2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo وزير إسرائيلي يُهدّد “الحزب”: سنصل إليكم في بيروت ودمشق وأي مكان آخر logo السياحة اللبنانية "تحقّق" أسوأ المخاوف الدولية logo صحافة إسرائيلية: استعدادات متسارعة للحرب شمالاً logo في محيط الشفاء... استهداف جنود إسرائليين بحمم الهاون (فيديو) logo بـ 6 قذائف... إستهداف منزل في كفركلا! logo غالانت لحزب الله: سنصل إليكم في بيروت! logo "بصواريخ فلق"... هكذا ردّ حزب الله ‏على استهداف دمشق وحلب! logo كمال الخير: قوى المقاومة ستحقق النصر على المشروع الصهيوني والتكفيري
لبنان المعارضة: قيد الموروث وارتباك الحاضر
2022-07-02 11:26:10

طوال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2022، سلكت حركة الاحتجاج الشعبي ممرّات متعددة، واختبرت شعارات وأنماط حركات في الشارع، كانت نتيجتها الأبرز، ما أسفرت عنه الانتخابات النيابية الأخيرة، من فوز لعدد من النواب الذين تربطهم بأصل الحراك الشعبي، وفصله، روابط قربى وانتماء، وتجمعهم مع بعض أطيافه، لغة احتجاج ونبرات تنسيق موضعي، لا يعيبه عدم ارتقائه إلى مستوى التأطير الانتظامي الجبهوي الواسع.
استعراض السنوات السبع المنصرمة، يقدّم مادة مقبولة، ومساعدة، لمراجعة سياسية عامة، تتناول واقع قوى الحراك الشعبي، وتضع خطوط الدلالة اللازمة، تحت الفقرات التفسيرية والتعليلية، التي تجعل أحوال "القوى" في متناول الوضوح الأوسع، مما يُعينُ على ملامسة هذه الأحوال، بفهمٍ أرحب، وبما يمهّد السبيل أمام صياغة خلاصات تنتمي إلى بيئة "الأحوال" الواقعية، كما هي بالملموس، وبعيداً من صفتي التفاؤل والتشاؤم، اللتين تنتميان إلى عالم الشؤون النفسية.معارضة موروثةنزلت القوى الحزبية القديمة إلى الشوارع مع من نزل من القوى الجديدة. لم تتصدّر التحركات، كان لأطرافها أسباب مختلفة، منها ترك المجال لنشاطية القوى الجديدة الناشئة، ومنها تَهيّب الظهور في الصورة تجنباً لاتهامها بمحاولة "ركوب" الموجة الشعبية، ودرءاً لتذكيرها بتجربتها الماضية الفاشلة. هذا الموقف من الغضب المندلع في الشارع، كان واحداً من الأسباب المؤسّسة، لعجز القديم الحزبي عن تجاوز الخلاصة العامة القديمه، وكان سبباً استكمالياً، لتخلّي هذا القديم عن مهمّة طرح "الجديد" على القوى الجديدة، ودائماً، في سياق التجدّد الذي يفترض بالقوى الحزبية الموروثة، أن تنجح في ميادينه.
لقد قيّدت القوى الحزبية ذاتها، وكان لقيدها أصل بنيوي، تمثّل في استمرار الطيف الأوسع منها، مشدوداً إلى عدّته النظرية والعملية السابقة، مثلما تمثل، ومن جهة مقابلة، بقفز فئات حزبية واسعة، إلى مركب المُدُنية، من دون مراجعة حقيقية لأسباب القفز السياسي، الذي لم يلامس مستوى القفزة، أي التجاوز الحقيقي من حالة مشكو منها، إلى حالة بديلة، صحيّة وناجعة.
من القديم الذي لم يتقادم، إلى الجديد الذي لم يتبلور، عانت القوى الحزبية من "التهجين"، فظلّت بلا برنامج خاص، وبلا رؤية خاصة، وافتقرت إلى شجاعة الطرح، وإلى جرأة الممارسة، وهذه وتلك، سمتان ضروريتان لكل القوى التي تطمح إلى دقّ أبواب الجديد.
