2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo "فصول من يوميات الأزمنة الراهنة" لـنديم كرم...عنف التاريخ وثقله logo بين المشاغلة الهدامة والحرب المدمرة logo بالفيديو: حريق "ضخم" يلتهم مبنى من 28 طابقًا في البرازيل logo "إسرائيل منبوذة"... إعلام يكشف: نتنياهو يفشل في كل الجبهات! logo بعد 100 عام... مرسومٌ بريطاني يرفع المحظور عن الجنود! logo حصيلة "جديدة" للضربات الإسرائيلية على سوريا! logo بصواريخ فلق.. “الحزب” يستهدف ثكنة للعدو logo من التماسيح للكتاكيت.. صورة المثقف المصري بين ثورتين!
آني إرنو تفوز بنوبل للآداب... كاتبة الذاكرة الشخصية والشجاعة
2022-10-06 16:26:24

أعلنت "الأكاديمية السويدية" في ستوكهولم فوز الروائية الفرنسية آني إرنو (1940) بـ"جائزة نوبل للأدب"، ولم يكن اسمها مفاجئا فهي على لائحة المرشحين منذ سنوات، وكانت بعض التوقعات ركزت على أن لجنة نوبل ستختار امرأة لهذا الموسم في اطار السعي الى التوازن بين الجنسين، مع التذكير بأن الجائزة نالها ستّة عشرة كاتباً فرنسياً حتى اليوم.
ويشير بيان الأكاديمية إلى أن الدافع وراء منحها الجائزة هو "الشجاعة والدقّة في المعالجة اللتين تكشف من خلالهما الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية"
عُرفت روايات إرنو بتمركزها، إلى حدّ بعيد، حول تجاربها الخاصّة والحميمة، حيث لا تغادر أعمالُها مواضيعَ مثل الأزمات العائلة، والإحساس بالعار تجاه الطبقة التي تنتمي إليها، إضافة إلى كتابتها عن علاقاتها العاطفية دون استعارات أو تورية، وهو ما تسبّب بإثارة العديد من النقاشات الحادّة عند صدور عدد من أعمالها"...
ولدت آني ارنو عام 1940 في مدينة "ليلبون"، حيث نشأت في كنف عائلة متواضعة، في "إيفتو" (منطقة النورماندي). تقول في حوار صحفي "نشأت كطفلة وحيدة في محلّ بقالة ملحق بمقهى كان والديّ يمتلكانه، فكبرت بين الناس والزبائن الذين يأتون ويذهبون، كان هناك دائمًا أشخاص حولي أكثر من أبي وأمي، لم أشعر أبدًا بنفسي محبوسة في عائلة، ولم أكن أرى نفسي ووالديّ كعائلة منفصلة عن الآخرين، صحيح أننا كنّا ثلاثة أفراد، أقارب بالدم، بالتأكيد، لكن العالم والأشخاص من حولنا كانوا على نفس القدر من الأهمية بالنسبة لي، والشيء نفسه كان ينطبق على والديّ، حيث كان عليهما توفير قدر كبير من الاهتمام والوقت لعملائهما أكثر من توفيرهما لي، لطالما كانت بيئتي هي السر الذي يمد حياتي بالقوة والإصرار"، جاء موت شقيقتها البكر بمرض "الخانوق" قبل مولدها ليسم حياتها اللاحقة. وبعد أن تابعت دراستها في الآداب المعاصرة، درّست اللغة الفرنسية، وتزوجت عام 1964، بدأت مسيرتها الأدبية عندما أطلقت كتاب "الخزائن الفارغة" في عام 1974، رواية من نوع السيرة الذاتية، وإلى جانب أنها كانت تعمل في التدريس واستمرت في هذا المجال حتى عام 1977. انتقلت من التعليم إلى الكتابة وهي تقول انها منذ البداية اهتمت بأن تقيم نوعاً من الحوار بين المجالين. حين بدأت الكتابة كانت أستاذة في الجامعة وكانت تدرِّس مادة تعلم الكتابة، وهذا ما دفعها إلى الأدب.حين انفصلت عن زوجها العام 1980 كانت قد أنجبت طفلين. عام 1984 نشرت رواية "الساحة"، كتاب سردي صغير استدعت فيه صعودها الاجتماعي الذي جعلها تبتعد عن أهلها، جاء هذا الكتاب بداية لما لما عرف في ما بعد باسم تيّار "التخييل الذاتي"، وقد بدأت كتابة إرنو تتركز عبر سبر أغوار الواقع الحميمي، أكان ذلك عبر شكل الرواية (السيرة الذاتية) أو عبر شكل "اليوميات"، إذ تخلت عن كتابة القصة المتخيلة التقليدية، لتركز على تلك "الرواية" المستمدة "أحداثها" من سيرتها وفرديتها وعلاقتها بوالدتها أو بجسدها. من هنا أصبحنا نجد أن كلّ رواية من روايات الكاتبة الفرنسية آني إرنو، تدور حول "تيمة" معينة. ففي كتاب "الإحتلال" وهي رواية رومانسية تقترب من الذات الأنثوية، عندما تتملكها "الغيرة" فلا يبقى رفيقاً للمرأة سوى الألم، الذي تحتله الذاكرة خشبة خلاص تتشبث بها المرأة فتغالب الوحدة والأيام المتشابهة. ذات يوم تعلم بطلة القصة بأن عشيقها السابق –الذي كانت قد غادرته هي، رافضة أن تستمر في العيش معه... قد اتخذ لنفسه