2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo شرطٌ بِشأن سكان شمال غزة... برنيع: هناك إمكانية لعقد صفقة تبادل مع حماس logo بفيديو يلعب الغولف... بايدن يسخر من ترمب: إليكم الفرق! logo مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة البازورية (فيديو) logo سياحة الأعياد «نص نص».. والفنادق خارج السباق logo في مواجهاتها مع الجيش الاسرائيلي... "القسام" تدخل سلاح جديد الى المعركة! logo "أحبكم وداعا"... ناجية من هجوم موسكو تروي تفاصيل جديدة! logo فرنجية: مستقبل المسيحيين ودورهم لا يمكن أن يُدرسا بالخِفة logo بالفيديو: حزب الله يستهدف "كريات شمونة" و"حرش راميم"
المناورات الاسرائيلية تواجه حصاراً بحرياً يفرضه "حزب الله"
2022-05-22 20:56:29


بات مصطلح "وحيد القرن الرمادي" يتردد، بشكل لافت، في الإعلام العبري في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، ليحيط بتدريبات الجيش الإسرائيلي، لاسيما تلك التي تحاكي هجوماً صاروخيًا مكثفاً من أكثر من جبهة نحو المرافق الإسرائيلية المختلفة، ما يؤدي إلى عدد كبير من القتلى الإسرائيليين، ومروراً بهجوم لحزب الله على منصات الغاز قبالة مدينة الخضيرة جنوب حيفا، في حال اندلاع مواجهة بين الجانبين.وتعبير "وحيد القرن" تم إطلاقه من الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وقد استخدمه رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الإستخبارات، عميت ساعر، في حديث سابق مع صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.. ثم عاد وكرره محلل الشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، في مقال تحليلي لصحيفة "هآرتس" السبت، على وقع التدريبات العسكرية الإسرائيلية.
لكن الواقع، أن الجهات الإستخبارية الإسرائيلية لم تهندس هذا المصطلح، وإنما استلهمته من الكاتبة والمحللة السياسية الأميركية ميشيل ووكر، صاحبة كتاب "وحيد القرن الرمادي"، الذي حاول توقع الأزمات في العالم، من خلال "إدراك كيفية التعرف على الأخطار الواضحة التي نتجاهلها والتصرف بشأنها".
واستخدمت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا العنوان لكتاب ووكر، كي يكون، أيضاً، عنوانًا لإستراتيجيتها الأمنية للتعرف الإستباقي على الأخطار الأمنية، خصوصاً من جهة لبنان والداخل الفلسطيني، ومن ثم العمل على معالجتها بأكثر من وسيلة، ولو من منطلق المناورات العسكرية الإسرائيلية "الأكبر" في الأيام الأخيرة.
وبرز مفهوم "وحيد القرن الرمادي"، في هذه الأثناء، كتطوير لمفهوم ترسخ لدى الإستخبارات الإسرائيلية في العقد الماضي، ويُدعى "البجعة السوداء". والأخير هو نظرية اقتصادية، في الأساس، لكن الإستخبارات الإسرائيلية جيّرت المصطلح في سياق أمني، حيث يقوم على "اعتبار بعض الأحداث التاريخية المؤثرة غير متوقعة، ولكن في وقت لاحق يمكننا أن نرى الأسباب المنطقية".
وتدور الإستراتجية العسكرية الإسرائيلية حول مقاربتها المخاطر الأمنية "المحدقة بإسرائيل"، وتوصيف "وحيد القرن"، الممدد على العُشب، ولا يمكن التوقّع متى سينقضّ على إسرائيل.
ولعل المتغيّر في هذه التسمية لإستراتيجية إسرائيل، هي أنها شاملة لكل من لبنان والضفة الغربية، وقطاع غزة، وأراضي-48. وقد دلّ على ذلك عنوان "هآرتس" ومفاده "من لبنان إلى جنين: وحيد القرن الرمادي على عتبة إسرائيل".
