تواصل القوات التركية قصف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، في إطار عملية "المخلب- السيف" التي أطلقتها أنقرة قبل نحو أسبوع، فيما عرضت روسيا على "قسد" الانسحاب من مواقعها على الحدود التركية- السورية وانتشار "الفيلق الخامس" المدعوم من قبل روسيا مكانها.
وقالت مصادر ميدانية لـ"المدن"، إن الجيش التركي قصف قرى الجات وقراطة والتوخار الصغير في شمال منبج، وقرى أخرى في تل رفعت في ريف حلب الشمالي الشرقي، بينما طاولت القذائف الصاروخية التي انطلقت من قاعدة البحوث العملية التركية، مواقع "قسد" في قرى مرعناز وحربل شمال حلب.
بدوره، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن الجيش التركي والجيش السوري الوطني المعارض، قصفا بأكثر من 40 قذيفة محيط قرى الشوارغة وقلعة الشوارغة والعلقمية في ناحية شران، موضحاً أنها قرى تشترك "قسد" بالسيطرة عليها مع قوات النظام في ريف عفرين شمال غربي حلب. وأضاف أن القصف امتدّ إلى بلدة منغ وأطراف مدينة تل رفعت وقرى البيلونية وشوارغة والمالكية وعقيبة أبين ومياسه بناحية شيراوا في ريف حلب الشمالي.
والجمعة، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن عملية "المخلب-السيف" شمال سوريا مستمرة براً وجواً، لافتاً إلى أنه "تم تحييد 326 إرهابياً بعد نحو أسبوع على انطلاقها ليل السبت/الأحد الماضي. وقال لنظيره الروسي سيرغي شويغو إن "أولوية تركيا هي منع التهديد الإرهابي من شمالي سوريا بشكل دائم"، مطالباً بضرورة الالتزام بالاتفاقيات السابقة في هذا السياق، وفق بيان وزارة الدفاع التركية.
انسحاب "قسد"
وتزامناً مع الإصرار التركي على عملية عسكرية برّية لاستئصال ما وصفته انقرة بأذرع "حزب العمال الكردستاني"، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكّل العمود الفقري لـ"قسد"، عقد قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو في مطار القامشلي بمحافظة الحسكة الجمعة، اجتماعاً مع مسؤولين من "قسد" حذرهم خلاله من جدّية التهديدات التركية بالعملية البرية غرب نهر الفرات.
وأخطر تشايكو مسؤولي "قسد" بأن "السبيل الوحيد لحماية المنطقة من هجوم تركي جديد هو الانسحاب الكامل من الشريط الحدودي إلى جنوب الطريق الدولي (إم4) بعمق 30 كيلو متراً". واقترح نشر قوات من "الفيلق الخامس" المدعوم من قبل روسيا مكان القوات المنسحبة، وعودة القوات الأمنية للنظام ومؤسساتها بشكل كامل، وفق "تلفزيون سوريا".
لكن "قسد" رفضت المقترح، وأكدت أنها جاهزة لمواجهة العملية التركية، مطالبةً موسكو بمزيد من الضغط على أنقرة لثنيها عن شنّ العملية البرية، حسبما ذكر موقع "تلفزيون سوريا".