ما يزال الارباك يرخي بظلاله على حزب الكتائب اللبنانية بعد التسريبات التي تناولت لقاءً جمع أمينه العام سيرج داغر مع مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله أبو سعيد الخنساء في منطقة الحدث، الأمر الذي وضع الكتائب أمام مساءلة من مناصريه وحلفائه حول قيامه بمفرده بفتح خط جانبي مع حزب الله.

لم يوفق الأمين العام سيرج داغر في التعاطي مع ملف اللقاء، حيث بدا عليه الارتباك والتخبط سواء من خلال النفي القاطع لحصوله بداية، أو بالاختباء حول العلاقات الاجتماعية والصداقات الشخصية التي تتطلب بعض اللقاءات غير السياسية، ما دفع البعض الى التساؤل ماذا يجمع سيرج داغر بـ أبي سعيد الخنساء إجتماعيا وشخصيا؟!..

في كل الأحوال لم يعد النفي الكتائبي ينفع، ولا الاختباء وراء الصداقات يُقنع أحدا، خصوصا أن اللقاء حصل وكان بطلب من “الصيفي” وإستمر لأكثر من ساعتين وكان وديا وإيجابيا قدم فيه داغر وجهة نظر حزبه بالتطورات السياسية، وبأهمية الحوار بين جميع المكونات اللبنانية لا سيما حزب الله الذي سبق ودخل في حوار مع بكركي وتم إستئنافه قبل بضعة أشهر، في حين لم يتطرق اللقاء الى الاستحقاق الرئاسي، خصوصا أن موقف حزب الله منه بات معلوما لدى الجميع.

اللافت، بحسب المعلومات أن اللقاء بين الكتائب وحزب الله والذي يحاول داغر نفيه أو تغطيته، ليس الأول من نوعه، بل هناك خط مفتوح ولقاءات تاريخية وحالية عدة جرت بين الطرفين بدءا من الرئيس أمين الجميل الذي كان زار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مرورا بلقاء عقده النائب سامي الجميل مع مسؤولين في الحزب، ولقاءات نيابية مشتركة في مجلس النواب، وتشكيل لجان للحوار بين الطرفين، وصولا الى أكثر من لقاء عقد بين سيرج داغر وفؤاد أبي نادر مع الحاج محمود قماطي وأبو سعيد الخنساء بهدف التشاور، وكان آخر هذه اللقاءات ما تم تسريبه مؤخرا.

لا شك في أن تسريب اللقاء قد أحرج حزب الكتائب أمام أنصاره وحلفائه الذين بدأوا يشيرون إليه بأصابع الاتهام “كونه يعلن غير ما يضمر، وأنه يهاجم حزب الله في العلن ويزوره ويحاوره في السر، وقد كان الأجدى به أن يكون أكثر شجاعة وأن يكشف عن لقاءاته مع الحزب وعن مضمونها، وأن يطرح ربما فكرة الحوار أمام حلفائه لا أن يحتفظ بها لنفسه”.

في الوقت الذي يستمر فيه حزب الكتائب وخصوصا أمينه العام داغر بمحاولات الفصل بين العلاقة السياسية والعلاقة الشخصية في سعي منه للتخفيف من وقع تسريب اللقاء، تشير مصادر مواكبة الى أن اللقاء يؤكد إنفتاح حزب الله على جميع المكونات اللبنانية، وعدم إغلاقه باب الحوار أو التواصل في وجه أي منها مهما بلغ حجم الهجوم عليه، خصوصا أن اللقاء حصل بعد الكلام عالي السقف للنائب سامي الجميل تجاه حزب الله الذي يتحاور حاليا مع كثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعلمية المسيحية، ويتوج هذا الحوار مع بكركي من خلال المستشار البطريركي وليد غياض الذي كان إلتقى أبو سعيد الخنساء مؤخرا في دارة النائب فريد الخازن وكان اللقاء بحسب المتابعين ممتازا.