2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo بصواريخ الكاتيوشا.. “حزب الله” يستهدف موقعا للعدو logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الجمعة logo بعد هجومها "الفاشل"... أوستن يسخر من أسلحة إيران! logo "حول تأجيل زيارة أردوغان"... تعليقٌ من البيت الأبيض logo جثةُ شاب داخل "شاليه" في الكسليك! logo أسلحة ومخدرات.. الجيش يوقف 4 أشخاص logo تدخلات الشرطة تشعل الجامعات الاميركية..وبلينكن يعتبرها من سمات الديموقراطية logo غزة:زخم جديد في المفاوضات..هل يحبطه نتنياهو؟
أغاني الصيف السياحي.. من "لبنان جنة" إلى "غيمة وبتزول"!
2022-07-02 14:56:02

فيما تستميت السلطة في لبنان لإنجاح الموسم السياحي من جيوب اللبنانيين المغتربين، حاملي "الدولار الفريش"، في محاولة لتأجيل الانفجار الاجتماعي، مستقبلة إياهم بشعار "أهلا بهالطلة" المستمد من أغاني التراث اللبناني، برزت دعاية من نوع آخر، محورها فنانون لبنانيون سخّروا الأغنية اللبنانية نفسها، لتكون جزءاً من الدعاية السياحية، بشكل بلغ ذروته بغناء الفنان معين شريف "بعدك بيروت" في مطار رفيق الحريري الأسبوع الماضي."إجت الصيفية" هو اسم أغنية الفنان زياد برجي الأخيرة، وهي كذلك المطلع الأول لأغنية الفنانة باسكال مشعلاني "ع بيروت"، في حين انسحبت الأجواء الصيفية على فيديو كليبات أغاني موسم 2022، وحُجزت للأعراس، كحفلات صيفية أيضاً، حصتها من الأغنية اللبنانية.بذلك، طويت صفحة الأغاني الوطنية التراجيدية بعد عامين على انفجار مرفأ بيروت، وتعمق الأزمة الاقتصادية، لينصبّ التركيز على الموسم السياحي، كآخر قشة يتعلق بها الفنانون، لإعادة الحياة الى بلاد الأرز. وتستهدف الأغنيات بالتالي المغتربين اللبنانيين الذين يشكلون غالبية السياح أولاً، مع غياب المهرجانات الدولية اللبنانية وانشغال فنانين بإحياء حفلاتهم في الخارج، ثانياً.
"إجت الصيفية. وهلأ رح شوفا كتير. ونقضيها مشاوير. إجت الصيفية وبعرف شو ناطرني. ناطرني يسهرني". هو مطلع أغنية الفنان زياد برجي (كلماته وألحانه)، في أجواء صيفية طاغية. وعلق فريق عمله في حديث مع "المدن": "هذه هي الصيفية المنتظرة لدعم السياحة وإعادة تحريك القطاع الخدماتي"، وصحيح أن الأغنية محورها قصة حب رومانسية، لكنها "لا تخلو من الرسالة الوطنية".ولم يكتف برجي بهذه اللفتة في أغنيته، بل أعلن "التعاون مع وزارة السياحة لإقامة المهرجانات في لبنان مجاناً"، داعياً الفنانين الآخرين لحذو حذوه، معتبراً أنه "من واجبنا كفنانين لبنانيين الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني وعدم ترك الجمهور الذي صنع منا نجوماً، فاللبنانيون يحتاج إلينا في صيف 2022".معالم الجريمةوحتى لو نجحت السلطة في هدم إهراءات المرفأ وإخفاء آخر معالم جريمة انفجار بيروت، فإن فيديو كليب "ع بيروت" (كلمات وائل الأشقر) هو أحد الكليبات الموثقة لها! ويبدو أن المخرج وجد التطرق للقضية أفضل من التغاضي عنها، كجزء من الذاكرة الجماعية لأهالي المدينة، ولو أن الانسجام غائب بين الطابع المبهج للأغنية، وذكرى الانفجار المدمر."يلا ننزل ع بيروت، شو ما صار ما إلنا إلا بيروت، بيلبقلا الفرحة والناس وهي بهالشرق إلماس، ورح يبقى إسما يلمع واللي رايح رح يرجع على بيروت". هو مطلع الأغنية الصريحة في دعوتها للسياحة. وتعدد الأغنية أسماء الأحياء في المدينة ومدن أخرى: "خدني عالحمرا مشوار روشة والأشرفية، الشمال زغرتا وعكار صور طرابلس وضبيه"... وصولاً للإضاءة على العادات اللبنانية من "فنجان قهوة الصبحية" إلى "الأغاني الفيروزية"، وسط جولة لباسكال مشعلاني وآخرين في باص سياحي، يتوقفون خلالها عند صخرة الروشة، وساحة الشهداء.
