2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo الدراما العربية لرمضان 2024: الحلقة الثالثة الخليجي ضائع والكويتي مشتت والسعودي ينطلق والعراقي يُقلِد وغريب واليمني مغامرة!...(جهاد أيوب) logo الشرطة الفرنسيّة تطوّق القنصليّة الإيرانيّة في باريس لهذا السبب! logo السوريون يبحرون بكثرة من شمال لبنان.. وقبرص تصدهم logo "الحزب" يقصف مواقع وينعى شهيداً: غارات إسرائيلية تدمّر منزلاً logo إعلام يكشف: الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران "انتهت"! logo بعد هجوم وسط إيران... لابيد يندّد بمنشور ساخر لبن غفير logo "خطة اليوم التالي غير موجودة"... تفاصيل جديدة حول تحرّك سفراء الخماسية! logo حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو)
بالفيديو.. SPIDERHEAD خيال علمي حول عقاقير وسجناء
2022-08-11 22:55:51

يأتي فيلم «Spiderhead» من إخراج جوزيف كوينسكي الذي قام بإخراج «Top Gun» الجزء الثاني وهو يقدم قصة غريبة مع نهج فريد بأسلوبه تجاه أفكار الخيال العلمي المألوفة.

إنه يروي قصة حول عقاقير تجريبية ومحفزة للمشاعر، والسجناء الذي اشتركوا ليكونوا فئران التجارب، والذي يترك تأثيرا ملموسا، على الأقل في البداية، ففي حين يفقد الفيلم نفسه في نهاية المطاف بمسار تقليدي مخيب للآمال، إلا أنه يظل مثيرا للاهتمام ومشوقا لفترة كافية ليستحق المشاهدة.

يأتي العمل من تأليف ريت ريز وبول ويرنيك اللذين ألفا فيلم «Deadpool»، وتبدأ أحداثه في غرفة بيضاء مستقبلية، حيث يتم إخبار رجل يدعى راي (ستيفن توغان) نكاتا بسيطة على ميكروفون من خلف مرآة ذات اتجاهين، فيضحك، ربما أكثر بقليل من المتوقع، ولكن عندما تقوم تلك الأصوات من وراء المرآة بتبديل النكات بحقائق حول الإبادة الجماعية، ينفجر راي بنوبات من الضحك الصاخب.

تنقلنا هذه المقدمة الغريبة التي يتبين أنها تجربة لعقار للضحك إلى «Spiderhead»، وهو سجن اختبار يقع على جزيرة معزولة، حيث يجري رائد التكنولوجيا الساحر ستيف أبنستي (كريس هيمسورث) تجارب على عقاقير جديدة مع مساعده الدؤوب مارك (مارك باجيو).

مع ذلك، فإن «Spiderhead» ليست منشأة سجن عادية، بل إنها ترقية من نوع ما، حيث يتم نقل المجرمين المدانين المشاركين من السجن العام، ولديهم خيار العيش في مجتمع مفتوح (وإن كان مجتمعا لا يحتوي على الكثير من ضوء الشمس)، مع غرف كبيرة ومساحات معيشة مشتركة ومطابخ مجهزة تجهيزا كاملا.

إنه يبدو أشبه بسجن نرويجي أكثر منه سجنا أميركيا، لكن ما يجعله أميركيا بشكل لا لبس فيه هو سياسته الرأسمالية من دون خجل، ويقبع المسجونون تحت رحمة مجلس إدارة مجهول وغير مرئي يستخدمهم لاختبار عقاقير مختلفة لتغيير الحالة المزاجية، حيث يتم إدخال هذه الأدوية في أجسادهم عبر خراطيش مضغوطة يتم لصقها بشكل دائم على أسفل ظهورهم، ويتم التحكم فيها بواسطة تطبيق على هاتف ستيف، وما يجعل الأمور ضبابية هو أنه لا يمكن إجراء أي اختبار من دون موافقة السجناء، لكن يبدو أن الفيلم يسأل بكل وضوح وبوقت مبكر، إلى أي مدى يمكن أن تكون خياراتهم خاضعة لإرادتهم؟

وما يزيد الأمور غموضا أن سلوك السجناء اليومي غالبا ما يكون مبهجا، حيث يقوم جيف (مايلز تيلر) بإعداد المقبلات بسعادة مع ليزي (جورني سمولت)، واللذين تضفي المغازلات بينهما على الفيلم طاقة مفعمة بالحيوية، تتناسب مع خيارات التحرير والموسيقى المبهجة. وحتى ستيف، الذي يبدو أنه تحت رحمة سلطة أعلى منه، يتخالط مع جيف وليزي، ويبدو أن الجميع أصدقاء. تتعلق التجارب التي يشارك فيها جيف في الغالب بعقار يجعله يرى الجمال في محيط قبيح، متبوعا بآخر يجعله أكثر إسهابا بالكلام حتى يتمكن من وصف ما يراه بشكل أفضل، وهو ليس رافضا تماما لموقفه مقارنة مع البديل التقليدي.