صديقة جديدة. ومن هذا الخبر تبدأ رحلة الآلام؛ فتتولد عندها غيرة قاتلة. وفي كتاب "امرأة"، تتحدث الكاتبة عن أمها، وهو يقع بين الأدب وعلم الإجتماع والتاريخ، وفي كتاب "شغفل بسيط" تتحدث عن الانتظار العاشق، نجح الكتاب فعلاً في طرح العديد من هذه الأسئلة الوجودية التي تلفنا، تعرف كيف تطرح السؤال “الفلسفي” حول علاقتنا بالآخر، بالجنس، وحتى بكتابة هذه القضية الجنسية، في كتاب "الحدث" تتحدث عن الإجهاض تقول “أنا أدرك اليوم أنني كنت في حاجة إلى هذه المحنة وهذه التضحية من أجل أن تولد في أعماقي الرغبة في إنجاب أطفال، وأن أقبل عنف هذا التكاثر في جسدي وأتحول بدوري إلى معبر أجيال. انتهيت من تجسيد ما بدا لي شبيهًا بتجربة إنسانية كاملة، تجربة الحياة والموت، تجربة الزمن والأخلاق والممنوع والقانون، تجربة عشتها من أولها إلى آخرها عبر الجسد، عبر الكلمات". وفي العام 1984 فازت ارنو بجائزة رينو لأعمالها الأدبية للسيرة الذاتية الأخرى "المكان"، قصة سردية سيرة ذاتية التي تُركز على علاقتها مع والدها وتجربتها في النشأة ضمن بلدة صغيرة في فرنسا، تقوم باستعراض بانورامي سريع، لكنه شامل تقريبا، لحياة الكاتبة، وأسرتها، والفجوة التي صنعها انتقال الكاتبة إلى وسط اجتماعي مختلف، برجوازي كما تصفه، من وسطها القروي قليل التعليم، أو الجاهل كما ينظر إلى نفسه ذلك المجتمع. هذا الوعي المرضي بالذات، الوعي بهذا النقص العصي على التغيير، والشعور دائما بالقلة، وانعدام المنافسة على مستوى الأسلوب، كان متمثلا بشكل ساخر في تصرفات والدها التي بدأت الرواية من لحظة وفاته، ثم تعود من هناك، بطريقة الفلاش باك في استعراض محايد تقريبا، منفصل بشكل كامل عن الإدانة، ومتعاليا عن التحليل.

صنفت صحيفة "نيويورك تايمز" كتبها "قصة امرأة" و"مكان المرء" و"شغف بسيط" على أنها من الكُتب البارزة، و"قصة امرأة" كانت من الروايات المرشحة لجائزة لوس أنجليس تايمز للكتاب، ومذكراتها "أنا لا زلت في الظلام" عام 1999 لاقت استحساناً كبيراً من صحيفة "واشنطن بوست"، و"الحيازة" أدرجتهُ مجلة "مور" ضمن أفضل عشرة كتب لعام 2008.
واعتبرت مذكراتها "السنوات" لعام 2008 أعظم أعمالها، كما أنها لاقت استحساناً كبيراً عند النقاد الفرنسيين، وفي هذه الرواية تُشير إرنو إلى نفسها بضمير الغائب "هي" (elle) لأول مرة، حيث تُقدم نظرة حية على المجتمع الفرنسي من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى أوائل القرن العشرين. اجتازت انّي ارنو درجات الشهرة على مراحل، وتعتبراليوم احدى اهمّ الروائيين المعاصرين. بالمختصر تكتب نوعاً فريداً من النصوص. تتأرجح بين القصة والرواية، تلك التي تسعى ألا تكون مجرد رواية أو قصة قصيرة. هي نصوص تدنو من واقع الحال والسيرة والسيرة الذاتية والذاكرة والأحلام. وتركز على الزمن كشخصية رئيسة في معظم أعمالها. وتحتل المرأة مكان الصدارة، سواء كانت هي البطلة أو من يحيطون بها، بل تكتب أرنو نثراً شغوفا وشيقا ولكن من دون اللجوء إلى الإطالة والحشو. يقال إنها تقتدي بسيمون دو بوفوار. ترى نفسها في النهج الذي اتبعته في كتاباتها وسلوكها. هناك من ينظر إليها أحياناً بصفتها كاتبة فضائحية وأنها تكتب بأسلوب أناييس أحياناً (نسبة إلى أناييس نِن). وهي تقول في ذلك انها تحاول أن تروي جوانب حياتية غالباً ما يُحجم الآخرون عن الاكتراث بها. وهي ترى أن الكتابة نوع من ممارسة الكذب من أجل نقل أشياء تتعلق بالحقيقة. ويقول الناقد ابراهيم الخطيب "رغم أن أعمالها الأدبية قـُرئت، أحيانا، من وجهة نظر «نسوانية»، إلا أنها تبقى، في النهاية، منفتحة على سياق أدبي أرحب. لقد استوعبت تقاليد الكتابة السيرذاتية الأوروبية، فزاوجت بين صدقية البوح الديني وبين مقاربات عصر النهضة، حيث يتم التساؤل عن مركزية دور الذات في المعرفة". واللافت ان معظم أعمالها مترجمة الى العربية وصدرت عن منشورات "الجمل" ودور عربية أخرى بطبعات مختلفة. في مايو 2018، وقعت عريضة، بالتعاون مع شخصيات من عالم الثقافة، لمقاطعة موسم الثقافات بين فرنسا وإسرائيل، والذي يعتبر، وفقًا للعريضة، بمثابة واجهة لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top