عادت مقاطع الفيديو المروعة لمذبحة مسجدي نيوزيلندا، إلى التداول والانتشار في "تويتر" الذي فشل في حذفها حتى بعد تنبيه الحكومة النيوزلندية للموضوع، ومع اعتراف المنصة التي يمتلكها رجل الأعمال أيلون ماسك، بأن تلك المقاطع تخالف سياستها الخاصة بالنشر.
ونشر بعض المستخدمين في "تويتر" مقاطع الفيديو التي صورها الأسترالي المتعصب للعِرق الأبيض والذي قتل 51 شخصاً من المصلّين المسلمين في مسجدَين بكرايست شيرش العام 2019، حسبما أفاد مكتب رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن. وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء أن نظام "تويتر" لم يلتقط المحتوى باعتباره عنيفاً.وقال المكتب أن مستخدمين آخرين أبلغوا عن مقاطع الفيديو، ورفعتها الحكومة بشكل منفصل إلى المنصة، مشيراً إلى أنه "في وقت لاحق حُذفت المقاطع وأوضحت المنصة إنها ستقوم بمسح الفيديوهات الأخرى"، حسبما نقلت صحفية "غارديان" البريطانية.والهجوم على المسجدين بُث بشكل مباشر عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي، والإرهابي الذي نفّذ العملية نشر بيانه في الإنترنت. وفي حديثها لوسائل الإعلام، الإثنين، اعتبرت أردرن أن "الوقت كفيل بأن يظهر لنا التزام تويتر بإزالة المحتوى الضار".وأثار الاعتداء الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا خلال صلاة الجمعة وأسفر عن مقتل 51، في آذار/مارس 2019، حالة من الصدمة والاشمئزاز والاستياء حول العالم. وقالت أردرن حينها: "لا يمكن وصف ذلك سوى بأنه هجوم إرهابي"، متحدثة عن "أحد أحلك الأيام" في تاريخ البلاد.وبث المهاجم الذي أفادت التقارير بأنه أسترالي متطرف مقاطع مصورة من الاعتداء الدامي مباشرة عبر "فايسبوك" ما أثار الغضب والذعر. وشددت بعض الدول الإجراءات الأمنية في محيط المساجد عقب الهجومين.وكان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر" قال، في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي، أن عدد من سجلوا أنفسهم كمستخدمين جدد في منصة التواصل الاجتماعي بلغ "أعلى مستوى على الإطلاق"، في وقت يواجه فيه هجرة جماعية للمعلنين والمستخدمين ممن يفرون إلى منصات أخرى بسبب مخاوف تتعلق بالتحقق من عدم زيف الحسابات وخطاب الكراهية.ويبدو أن كثيراً من أولئك المسجلين في "تويتر" ينتمون لليمين المتطرف الذي فك ماسك الحظر السابق عن رموزه بما في ذلك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وقال ماسك في تغريدة أن متوسط عدد المشتركين بلغ أكثر من مليونين يومياً خلال الأيام السبعة المنتهية يوم 16 تشرين الثاني/نوفمبر، بزيادة 66 في المئة مقارنة بالأسبوع نفسه العام 2021.وفي ردهم على هذه السياسة المروعة، أوقف معلنون في "تويتر"، ومنهم شركات كبرى مثل "جنرال موتورز" و"موندليز إنترناشونال" و"فولكس فاغن"، الإعلانات مؤقتاً على المنصة، في خضم خلاف مع ماسك، بحسب وكالة "رويترز". وسرَّحت الشركة هذا الشهر نصف قوتها العاملة في فرق الاتصالات وإدارة المحتوى وحقوق الإنسان وأخلاقيات التعلم الآلي، بالإضافة إلى بعض فرق الإنتاج والهندسة.