ورغم التدريبات العسكرية الإسرائيلية السنوية، إلا أنها تأخذ هذه المرة بُعداً مختلفاً، من حيث الوتيرة والهدف، وطبيعة النقاش الدائر بشأنها. فقد حاولت بعض المعالجات الإعلامية العبرية أن تبرر التدريب الضخم، بأن حزب الله بات قادراً على فرض حصار بحري مُحكم على إسرائيل، عبر ضرب بواخر وسفن وحقول الغاز الإسرائيلية، إضافة إلى شل عمل شركات تنقيب الغاز من البحر، بموازاة دك الجبهة الداخلية الإسرائيلية بآلاف الصواريخ.
ويقول المتخصص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد لـ"المدن"، إن خُلاصة القراءات الإعلامية الإسرائيلية تشير إلى أن اليوم التالي لإنتهاء التدريب العسكري الإسرائيلي، ويستمر لمدة شهر، لن يُنهي إقرار تل أبيب بأن حزب الله يشكل "مصدر تهديد" بـ"أربع" اتجاهات: الأول، بالنسبة لفرض حزب الله الحصار البحري. وثانياً، أسلحة مضادة للطيران. وثالثاً، اقتحامات قوات نخبة "حزب الله" لمناطق في الجليل، ما سيسبب حرجاً كبيراً لإسرائيل أمام العالم.
بينما يتمثل الإتجاه الرابع لتهديد حزب الله، بمنظور إسرائيل، بطائرات دون طيار يمتلكها حزب الله، ويُقدر عددها بألفيّ طائرة، إضافة إلى قدرة الحزب على إطلاق نيران كثيفة ودقيقة نحو أهداف إسرائيلية، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطل منظومات الدفاع الجوي في الدولة العبرية.
في المحصلة، تنسجم القراءات الإعلامية الإسرائيلية مع الأمنية في التعامل مع الحرب القادمة مع لبنان كأمر حتمي ومتوقع في أي لحظة، وأنها ستكون حرباً مختلفة عن كل الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل منذ نشوئها.
اللافت هنا، أنه في حين عملت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، في الأسبوعين الماضيين، على وضع تقسيم الشاشة الميدانية، ضمن معيار "أكثر أو أقل خطراً"، على ضوء مناورة عسكرية تحاكي صراعاً متعدد الساحات.. الا أن صحيفة "هآرتس"، إشارت الى أن ميدان التدريب الرئيسي، هو الحرب على حزب الله ولبنان.
لم ينسَ الإعلام الإسرائيلي أن يسلط الضوء على جدلية داخلية حول مدى نجاعة تصوير تدمير البنية التحتية للبنان على أنه وسيلة للضغط على الحكومة اللبنانية، خصوصاً وأن تأثيره طفيف على حزب الله، على وقع سؤال إسرائيلي مفاده: "لبنان يضعف في السنوات الأخيرة؛ بسبب أزمة اقتصادية وسياسية سيئة. فهل بات (دولة فاشلة) أو (دولة وهمية)؟!"
ورغم الحديث الإسرائيلي عن خطر جبهة لبنان "الكبير"، إلا أن التقديرات الإعلامية والأمنية في إسرائيل تعتقد أن خطر الإنزلاق إلى مواجهة مع حزب الله في المستقبل القريب، كما هو الحال مع إيران، لا يعتبر عالياً. وفقاً لاستخبارات تل أبيب العسكرية، تتركز أولوية حزب الله، في هذا الوقت، على الوضع الإقتصادي والسياسي في لبنان، بالرغم من أن أداء حزب الله لم يكن جيداً، بما فيه الكفاية، في الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت قبل نحو أسبوع، حسب الإعلام العبري.
وبخصوص صورة المشهد السياسي اللبناني، يُجمع المحللون الإسرائيليين، في أقلامهم، أن إسرائيل لا تزال لاعباً ثانوياً.
وقد شاركت الطائرات الحربية الإسرائيلية، بما فيها المُسيّرة، بقوة لافتة، في التدريبات الجارية، اليوم الأحد، في إطار محاكاة لشن قصف مكثف على البنية التحتية للبنان وحزب الله، خلال المعركة الموعودة.. وذلك ترجمة لتهديد أطلقه الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، غادي ايزنكوت، بتحويل لبنان إلى "العصر الحجري".



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top