توعّدت موسكو الجمعة بتكثيف الهجمات الصاروخية على كييف رداً على ما قالت إنها طلعات جوية أوكرانية عابرة لحدودها، غداة غرق الطراد "موسكفا" في البحر الأسود، بينما حذّرت السويد وفنلندا من عواقب انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي.
واستهدف قصف روسي مصنعاً في منطقة كييف لتصنيع صواريخ "نبتون" التي قال الجيش الأوكراني إنه استخدمها لضرب الطراد الروسي.
وقالت وكالة "فرانس برس" إن جزءاً من المصنع ومبنى إدارياً مجاوراً له في بلدة فيشنيفي، على مسافة حوالى 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الأوكرانية، تعرض لأضرار جسيمة.
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق أنها استخدمت صواريخ بعيدة المدى من طراز "كاليبر" لضرب المصنع الذي تقول شركة تصنيع الأسلحة الحكومية الأوكرانية "أوكروبورونبروم" إنه ينتج صواريخ "نبتون".
وأكدت مسؤولة عسكرية أوكرانية الجمعة، أن إنقاذ طاقم الطراد الروسي "موسكفا" لم يكن ممكناً، قائلة إن موسكو لن "تغفر" لكييف إغراقها هذه السفينة التي تُعتبر "رمزاً لطموحاتها الإمبريالية".
وقالت الناطقة باسم القيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية من أوكرانيا ناتاليا غومنيوك خلال إفادة صحافية، إن أوكرانيا تتوقع الآن "عمليات انتقامية" من موسكو التي هددت بتكثيف هجماتها على العاصمة. وأضافت "نحن ندرك أن الهجمات ضدنا ستتكثف وأن العدو سينتقم وستكون هناك هجمات صاروخية وقصف مدفعي. نحن جاهزون ونواجهه".
والجمعة، أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن الطراد الروسي أغرق بصاروخين أوكرانيين من نوع "نبتون"، نافياً صحة رواية موسكو، حول حريق وانفجار ذخيرة أدى إلى غرق الطراد.
عواقب
من جهة آخرى، حذّرت وزارة الخارجية الروسية الجمعة، من أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستكون له عواقب على هاتين الدولتين وعلى الأمن الأوروبي. وقالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان، إن هاتين الدولتين "يجب أن تدركا عواقب مثل هذه الخطوة على علاقاتنا الثنائية وعلى البنية الأمنية الأوروبية ككل". وأضافت أن "الانضمام إلى الناتو لا يمكن أن يعزز أمنهما القومي، وبحكم الأمر الواقع ستكونان (فنلندا والسويد) الخط الأول للحلف الأطلسي".
وعلى الفور، أعلنت وزيرة الشؤون الأوروبية الفنلندية تيتي توبوراينين الجمعة، أنه "من المرجح جداً" أن تتقدم فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت إن "ذلك من المرجح جداً لكن القرار لم يتخذ بعد"، مضيفة "يبدو أن الفنلنديين اتخذوا قرارهم وهناك أغلبية كبيرة تؤيد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت موسكو الجمعة 18 عضواً في بعثة الاتحاد الأوروبي في روسيا "أشخاصاً غير مرغوب فيهم" وعليهم بالتالي مغادرة البلاد، فيما ندد التكتّل بالقرار الذي اعتبره "غير مبرر".