وبعيداً من الأغنية كوسيلة للدعاية، كان للفنانين كـ"سفراء لبلدهم حول العالم"، دور أيضاً، وهذا ما جسده النجمان رامي عياش ومايا دياب من ضمن حملة "بلدك سياحتك" لدعم السياحة في لبنان. ففي مقطع فيديو، يستفسر صديق لعياش عن صور خلابة نشرها، ليظهر أنها من مناطق لبنانية، ويستخلص عياش أن لبنان "هو أفضل وجهة لقضاء عطلة مثالية"، فيما تظهر دياب في لقطات على البحر موثقة أجواء السهرات اللبنانية.ويبدو الفيديو محاولة لتثبيت فكرة أن لبنان يستحق أن يكون وجهة للسياح، لأن فساد الحكام لم يفقده معايير السياحة لناحية جمال طبيعته وحسن الضيافة، لكنه انعكس سلباً على السياحة في السنوات الأخيرة، لا سيما على مستوى العرب والأجانب. مع الإشارة إلى أن للأعراس حصتها هذا العام، مع أغنية لأمير يزبك عنوانها "ليلة قلبي وقلبك"، ويبدأ الفيديو كليب الخاص بها بأجواء صيفية، في مسبح يعج بالناس، ليصرخ أحدهم "ولع الجو... إخلع لطلوع الضو".
من دعوة المهاجرين للعودة.. لدعوة المغتربين للزيارةوالحال أن الأغاني اللبنانية لطالما احتفت بجمال لبنان، متطرقة إلى حنين المغتربين للعودة اليه. ومن توثيق طبيعته المناخية في أغنية "بتتلج الدني"، (فيروز- 1974) بقول "شمسك المحبة وتلجك الحرية"، إلى طبيعته الجغرافية في أهلا بهالطلة (صباح)، عبر قول "ضحكتلك أرضي بلادي من شواطيها لروابيها". وكلها أغان رسمت صورة البلاد السياحية، في خيال مستمعيها.وتعددت أساليب الوصف من ذكر أسماء المناطق كـ"اشتقنا لمغدوشة لصيدا وصور لسوق الغرب لجبيل للدامور"، في جايين يا أرز الجبل (وديع الصافي-1961)، وصولاً للتغني بالمعالم السياحية، كأغنية "قلعة كبيرة" لصباح، إشارة لقلعة بعلبك، إلى التغني بالتراث اللبناني في الأغاني كالدبكة والمجوز.والحصة الكبرى تبقى لبيروت في موسيقى الماضي أو الحاضر، من "لبيروت"، و"ألو بيروت"، وصولاً لـ"اشتقنالك يا بيروت". فيما وثقت أغاني فترة الحرب غياب السياحة، إذ "اشتقنا للإيام السعيدة... أيام السهر ع الطريق"، في "يا هوا بيروت" لفيروز.وترتكز غالبية الفروقات بين أغنيات الماضي والحاضر على مستويين اثنين. الأول هو سقف التطلعات، حيث هبطت من دعوة المهاجرين للعودة النهائية الى لبنان، لدعوة المغتربين لتفعيل السياحة، على قاعدة "زورونا كل سنة مرة". فمن "عا لبنان لاقونا اشتقنا وطالت غيبتنا. عن هجر بلادنا تبنا والله بيقبل توبتنا"، لصباح، باتت الدعوة اليوم تقتصر على موسم الصيف لدواع اقتصادية سياحية، في ذروة الهجرة الجماعية.والمستوى الثاني، هو توصيف لبنان. ففي حين وصفه وديع الصافي بـ"قطعة سما" و"أحلى وج"، و"غاب السباع وجنة الحلوين"، أقر وائل الأشقر بأن هناك "غيمة سودا ورح تقطع"، ليكون استحضار لقطات لبيروت "أيام العز" في فيديو كليب "ع بيروت"، اعترافاً ضمنياً بتراجع مكانة لبنان السياحية!أهلاً بكم في "جهنم"!وإذا كانت الأغاني تؤرخ التغيرات الاجتماعية للشعوب، فإن تراجع طموح الأغنية اللبنانية عن عودة المغتربين يعكس طول الأزمة، ويقر بتحول بلاد الأرز من "جنة" على الأرض، الى "جهنم" تحرق كل من فيها!ومن المهم التفكر في خاتمة فيديو كليب "إلى بيروت الأنثى مع الاعتذار" لنانسي عجرم، الصادر العام 2020، حيث تكتب عبارة "لكل من وما يجبرنا على الرحيل، سنعود"، ممزوجة بكلمات الشاعر نزار قباني "كل ما يطلبه لبنان منكم... أن تحبوه... تحبوه قليلاً!".


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top