تعدّدت مصادر الطاقة التي يحاول لبنان استجرارها من الأردن ومصر وتركيا والجزائر وإيران، إلاّ أن الطريق الوحيد السالك نحو معامل الكهرباء هي طريق العراق، الذي وقّع معه لبنان في تموز 2021، اتفاقية لتوريد مليون طن من زيت الوقود، ووصلت أولى شحناتها في أيلول 2021. وبعد اقتراب مهلة انتهاء مدّة الاتفاقية في أيلول المقبل، أكّد المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يوم الخميس 11 آب، أن الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، وافقت في اجتماعها على تمديد العمل بالاتفاقية، لمدة سنة.مناقصة الاستبدالتمديد الاتفاقية يعني ان مؤسسة كهرباء لبنان عليها البحث عن طرف ثالث يستبدل زيت الوقود العراقي، بفيول صالح لمعامل الكهرباء. ما يعني أن مناقصة يفترض بها أن تجري مع شركات ستتقدّم لإجراء العملية، على غرار المناقصة التي ربحتها شركة إينوك الإماراتية. على أن مستجدات إنفاذ قانون الشراء العام، يعني إجراء تدقيق شفّاف لعملية التعاقد التي تجريها المديرية العامة للنفط. وهذه العملية يفترض أن تجري في إدارة المناقصات في التفتيش المركزي، إلاّ أن وزارة الطاقة بوصفها وزارة الوصاية على المديرية العامة للنفط ومؤسسة كهرباء لبنان، تصرّ على إجراء المناقصات خارج إطارها القانوني الصحيح. ومع ذلك، لم يعد بإمكان الوزارة تجاهل هيئة الشراء العام بموجب القانون الجديد الذي دخل حيّز التنفيذ في 29 تموز الماضي. علماً ان المناقصات ستجري شهرياً، وينتج عن كل شحنة من زيت الوقود نحو 75 إلى 85 ألف طن من الفيول أو أقل بقليل.ساعات التقنينيستفيد لبنان بفضل الفيول العراقي، بنحو أربع ساعات من الكهرباء. لا يحصل المواطنون منها إلا على نحو ساعة يومياً في أحسن الأحوال، فيما بعض المناطق لا ترى الكهرباء على مدى 24 ساعة. فنحو نصف كمية الطاقة المنتَجة، تذهب هدراً فنياً بفعل الشبكة المهترئة، وجزء يذهب لصالح مناطق على حساب أخرى، بفعل الفوضى التي تشهدها محطّات التوزيع التي تخضع لأهواء الموظفين ومصالحهم مع السياسيين وأصحاب المولّدات الخاصة.
وبالتالي، فإن الفيول العراقي المتدفّق، لن يحسّن العتمة شبه الشاملة، بل يمدّد وقتها لحين بروز ما هو جديد على خطّ البحث عن مصادر جديدة لتأمين الطاقة، إما المباشِرة من الأردن ومصر، أو غير مباشرة عبر اتفاقات توريد الفيول عبر شركات جزائرية أو تركية. على أنّ الخيار الأوّل مرتبط بتأمين التمويل من البنك الدولي واستثناءات قانون قيصر، والخيار الثاني ينتظر رضى دولتين لم تكن العلاقة التعاقدية بين لبنان وشركات تابعة لهما على أحسن ما يرام، ما يقلّص فرص تجديد التعاقد. (راجع المدن).أما في ما يتعلّق بالفيول الإيراني، فأكّد وزير الطاقة وليد فيّاض "إرسال لبنان لإيران، مواصفات الفيول المطلوب. وطلبت إيران تشكيل فريق للبحث في هذه الهبة، وننتظر الرد من رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، للتحرك".