هذا التركيز الثابت على هذه الفرضية من دون الخروج من منظور جيف الذي يجاري التيار يعطي الفيلم شعورا من التناقض والزعزعة عندما تبدأ التجارب تأخذ منعطفا جنسيا، فماذا لو تم تطبيق العقار نفسه الذي يجمل الأشياء على الطريقة التي يرى بها جيف الآخرين؟ لكن هذه الأشياء المقلقة أخلاقيا تحوم باستمرار في الهوامش عبر نظرات.

تدرك شخصيات مثل مارك أنه من الأفضل عدم نطقها، ويعرف ستيف الهادئ والمتزن ما الذي يفعله ومارك على استعداد لاتباعه معظم الوقت (طالما استمر جيف بإعطائه موافقته). لكن عندما تتغير الاختبارات نحو تجارب تشكل معضلة أخلاقية، والتي تتضمن عقارا عدوانيا جديدا يسمى «داركفلوكس»، تبدأ تفاعلات الشخصيات اللطيفة والمحببة تبدو غير طبيعية، ما يرغم جيف على البدء في الكشف عن تفاصيل التجارب التي يبدو أنه يتم الحفاظ على سريتها.

إن الطريقة التي يتم فيها تقديم كل عقار لأول مرة (سواء كان لتحفيز الضحك أو الخوف.. إلخ) تعطي شعورا يكاد يكون ملموسا، وذلك بفضل الطريقة التي يلتقط بها «كوينسكي» والمصور السينمائي «كلاوديو ميراندا» منظور السجناء، كما يتم تصوير لقطات مقربة للغيوم والزهور بشكل شاعري عندما يتأمل السجناء الطبيعة ويقدرونها، ويظهر سجناء آخرين بشكل ساحر في لحظات الانجذاب المتبادل (وإن كان بهدف التلاعب)، وتبدو الأشياء العادية هائلة ومهيبة عندما تتسبب العقارات بجعل السجناء يخافون منها.

هناك شعور نابض بالحياة بنفس القدر عند عرض لقطات الفلاش باك العابرة حول جيف، وهي المقتطفات التي تكشف عن حادث القيادة في حالة ثمالة الذي أوقعه في هذا المأزق، تستفيد هذه المشاهد بشكل كبير من قدرة كوينسكي على إيصال الزخم والأدرينالين.

بالرغم من وجود الكثير من التقلبات والتغييرات التقليدية، إلا أنه يبقى فيلما يستحق وقت مشاهدته، لكن كلما تقدم «Spiderhead»، قل اعتماده على هذه اللحظات الحسية المزدهرة للكشف عن معضلاته الأخلاقية، فهي تساعد على ترسيخ المعايير الأولية للقصة، لكن بعد نقطة معينة لا يتم استخدامها لسرد القصة فعليا. وفي حين أن هناك توترا رائعا حتى (وخاصة) أثناء مشاهد السكون، حيث تبدأ شخصية ستيف اللطيفة بالكشف عن دوافع خفية قبيحة، إلا أنه سرعان ما يتم تصوير مشاكل «Spiderhead» عن طريق تبادل الحوارات وتنافس بالدهاء، بدلا من استكشاف السلوك البشري، حيث تلامس الأسئلة الأخلاقية المزعجة حول طبيعة الخيارات داخل حدود المجتمع الرأسمالي عن بعد.

في حين أن تلك التقلبات والتحولات بالقصة تشد المشاهدين في البداية، إلا أنها تصل إلى مرحلة تغرق بالشرح بطريقة تجيب بشكل أسهل من اللازم على كل الأسئلة الملحة، وفي نهاية المطاف يتم شرح القصة عن طريق الكشف المباشر السريع بدلا من ترك المشاهد يدرك تدريجيا ما يحدث، وتصبح المشاعر خارجية بدلا من أن تكون منعكسة داخل الشخصيات، كل ذلك تمهيدا لفصل أخير مليء بالأكشن لا ينسجم تماما مع التغيير الأخير بالأحداث الذي يبدو غير مدروس.

يشد أسلوب الفيلم في الفصل الأول المشاهدين بشكل رائع، لكنه يعطينا شعورا زائفا بالراحة قبل أن تبدأ الأشياء بالخروج عن السيطرة. يقدم تيلر وسمولت المشحونان بالكثير من المشاعر واللذان يخرجان ببطء عن سيطرتهما أداء رائعا نابضا بالحياة، في حين تقدم شخصية هيمسورث القوي والخبير بالتكنولوجيا قدرة مخيفة على الخداع، حيث يخفي بابتسامته العريضة وحديثه اللطيف نوايا قاسية، ويتغير بسرعة بطريقة تلائم جيدا طريقة كشف القصة.

لربما لا ينجح كوينسكي بتحقيق هدفه تماما مع «Spiderhead»، لكنه يتمكن هذا العام من دون شك من تقديم فيلمين قويين من ناحية وضع شخصيات نابضة بالحياة في بيئات مشحونة ويرغمها على دفع نفسها لحدودها القصوى.



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top