لا تزال شركات المحروقات في إدلب تروج لمادة الديزل المخصصة للتدفئة وتعرض توصيلها مجانا إلى بيوت المستهلكين من خلال التسجيل عبر روابط مخصصة، وذلك على الرغم من المخاطر التي تسببت بها النوعية المتدنية لهذه المادة.
وعلى خلفية ضغوط من قبل النشطاء في إدلب لتخفيض سعر مازوت التدفئة، وإلغاء الرسوم والإتاوات على تمرير شحناته من ريف حلب الشمالي، لجأت شركات المحروقات المقربة من هيئة تحرير الشام إلى استجرار نوعيات رديئة من المازوت المكرر وطرحها في السوق كنوعية وحيدة متاحة لمستهلكي الديزل المخصص للتدفئة.
ويرجع سبب استجرار نوعيات رديئة إلى رغبة تحرير الشام بإبقاء ضريبة تمرير المازوت عبر معبر الغزاوية، في حين ألغى الفيلق الثالث رسومه المفروضة على هذه المادة.
نوعية شديدة الخطورة
وتطرح شركات المحروقات التابعة للهيئة برميل المازوت المخصص للتدفئة بمبلغ 117 دولاراً وهو سعر أقل بنسبة 20 في المئة عن السعر السابق، لكن جودة المازوت لا تتناسب مع دواعي السلامة المنزلية ما يجعل استهلاكه خطراً للغاية.
وتؤكد مصادر أهلية ل"المدن"، رداءة مادة المازوت المطروحة من طرف الشركات الخمس البديلة عن "وتد للبترول" وهي "طيبة"، "العالمية"، "الاتحاد"، "العربية" و"الرحمة". وتعد شركة "طيبة" إلى جانب مؤسسة "نماء" الجهة التي استحوذت على "وتد للبترول" عقب توقفها عن العمل بشكل مفاجئ. كما تُعتبر "نماء" أكبر مؤسسة ضمن المنظومة الاقتصادية التي أسستها تحرير الشام ويبلغ رأسمالها 20 مليون دولار.
وتضيف المصادر أن المازوت يتصف برائحة كريهة جداً مع تعرضه للتجمد، كما يحوي على مواد خام سريعة الاشتعال نظراً لكونه مكرراً بطريقة بدائية ما تسبب بحرائق، أدت إلى إصابات بين مدنيين استهلكوا هذه المواد السريعة الاشتعال.
ويتداول السكان تسجيلات مرئية توضح خطورة هذه المادة حيث كانت شرارة النيران تنبعث عند تقطر المازوت نحو جهاز المدفأة المخصص للاشتعال وسط حملة أطلقها نشطاء لمقاطعة هذه النوعية من الديزل سريع الاشتعال.
وجاء في بيان للحملة، أن "المازوت المخصص للتدفئة الذي استوردته مديرية المشتقات النفطية رديء ويشكل خطراً على الأهالي، فهو ذو رائحة كريهة، وسريع التجمد في درجات الحرارة المنخفضة في فصل الشتاء، كما أنه يحوي على نسبة من البنزين وهو ما يجعله سريع الاشتعال وخطراً على مستخدميه.
وفي المحصلة أبقت مديرية المشتقات النفطية ومن خلفها هيئة تحرير الشام على الأتاوة المفروضة من قبلها وقيمتها قرابة ال30 دولاراً أميركياً، فمازوت التدفئة الذي طرحته بسعر 117 دولاراً للبرميل الواحد يباع في شمال حلب بحوالي 85 دولاراً".
ووثق النشطاء أول حادثة احتراق لخيمة بسبب المازوت الرديء والتي نتج عنها إصابة ثلاثة أطفال ووالدهم بحروق خطيرة.
إتاوات باهظة
وتستخدم نسبة كبيرة من سكان إدلب المازوت المكرر بدائياً للتدفئة، وتعد ترحين وهي قرية يشرف عليها الجيش الوطني وتتاخم المناطق التي تسيطر عليها قسد المحطة الرئيسية لتجارة وتكرير الديزل المكرر المستخرج من آبار النفط الواقعة شرقي الفرات.
كما تُعتبر أعزاز عقدة الوصل بين ريف حلب وإدلب حيث تمرر شحنات المازوت منها نحو إدلب ما كان يشكل مورداً مالياً دائماً للفيلق الثالث من رسوم العبور وذلك قبل مبادرة شركة "إمداد" التابعة للفيلق بإلغاء هذه الرسوم. وبعد خروجها من أعزاز تمرر الشحنات نحو معبر الغزاوية حيث تتقاضى تحرير الشام إتاوات على السماح بمرور الشحنات ثم تشتري شركة مقربة من الهيئة هذه الشحنات وتوزعها على محطات الوقود.
ومن جانب آخر، تحظر تحرير الشام دخول المازوت والحطب ومختلف مواد التدفئة من عفرين وريف حلب الشمالي إلا عبر شركاتها وتجارها المقربين وفقاً لمصادر أهلية تحدثت ل"المدن".