قررت طهران إرسال وحدات مدرعة وقوات خاصة إلى مناطق كردية في العراق الجمعة، بهدف "منع تسلل إرهابيين" من العراق المجاور وفق توصيف قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد باكبور، وذلك بعد قصف استمر أياماً. وقال باكبور إن "بعض الوحدات المدرعة والقوات الخاصة التابعة للقوات البرية تتجه حالياً إلى المحافظات الحدودية في غرب وشمال غرب البلاد"، وأضاف موضحاً دوافع هذه الخطوة أن "الإجراء الذي تقوم به القوة البرية للحرس الثوري يقوم على تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود ومنع تسلل الجماعات الإرهابية التابعة للجماعات الانفصالية المتمركزة في إقليم شمال العراق". وكان القائد العسكري "نصح" الثلاثاء سكان المناطق الواقعة على مقربة من "المناطق المتاخمة لقواعد المجموعات الإرهابية بإخلائها حتى لا يصابوا خلال عمليات الحرس" الثوري. واستهدف الحرس الثوري مرتين منذ الأحد، بالصواريخ والمسيّرات المفخخة، قواعد تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية في كردستان العراق. وتتواجد مجموعات كردية إيرانية تتهمها الجمهورية الإسلامية بشن هجمات على أراضيها، في العراق منذ الثمانينات. ويقول خبراء إن هذه المجموعات أوقفت تقريباً كل أنشطتها العسكرية. لكن السلطات الإيرانية تتهمها بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة. وبررت طهران الخميس قصفها لمواقع تابعة للمجموعات الكردية في كردستان العراق مؤكدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أن لا "خيار آخر" لديها لحماية نفسها من "جماعات إرهابية"، في حين نددت وزارة الخارجية العراقية بالهجمات الإيرانية والتركية المتكررة على إقليم كردستان، معتبرة أنها تخالف المواثيق والقوانين الدولية، وتمثل خرقاً لسيادة البلاد.وكانت الحكومة العراقية قد وضعت الأربعاء، خطة نشر وحدات عسكرية على الحدود مع إيران وتركيا، مشيرة إلى التنسيق بين الجيش العراقي ووحدات البشمركة، في خطوة تأتي بالتزامن مع التصعيد الإيراني من جهة والتركي من جهة أخرى باستهداف الأحزاب المعارضة لهما في شمالي العراق. يأتي ذلك بموازاة حراك للبرلمان العراقي الذي عقد الثلاثاء، جلسة مغلقة استضاف فيها قيادات عسكرية وأمنية رفيعة، لبحث الهجمات الإيرانية والتركية المتكررة على بلدات عراقية حدودية، ضمن إقليم كردستان ونينوى، والتي تصاعدت خلال الشهرين الماضيين، مخلفة ضحايا بين المواطنين العراقيين. ويأتي الإعلان عن الخطة الجديدة كأحد مطالب طهران التي حملها زعيم "فيلق القدس" إسماعيل قآني في زيارته الأخيرة لبغداد، حيث أكدت مصادر سياسية أن قآني طالب بغداد بمسك الحدود الدولية مع إيران بدلاً من البشمركة، إلى جانب مطالب أخرى تتضمن تفكيك تجمعات القوى الكردية الإيرانية المعارضة لطهران وسحب سلاحها وإبعادها عن الحدود.