خاص tayyar.org -

من المرتقب أن يسلّم لبنان مساء اليوم جوابه الرسمي على المقترح الأميركي الذي وضعه المنسّق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنى التحتية والاستثمار العالمي آموس هوكستين، بعد فراغ اللجنة المكلّفة بوضع النص اللبناني من صوغه وفق الملاحظات غير الجوهرية التي تم التوافق عليها في إجتماع بعبدا بعد ظهر أمس.

وقال مصدر رفيع إن المسار اللبناني سالك في إتجاه توقيع الإتفاق، فيما لا يزال الغموض يحيط بالموقف الإسرائيلي نتيجة المزايدات الإنتخابية الحاصلة في تل أبيب، وهو ما يسبب قلقا بالغا للإدارة الأميركية.

وأوضح أن واشنطن في تواصلها مع المسؤولين الإسرائيليين تحضّ على إبراز الجوانب الإيجابية في الإتفاق، مشدددة على وجوب عدم تقديم المصلحة الإنتخابية المحلية على شأن يتعلّق بالأمن الطاقوي في المنطقة والعالم، لا يمكن لزعيم المعارضة ينيامين نتنياهو معارضته حتى لو استخدم الإتفاق في السياق الإنتخابي البحت على انه انتصار لحزب الله على إسرائيل.

ولفت الى أن الأيام القليلة المقبلة حاسمة في مسار الإتفاق، في إنتظار إجتماع المجلس الوزاري الامني المصغّر بعد غد الخميس.
ولوحظت في هذا السياق، بوادر حملة تحشيد بدأتها الحكومة الإسرائيلية لتسويق محاسن الإتفاق، والتي إختصرتها بثلاث مركزية، واحدة سياسية وثانية إقتصادية وثالثة طاقوية:

"1-هو إتفاق بين إسرائيل ولبنان، حتى لو لم توقع الدولتان عليه بشكل رسمي إحداهما أمام الأخرى، بل أمام الأمريكيين بصفتهم وسطاء. ويجب عدم الاستخفاف بأهمية الاتفاق، حتى وإن كان جزئياً، مع دولة عدو يقف في قلبها تنظيم إرهابي هو التهديد المركزي اليوم على أمن إسرائيل. فالقدرة على إنتاج وتحقيق مصالح مشتركة هي في أساسها عنصر مهدئ ولاجم، في جبهة لا تنقصها عناصر تدق طبول الحرب".

2-"لبنان دولة متفككة، غير قادرة على التسديد، وعلى شفا الفوضى. المال الذي سيدخل إلى صندوقها سيساعدها على استقرار المنظومة. والإدعاء بأن المال سيضخ إلى حزب الله (للصواريخ وللمقذوفات الصاروخية) هراء. حزب الله لا يمول تعاظم قوته من أموال دافع الضرائب اللبناني. فضلاً عن هذا، لحزب الله مصلحة في استقرار لبنان اقتصادياً، لأنه متهم (وعن حق) في أن إمساكه بخناقه يمنعه من الشفاء".

3- "يمكن لإسرائيل البدء فوراً في إنتاج الغاز من كاريش، في الوقت الذي يتوق فيه العالم إلى الغاز الطبيعي والأسعار في ارتفاع. وستفعل ذلك بلا تهديد مادي على منصّات الغاز العائمة التي لديها. المنصّة اللبنانية – التي ستُنصب أمام المنصّة الإسرائيلية – ستكون عنصراً لاجماً، لأن الدولتين ستخافان من فقدان ذخائر مهمة في البحر. كما أن لبنان سيقلص تعلقه بالطاقة من إيران، وضمناً سيوثق علاقاته مع دول غرب أوروبا".