أعتقلت السطات الإيرانية، لاعب كرة القدم فوريا غفوري، بتهمة "إهانة وتشويه سمعة المنتخب الوطني والانخراط في الدعاية" ضدّ الدولة.
وأفادت وكالتا الأنباء "فارس" و"تسنيم" بأن اللاعب "أهان منتخب كرة القدم الوطني، الذي يلعب حالياً في مونديال 2022 بقطر، وانتقد الحكومة". وكان غفوري، الذي لم يتم اختياره للذهاب إلى كأس العالم، منتقداً صريحاً للسلطات والسياسات الإيرانية طوال حياته المهنية، حسبما أفادت وكالة "أسوشييتد برس".ومؤخراً، عبّر اللاعب عن تعاطفه مع أسرة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) التي قتلت على يد شرطة الأخلاق، ما أثار احتجاجات في أنحاء إيران. ودعا أيضاً إلى إنهاء حملة عنيفة تستهدف الاحتجاجات في منطقة كردستان غربي إيران، وتعتبر أكبر تحد يواجهه نظام الملالي منذ أكثر من عقد.وجاءت التقارير التي تفيد باعتقال اللاعب قبل مباراة منتخب إيران أمام نظيره الويلزي، المقررة الجمعة، ضمن دور المجموعات بالمونديال. وخلال مباراة إيران الافتتاحية أمام إنجلترا، امتنع أعضاء المنتخب الإيراني عن ترداد النشيد الوطني واحتج بعض الجمهور أثناء المباراة.والحال أن منطقة كردستان غربي البلاد، التي يتحدر منها غفوري وأميني، كانت بؤرة الاحتجاجات المستمرة منذ أيلول/سبتمبر. وأغلقت المتاجر في المنطقة، الخميس، بعد دعوات للإضراب العام. ولم يقل المسؤولون إن كانت انتقادات غفوري المستمرة للنظام الإيراني هي سبب استبعاده ضمن صفوف المنتخب.وقتل ما لا يقل عن 442 محتجاً واعتقل أكثر من 18 ألف آخرين منذ بدء الاضطرابات، وفقاً لـ"منظمة ناشطي حقوق الإنسان في إيران" التي تراقب وتوثق الاحتجاجات. وألقت السلطات باللوم في الاضطرابات على قوى أجنبية معادية، من دون تقديم أدلة، وقالت إن انفصاليين وجماعات مسلحة أخرى هاجموا قوات الأمن. وتقول "منظمة ناشطي حقوق الإنسان في إيران" أن 57 من أفراد الأمن على الأقل قتلوا، بينما نقلت وسائل إعلام رسمية حصيلة أعلى. ويقول محتجون إنهم سئموا، بعد عقود من القمع الاجتماعي والسياسي، الذي تضمن فرض ارتداء زي محدد على النساء. ولعبت الشابات دوراً رائداً في الاحتجاجات، فخلعن الحجاب الإجباري تعبيراً عن رفضهن لحكم الملالي الديني المتشدد.يشار إلى أن السلطات الإيرانية اعتقلت حتى الآن عدداً من لاعبي كرة قدم بتهمة العمل ضد الأمن القومي، بما في ذلك برويز برومند وحسين ماهيني وحميد رضا علي عسكري. كما تم استدعاء البعض الآخر، بما في ذلك يحيى غُل محمدي، المدير الفني لفريق برسيبوليس لكرة القدم بسبب دعم المحتجين. فيما أثارت مواقف علي كريمي وعلي دائي، غضب السلطات الإيرانية، لدرجة أن القضاء أعلن مقاضاة كريمي الذي انتقل لمنفاه في كندا، ومصادرة جواز سفر دائي عند دخوله المطار في طريق العودة من الخارج.