وجّه الحرس الثوري الإيراني نداءً جديداً للمشاركين في المظاهرات المستمرة في البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها بمركز للشرطة في سبتمبر/أيلول الماضي. ودعا الحرس الثوري الأحد، "المغرر بهم إلى العودة لحضن الأمة".
وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي في تجمع للباسيج : "العدو يعتقد أن النظام سيسقط ويعيش في وهم أحلامه الزائفة". وأضاف "البعض في الداخل رافقته أوهام العدو، هذه الأوهام سراب، هذا النظام قوي".
وتواصلت المظاهرات في عدد من الجامعات الإيرانية. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد عن تنظيم طلاب في جامعة "أمير كبير" للتكنولوجيا بالعاصمة طهران، اعتصاماً في الجامعة احتجاجاً على اعتقال السلطات عدداً من زملائهم.
وشدد الطلاب على أنهم سيواصلون الاعتصام ومقاطعة دخول قاعات الامتحانات إلى أن تستجيب السلطات الإيرانية لمطالبهم بالإفراج عن زملائهم المعتقلين ووقف فصل الطلاب من الجامعات.
ونشر اتحاد طلاب المنظمات الإسلامية تدوينة على حسابه في "تلغرام"، أكد فيها أن طلبة جامعة العلوم والثقافة في طهران نظموا احتجاجاً تضامنياً مع أبناء محافظة كردستان التي تتواصل فيها المظاهرات على خلفية مقتل أميني مندداً ب"قتل قوات الأمن للمتظاهرين في المحافظة".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد أشاد السبت، بالمتطوعين المنضمين إلى صفوف الحرس الثوري، من أجل "قمع المظاهرات في البلاد". ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي اتهامه أثناء استقباله أعضاء من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، للمتظاهرين بأنهم "مجموعة من الجهلة، أو جنود مأجورون". وأثنى على أهمية دور الباسيج في قمع المظاهرات، ودعا إلى معاقبة من وصفهم ب"المتمردين والإرهابيين".
والأحد، اعتقلت السلطات الإيرانية ابنة شقيقة خامنئي بعدما سجّلت مقطعاً مصوراً، تصف فيه السلطات التي يقودها خالها ب"النظام المجرم وقاتل الأطفال". وتتحدر فريدة مرادخاني من فرع من العائلة يملك سجلّاً في معارضة القيادة الدينية الإيرانية، وقد سُجنت في السابق في البلاد.
وكتب شقيقها محمود مرادخاني في تغريدة، أنها اعتُقلت الأربعاء بعدما توجّهت إلى مكتب المدعي العام بناء على استدعائها.
بعد ذلك، نشر شقيقها مقطعاً مصوراً لها، ندّدت فيه ب"القمع والواضح والصريح" الذي يتعرّض له الإيرانيون، وانتقدت تقاعس المجتمع الدولي. وقالت: "أيّها الأحرار، كونوا معنا! قولوا لحكوماتكم أن تكفّ عن دعم هذا النظام المجرم وقاتل الأطفال".
فریده مرادخانی، خواهرزاده علی خامنهای در ویدیویی که به تازگی از او منتشر شده است در مورد خیزش سراسری ایرانیان اظهار نظر کرده و خواستار واکنش جدیتر سازمانهای بین المللی شد. pic.twitter.com/lrkMmZG4VQ
— اتاق خبر منوتو (@ManotoNews) November 26, 2022
وأضافت "هذا النظام ليس مخلصاً لأيّ من مبادئه الدينية ولا يعرف أي قانون أو حكم سوى القوة والحفاظ على سلطته بأيّ طريقة ممكنة". واشتكت من أن العقوبات التي فُرضت على النظام بسبب حملته القمعية كانت "مثيرة للضحك"، معتبرة أنّ الإيرانيين تُركوا "بمفردهم" في كفاحهم من أجل الحرية.
مرادخاني هي ابنة بدري أخت خامنئي التي اختلفت مع عائلتها في الثمانينيات وهربت إلى العراق في ذروة الحرب بين البلدين. وانضمت إلى زوجها رجل الدين المعارض علي طهراني، الذي ولد باسم علي مرادخاني أرانغيه.
واكتسبت مرادخاني شهرة كناشطة مناهضة لعقوبة الإعدام، كما اعتُقلت سابقاً في كانون الثاني/يناير 2022، بعد مؤتمر عبر الفيديو في تشرين الأول/أكتوبر 2021، أشادت فيه بفرح ديبا، أرملة الشاه محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية في العام 1979.