2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo الدراما العربية لرمضان 2024: الحلقة الثالثة الخليجي ضائع والكويتي مشتت والسعودي ينطلق والعراقي يُقلِد وغريب واليمني مغامرة!...(جهاد أيوب) logo الشرطة الفرنسيّة تطوّق القنصليّة الإيرانيّة في باريس لهذا السبب! logo السوريون يبحرون بكثرة من شمال لبنان.. وقبرص تصدهم logo "الحزب" يقصف مواقع وينعى شهيداً: غارات إسرائيلية تدمّر منزلاً logo إعلام يكشف: الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران "انتهت"! logo بعد هجوم وسط إيران... لابيد يندّد بمنشور ساخر لبن غفير logo "خطة اليوم التالي غير موجودة"... تفاصيل جديدة حول تحرّك سفراء الخماسية! logo حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو)
اللبنانيون يتَمَسّكونَ بقياداتٍ تتَأسّسُ على الرعْبِ والبُغْضِ
2022-07-03 21:26:16

يُغَلِّبُ اللبنانيّونَ رُعْبَهُم بعضَهُم من بعضٍ أو بُغْضَهُم بَعْضَهُم لبعضٍ أو طَمَعَهُم بَعْضَهُم بما في أيْدي بعضٍ، بما هُمْ جماعاتٌ طائفيّةٌ أو ما دُونَ الطائفيّةِ، على اعتِباراتٍ أخرى من قَبيلِ المصلحةِ الوطنيّةِ (المشروطةِ الوجودِ أصْلاً بإجماعٍ يخرقُ حدودَ هذا النوعِ من الجماعاتِ على مجموعٍ من القِيَمِ العُلْيا يُثْمِرُ بدَوْرِهِ ضوابطَ للتَصَرُّفِ السياسيِّ) أو من قَبيلِ المصلحةِ الطبقيّةِ أو ما دُونَ الطبَقيّةِ (المهنِيّةِ مَثَلاً)...
...يُغَلِّبونَ تلكَ على هذهِ فيتَمَسّكونَ بقياداتٍ تتَأسّسُ على الرعْبِ والبُغْضِ والطَمعِ المٌشارِ إليها مسْتَهينينَ بتَكاليفِ هذا التَمَسُّكِ عليهِم: أي بكراماتِهِم الشخصيّةِ التي تُداسُ وبحُرِّياتِهم في التعبيرِ والسلوكِ، وهيَ تُواجَهُ بالتهديدِ الدائمِ، ومِن ثَمَّ بشروطِ عيشِهِم الماديّةِ التي تُسْتَنْزَفُ وبالسلْمِ الأهْلِيِّ المفتوحِ دائماً على أفُقٍ مُظْلِمٍ وباستِقلالِ دولتِهِم وأمْنِ بلادِهِم أخيراً لا آخِراً...
يَتَمَسَّكونَ بقياداتِ الرُعْبِ والبُغْضِ والطَمَعِ متقَبِّلينَ مِنْها جَرَّهُم من آذانِهِم إلى مواقِعَ ومواقِفَ مجافيةٍ لهذا الهَرَمِ كٌلِّهِ من القِيَمِ والمَصالِحِ ومُرْتَضِينَ، على التخصيصِ، ما يعْلَمونَهُ من فسادٍ أسطوريٍّ لمعظَمِ هذه القياداتِ أتاحَ لها نهْبَهُم عَبْرَ نَهْبِ المالِ العامِّ (ونَهْبَ المقتَدرينَ مِنْهُم مباشرةً)، وهذا على شَرْطِ توزيعِ جانِبٍ ممّا تَنْهَبُ فُتاتاً على سَوادِهِم (وشَرْطِ فَتْحِ منافِذَ للفسادِ أمامَ الطيِّعينَ من المُقْتَدِرين مِنْهُم). وأمّا الشرطُ الأهَمُّ للتَمَسُّكِ المُشارِ إليهِ فيَبْقى أخذَ القياداتِ بأيدي الجماعاتِ في مسيرةِ الرُعْبِ والبُغْضِ والطَمَعِ، معَ العِلْمِ أنّ هذه ليسَت مشاعِرَ طافيةً على فَراغٍ وإنّما هي حَبْكةٌ حسِّيّةٌ جِدّاً - أو سِلْسِلةُ حَبْكاتٍ، بالأَحْرى - أثْمَرَها مَسارٌ تاريخيٌّ باتَ مَديداً... وأمّا مؤدّى هذه الحَبْكةِ فهو تَمادي الفَقْرِ والخَلَلِٰ الفادحَينِ في مَفاهيمِ الوطَنِ والمُجْتَمَعِ والدولةِ والقانونِ بِأَسْرِها...
ظَهَرَت، بَعْدَ الحربِ الأهليّةِ (بل في الحربِ نفسِها أيضاً) إرهاصاتٌ برَفْضٍ متباينِ الصِيَغِ لمَآلاتِ هذا التعَلُّقِ المٌدَمِّر. وكان آخرَ هذه الإرهاصاتِ وأوسَعَها ما انطوى عليه الردُّ الشعبِيُّ على نكبةِ ٢٠١٩. ولكنّ مناسباتٍ لاحقةً أظْهَرت حدودَ التحوُّلِ في المسالكِ الجماعيّةِ بل لعَلَّها أظْهَرت نُكوصاً لا ينبَغي استِبْعادُهُ في هذا التَحَوُّل. آخِرُ هذه المناسباتِ انتخاباتُ الربيعِ الماضي النيابيّةُ: فإنّ التصَرُّفَ المتعثّرَ لنوّابِ "التغييرِ" (فَضْلاً عن ضآلةِ عَدَدِهُم) إنَّما يُشيرُ (في ما يتعَدّى الدواعيَ الفرديّةَ) إلى عُسْرِ التجذيفِ غيرِ الطائفيّ في مياهِ المؤسّسةِ الطائفيّةِ الرئيسةِ في البلاد. وهذا تجذيفٌ أثْمَرَ خمولُ الحركةِ الشعبيّةِ مبالغةً تِلْقائيّةً في التعويلِ عليهِ وفي تقديرِ فاعِلِيّتِه.(*) مدونة نشرها الباحث والمؤرخ أحمد بيضون في صفحته الفايسبوك


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top