طلبت دوائر الهجرة في أكثر من ولاية تركية من بعض اللاجئين السوريين الذين كانت قد أزيلت ملفات تجنيسهم في وقت سابق، الحضور إلى مركزها للتوقيع على أوراق إعادة تقييم ملفات التجنيس من جديد، في خطوة تبدو مرتبطة بالتحضير للانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية التي ستجري في حزيران/يونيو 2023.
وأبلغ لاجئون سوريون "المدن"، بتلقيهم اتصالاً من دوائر الهجرة، بغرض المراجعة والتوقيع على أوراق إعادة تقييم الملف من جديد.
وقال لاجئ سوري يقيم في ولاية أنطاكيا، إنه راجع إدارة الهجرة، ووقع على وثيقة إعادة تقييم ملفه المُزال من نظام مراحل التجنيس منذ العام 2019.
وأوضح ل"المدن"، أن دائرة الهجرة لم تطالبه بتقديم أي مستندات قانونية أو وثائق شخصية جديدة. وقال إن "الاتصال أنعش آماله مجدداً بالحصول على الجنسية التركية، بعد أن فقد الأمل".
وتكرر الإجراء نفسه مع لاجئين آخرين في أكثر من ولاية تركية، منها كلس وبورصة ومرسين، وغيرها من الولايات الأخرى.
وفي الوقت الذي لم تُعلق فيه دائرة الهجرة رسمياً على تحريك الملفات المُزالة، قال الكاتب والمحلل التركي عبد الله سليمان أوغلو إن أكثر من مسؤول تركي وعد في وقت سابق بإعادة تقييم الملفات التي أُزيلت.
وأَضاف ل"المدن"، أن عودة الملفات لمراحل التجنيس لا تعني بالضرورة منح الجنسية لجميع المتقدمين، وإعادة النظر والتقييم في الملفات سلباً او إيجاباً هو خطوة جيدة لجهة حسم الخيارات بالنسبة للاجئين الذين تقدموا للحصول على الجنسية، وعدم تركهم في حيرة من أمرهم، وهو ما قد يدفعهم إلى خيارات أخرى، منها اللجوء إلى بلد آخر.
ولطالما كان ملف تجنيس السوريين أحد أبرز الملفات الخلافية بين الحكومة التركية والمعارضة التي تتهم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بتجنيس السوريين خدمة لحسابات انتخابية، في ظل اعتقاد بأن غالبية اللاجئين السوريين في تركيا سيصوتون ل"العدالة والتنمية".
وقبل أيام، انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليشدار أوغلو ما وصفه ب"الغموض" من جانب الحزب الحاكم في ملف تجنيس السوريين.
وعلمت "المدن" أن كليشدار أوغلو قال خلال اجتماعه بشخصيات سورية في ولاية كلس، إن "حزبه ليس ضد تجنيس اللاجئين السوريين، لكنه ضد غياب الشفافية بخصوص الأعداد الذين جرى تجنيسهم".
لكن سليمان أوغلو، رأى أن حكومة "العدالة والتنمية" تريد بإعادة تقييم ملفات التجنيس، حسم أمر آلاف الملفات العالقة، قبيل الانتخابات وعدم ترك الأمر للحكومة القادمة، دون النظر إلى النتائج التي ستفرزها الانتخابات القادمة.
وكان وزير الداخلية التركية سليمان صويلو قد أكد في أيار/مايو 2022، أن عدد السوريين الحاصلين على الجنسية الاستثنائية بلغ نحو 21 ألف سوري، وذلك في معرض رده على أنباء تتحدث عن تجنيس 900 ألف لاجئ خلال السنوات الماضية، وفق ما ذكر موقع "ترك برس".
وسبق وأن أزالت تركيا آلاف ملفات تجنيس السوريين من دون أن تقدم توضيحات، وهو ما ولّد حالة من الاستياء الواسع في أوساط اللاجئين السوريين.