2024- 04 - 20   |   بحث في الموقع  
logo إيران لا تحمل إسرائيل مسؤولية هجوم أصفهان:ألعاب أطفال logo رئيس بلدية هيتلا يروي حادثة الاعتداء عليه بالحقائق ..ويطالب وزير الداخلية بالتدخل لاحقاق الحق logo هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادتها؟ logo مقتل عنصر من الحشد الشعبي في العراق ولجنة لكشف اسباب الانفجار logo حاملا معه سر انتحاره... حارق نفسه أمام محكمة ترمب يفارق الحياة logo ما علاقة اسرائيل بهجوم القاعدة العراقية؟ logo الضربات بين "إسرائيل وإيران" كشفت حقيقة قدرات الجيشين logo "خطة وطنية لاعادة النازحين"... أبو فاعور يكشف!
اميركا التي فوجئت بظاهرة التطرف الاسرائيلي؟
2022-11-30 15:26:08

من عادة الإعلام الأميركي المحابي لإسرائيل، والذي يتعامل معها كإمتداد معصوم للولايات المتحدة، أن لا يتدخل في شؤونها السياسية الداخلية. وعلى الرغم من حرصه الشديد على تغطية كل أخبارها بسخاء ونقل مواقفها الرسمية والدعائية، وغزارة مواقفه الإفتتاحية المؤيدة لها، خصوصًا ما يتعلق بعنصريتها وعدوانيتها تجاه الفلسطينيين تحت احتلالها أو خارجه، يتفادى ابداء الرأي في عقائد احزابها وتحالفاتها وتنافسها الإنتخابي، ويندر أن تنشر الصحف والمجلات المرموقة ما يمكن وضعه في خانة الإنتقاد أو التفضيل بين حكوماتها، الا أن عودة بنيامين نتنياهو بإئتلاف يميني ديني فج أخرجت المعلقين عن صمتهم هذه المرة ليحذّروا من مخاطر هذه العودة ويتناولوا آثارها السلبية المحتملة على العلاقة مع أميركا.
تحت عنوان "إسرائيل التي نعرفها انتهت" قارن الصحافي المعروف توماس فريدمان في "نيويورك تايمز" بين احتمال عودة دونالد ترامب الى الرئاسة عام 2024، وتعيينه غلاة المتطرفين من اتباعه الذين ادانهم القضاء في أهم المناصب، وبين عودة نتنياهو الى السلطة في إسرائيل في تحالف يضم "سياسيين دينيين وقوميين متطرفين منهم "عنصريون صريحون يعادون العرب بطريقة كانت تعتبر خارج حدود وأعراف السياسة في إسرائيل". وتوقع فريدمان أن ذلك سيؤدي الى طرح سؤال في المعابد اليهودية في أميركا "هل أدعم إسرائيل هذه أم لا؟"، وان تكون الضحية الأولى لذلك الدعم الإجماعي الأميركي لإسرائيل، ليختم مقاله بالقول: "لقد دخلنا فعلًا في النفق المظلم".
هذا الكلام ليس جديدًا فقط في الصحيفة التي يعتبر اليهود أكبر شريحة من قرائها، حيث يعيش مليون وستمئة الف نسمة منهم في المدينة، ومعظمهم من الميسورين والعاملين في القطاعات المالية والإستثمارية والحقوقية والأكاديمية والحكومية، بل يمثل نقلة في التعاطي مع الشأن الإسرائيلي حيث أفردت مساحة لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت خصم نتنياهو الجديد الذي كتب مقالًا عن محاسن حكومة "النوايا الحسنة" التي شكلها "من أجل إسرائيل"، وكشف فيه ان نتنياهو كان يتفاوض سرًا مع منصور عبّاس وعمل لاحقًا على تأليب العرب على حكومته بمساعدة مجموعات عربية منظمة نصبت خيامًا امام منازل أعضاء الكنيست العرب، متمنيًا على الحكومة الجديدة ان تتصرف على أساس أن أكبر مشكلات إسرائيل هي كيفية التوصل الى الإنسجام بين مكونات المجتمع الإسرائيلي. وفي مقال آخر أطلق جوشوا ليفر وصف صانع الملوك على ايتمار بن غفير زعيم حزب القوة اليهودية "المتطرف الخطير الذي يمتدح الحاخام دوف ليور الذي افتى بقتل رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين، والذي صرخ مناصروه ليلة الانتخابات باسمه كرئيس مقبل للحكومة"، ورددوا هتافات "الموت للإرهابيين، وهو النسخة اللطيفة من النداء الأصلي الموت للعرب". توقع المقال أن يحافظ بن غفير بتحالفه مع بتسلئيل سموتريتش على موقعه المؤثر في المدى المنظور، "لأن إسرائيل التي يتذكرها الأميركيون، خصوصًا اليهود منهم، لعلمانيتها وروحها الديمقراطية الاجتماعية لم تعد موجودة".
