إرباك. لكن هؤلاء المراسلين، ترددوا في طرح الإستنتاج الحقيقي؛ ذلك أن مهمتهم هي توفير صورة ورواية تساهم في عزلة الفلسطينيين ووضعهم في الزاوية، بموازاة تثبيت "ادعاء الردع الإسرائيلي". وهو ما يفسر أن الصوت الإعلامي الإسرائيلي الأغلب هو تشجيع الخيار الأمني.لكن.. حتى الكتّاب الإسرائيليين المحرضين ضد جنين، من أمثال المحلل السياسي إيهود حمو، لم ينكروا، في الوقت ذاته، أن الصراع يأخذ مساراً خطراً وعلى نحو غير مسبوق؛ من منطلق أنه بالرغم من كل الجهود الأمنية الإسرائيلية التي جمدت القدرات العسكرية لحركتي "حماس" والجهاد الإسلامي بالضفة الغربية في السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك لم يمنع الكاتب حمو من الإقرار بأنه "حان وقت الأخبار السيئة"، ومفادها: "بعكس الماضي، لم يكن ثمة حاجة إلى شبكة إرهابية منظمة لبث جو من الخوف الحقيقي وسط الجمهور الإسرائيلي". هنا، يتحدث حمو عن خوف تصنعه "ذئاب منفردة"، لا جماعات منظمة!وبذلك، يحاول إيهود حمو أن يجمع بين التحريض ضد الفلسطينيين، وسرد ما سمّاها "الأخبار السيئة" حول الواقع الجديد "الخطر"، من منظور إسرائيل. غير أنه لم يقترح "حلاً واضحاً" لذلك، مع أنه لم يستبعد الضربات الأمنية بحق الفلسطينيين، كوسيلة مُجرّبة من إسرائيل.في المحصلة، ثمة متغير جديد في إسرائيل، فرضته أحداث الميدان خلال شهر رمضان، ويتمثل في إعادة طرح القضية الفلسطينية للنقاش الإسرائيلي بعد غياب، بالرغم من أن المجتمع الإسرائيلي بات يمينياً أكثر من أي شيء آخر. فعلى الأقل، برز إعتراف إسرائيلي، من قبل بعض الأطياف، وخلاصته أنه "بالرغم من قوة إسرائيل الإقتصادية والعسكرية، بموازاة تطور علاقتنا مع العرب، إلا أنه تبين أن القضية الفلسطينية لم تنتهِ، والنتيجة أن بيتنا ما زال غير مرتب وتشوبه المخاطر".وأكد محلل الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، لـ"المدن"، أنه لمس هذا المتغير في نقاشات إسرائيلية في العلن والسر، واصفاً إياه بـ"متغير مهمّ"؛ بإعتباره إقراراً إسرائيلياً بأنه من دون معالجة القضية الفلسطينية، لن تشعر إسرائيل براحة واستقرار. وتابع شديد: "هذا نوع من النقاش الإسرائيلي المختلف، الذي بتنا نسمعه في هذه الأيام".والحال، أنه بالرغم من بروز أصوات صحافية إسرائيلية، داعية إلى حل سياسي، إلا أنها تبقى قليلة، ذلك أن غالبية الكُتّاب في إسرائيل، ما زالت تعتقد أن الحل العسكري والأمني هو "الأمثل" لما يصفونها بـ"معضلة جنين" خصوصاً، والضفة وغزة عموماً. وقد تجلت هذه الدعوات في تقرير كتبه المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، حينما ركز في مقاله على الحل الأمني، مقدماً مقترحين: إما اجتياح كبير لجنين، أو تنفيذ مجموعة من العمليات الخاصة المكثفة والمتكررة، بحيث لا تمنح المسلحين في المخيم فرصة لترميم وتجميع صفوفهم.بيدَ أنّ التوصيات الأمنية الإسرائيلية ظهرت أكثر "موضوعية" من المستوى السياسي وحتى الإعلامي، إذ شدد المستوى الأمني في الدولة العبرية على ضرورة تجنب التصعيد وأسبابه، خصوصاً في هذا الوقت "الحساس" الذي يؤشر لمفاجآت ميدانية، وفق تقديره. ويرى خبراء الشأن الإسرائيلي أن المؤسسة الأمنية الإحتلالية تدرك أن منع التصعيد الميداني لن يكون بالطرق الأمنية والعسكرية، وإنما بالطرق السياسية. وحذرت دوائر استخباراتية إسرائيلية من أنه في حال لم يكن هناك أفق لحل سياسي، في الأمد المنظور، فإنّ "انفجاراً أكبر سيكون على الأبواب".وفي الوقت الذي تظهر فيه إسرائيل متخبطة بشأن سبل مواجهة الحالة الميدانية، المختلفة عن سابقاتها، يجد الناطق بلسان جيش الإحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ضالته في صفحته الفايسبوكية، كي يبذل جهده في سبيل نزع صورة "البطل" عن منفذي العمليات الفردية ضد الأهداف الإسرائيلية، سعياً منه للحيلولة دون امتداد حالة جنين إلى بقية المناطق الفلسطينية الأخرى، وبالتالي إحباط محاكاة عملياتهم وتقليدها من قبل مزيد من المنفذين الفلسطينيين.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top