ما خلاصة القوى الحزبية حتى الآن؟ أي ما حصيلة مراكمتها؟ عملياً لا شيء يُعتَدُّ به، على صعيد النفوذ المجتمعي، وعلى صعيد الضغط الجدّي على موازين القوى السائدة. هل يعادل الأمر الصفر، واقعياً؟ ليس الأمر كذلك، فالقول بالصفر هو من باب العدمية، لكن القول بما فوق الصفر، يوجب حشد الأدلّة الكفيلة بصياغة كلماته.الاعتراض الوافدحضرت مجموعات الاعتراض وفي ركابها العفوية، وأقدمت على ما أقدمت عليه، بما تيسّر لها من تجريبية، ومن استنساب، ومن عشوائية لامست حدّ العبثية. لم يكن الأمر مفاجئاً، ولم يكن سلوك المعترضين الجدد مستهجناً، بل كان مفهوماً، و"منطقياً"، في إطار الراهن السياسي اللبناني، الذي بدا الموات السياسي صفة لصيقة به.
عانى الجديد الشعبي من عقدة "الحزبية"، وأفصح عن خصامه للسياسة، ونحا منحى "الهلامية"، في الحشد وفي التأطير.
الموقف المسبق من نسخة المعارضة الشعبية السابقة، كان موقفاً إقصائياً خاطئاً، والتزام شبه القطيعة مع أبناء التجربة السابقة كان استبعاداً لضرورة "معرفية"، قوامها أخذ العلم بأمور البنية اللبنانية، من "صدور" من عرفها من المعارضين السابقين.
لقد ضبطت الجمعيات الجديدة وقت المعارضة اللبنانية، على ساعة مشاركتها هي، فقطعت، اعتباطياً، سياق الاستمرارية التاريخية للحركة الشعبية اللبنانية، وألغت خلاصات أيامها، منذ نشوء الكيان اللبناني، وحتى التاريخ الجمعياتي الذي وجد أصحابه أنفسهم في مواجهته.
لقد التقى التخلي الحزبي القديم، مع الإلغاء المعترض الجديد، في نقطة اللامسؤولية عن المهمّات التي تطرحها الأوضاع اللبنانية الناشئة. كانت مسؤولية القديم، وما زالت، عدم حصول انقطاع في السيرة الشعبية المعارضة، وكانت مسؤولية الجُدُد، وما زالت، ابتكار الوصل اللازم، الموضوعي، مع خلاصات التجربة الشعبية اللبنانية... ذكر مسؤولية المعارضين عامّة، ترفع تحدّي التأسيس الجديد، شعبياً، في وجه كل الذين ما زالوا يضربون صفحاً عن ضرورات الانتظام التأطيري، وفي وجه كل الذين ما زالوا يشيحون بأبصارهم عن الجوهر السياسي الذي هو لبُّ كل عمل شعبي، يخاطب النظام القائم، من موقع الاعتراض عليه، ومن موقع طلب إصلاحه، من خلال عملية شعبية متدرّجة، تضع هدف تغيير النظام، أفقاً مستقبلياً لطموحها.عمومياتيقتضي نقاش الوضع المعارض اللبناني، تسليط الضوء على بنية القوى الاحتجاجية حالياً، فهذه كما هو معلوم، تتشكل من خليط "عقائد"، ومن تجميع "مُدُني". يعلق "بالتشكيل" وصف اجتماعي يشبه ما يوصف به النظام. الوصف المقصود، هو "الوظيفية"، أي الدور الذي يقوم على وظيفة محدّدة، في سياق توظيفي عام. فإذا كان لبنان، كما نظر إليه، المؤسسون، بلد "الوظيفة"، وَجَب التدقيق في المعارضة، وطرح السؤال عنها: كم كانت المعارضة معارضة وظيفة. لبنان الذي قيل أنه "المصرف والوسيط وشاطئ الإنزال"، لعب دور "صندوق البريد"، دولياً وإقليمياً ومحلياً. بالتناسب، كم كانت المعارضة "صندوق البريد" بدورها، هذه المعارضة التي قيل أنها "التحرر والاشتراكية والعروبة والديمقراطية"؟
هذا زمان الأسئلة، فهناك خشية حقيقية، من أن نكون مع نظام الاستهلاك والخدماتية، في إزاء معارضة استهلاكية، تركن إلى تعريفات الفرد والفردانية، التي تأتي معلّبة، من الغرب، بعد أن نال لبنان نصيبه الوافي من "معلبات" التحررية والنضالية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top