تناول مقال رابع باسم داليا شيندن الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها من زاوية مختلفة مسلطة الضوء على الترابط بين صعود اليمين الديني وبين الهجمات المركزة على القضاء من قبل الليكود بقيادة نتنياهو وحلفائه من أجل الإفلات من الملاحقة القانونية في حالات صرف النفوذ وإساءة استخدام السلطة من جهة وتشريع الإستيطان والتنكيل بالمواطنين العرب وتبديد حقوقهم من جهة اخرى في ظل عدم وجود دستور خطي لإسرائيل يضع اطارًا واضحًا للقانون والقضاء والحقوق وفي سياق سيؤدي الى تعميق التشكيك بالمساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية نفسها ويطرح مصير هذه القيم على بساط البحث.
كررت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحية لها المقارنة بين نتنياهو وترامب ورأت في حرص الأول على البقاء في السلطة وسيلة للتخلص من الادعاء قضائيًا عليه بتهم الرشوة والفساد وأن نجاحه يعني احتمال حصول الشيء نفسه في أميركا، وقالت أن تصدع المحافظين في بريطانيا كان جرس انذار للجمهوريين في اميركا، بينما يفترض أن يكون انهيار التحالف المعادي لنتنياهو انذارًا لليبراليين "لأن اندفاعة اليمين القاسية لا يمكن مقاومتها بالادعاءات القانونية والسخط الأخلاقي بل بالواقعية والقيادة. ولفتت في افتتاحية أخرى الى أن بن غفير حليف نتنياهو له جذور في حركة "كاخ" التي أسسها مائير كاهانا والتي قضت المحكمة الإسرائيلية العليا بأنها منظمة إرهابية وهو تصنيف وزارة الخارجية الأميركية لها، وحثت الإدارة الأميركية على عدم استبعاد احتمال فرض مقاطعة دبلوماسية عليه.
أما صحيفة لوس انجلس تايمز ذات الجمهور اليهودي الأميركي الكبير في جنوب كاليفورنيا فوصفت حكومة نتنياهو بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل وستشكل صداعًا جديدًا لبايدن في سياسته الخارجية وقالت أن "عودة نتنياهو بتخالف من العنصريين أمر مروّع، لكن مشكلة إسرائيل أعمق من ذلك فهي تبقي على احتلالها غير الشرعي وغير الأخلاقي للأراض الفلسطينية منذ 1967, والآن يصعد الوجه القبيح للتفوق اليهودي. ووصفت مجلة "فورين بوليسي" المتخصصة بالسياسة الخارجية حكومة نتنياهو بأنها "تحالف من الجحيم" ورأت أن القيم والمصالح المشتركة التي تربط بين أميركا وإسرائيل ستستمر في التآكل كما سيتلاشى الإجماع الحزبي الضروري للعلاقات بين البلدين وستتحول إسرائيل الى قضية حزبية حادة في أميركا.
حتى الآن لم يصدر عن إدارة بايدن أي موقف رسمي بإستثناء الإعلان عن اتصال الرئيس بنتنياهو لتهنئته، وتصريح التمنيات الذي ادلى به المتحدث باسم الخارجية نيد برايس والذي اعرب فيه عن أمله في أن يواصل مسؤولو الحكومة الإسرائيلية بمشاركة قيم الإنفتاح والديمقراطية بما في ذلك التسامح واحترام الجميع في المجتمع المدني خصوصًا الأقليات، أما نتنياهو فتعمد بوقاحته المعهودة أميركيًا أن تكون اطلالته الأولى بعد عودته كيدية وفئوية حيث خاطب مؤتمرًا لتحالف اليهود الجمهوريين أتصار دونالد ترامب انعقد في لاس فيغاس معتبرًا أن خلافه مع بايدن "مجرد خلاف عائلي". الا أن ما لم تقله الصحافة الأميركية عبّرت عنها الصحافة الإسرائيلية التي توقع بعض المعلقين فيها أن يقابل بايدن "الصهيوني" نتنياهو بمزيد من الضعف، وأن لا يقدم وزير خارجيته "الصهيوني" انتوني بلنكن على أية خطوة تتحدى إسرائيل.
الواضح من ردود فعل الصحافة الأميركية أن تجربة ترامب زادت من الحساسية الأميركية تجاه النزعات الإستبدادية والفاشية وأن الحسابات الحزبية قد تكون نقطة انعطاف في المسار الطويل من تأييد إسرائيل بلا شروط، وهذا ممكن فقط لأن 75 بالمئة من اليهود الذين يوازي عددهم في أميركا عدد يهود إسرائيل يصوتون لصالح الحزب الديمقراطي ويتبؤون فيه مناصب اعلى المناصب.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top