قال المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن "الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد أننا سنعتمد خيار العقوبات والضغط والدبلوماسية، وإذا فشل كل هذا سنلجأ للخيار العسكري كحل أخير، هذا الأمر سيحدث إذا كان سيمنع إيران من حيازة سلاح نووي، لكننا لم نصل لهذه المرحلة بعد"، لافتاً إلى أن "إدارة بايدن تأمل في أن تغير إيران سلوكها الراهن". كما حذّر مالي من أن طهران على بعد أسابيع قليلة من الحصول على مادة انشطارية مخصبة لصنع أسلحة نووية.وتعثرت مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مطلع أيلول/سبتمبر 2022، حيث اتهم الأطراف الغربيون إيران بإعادة مطالبتها بأمور كانت أسقطتها في السابق، ومن ضمنها تحقيقات الوكالة الذرية حول 3 مواقع مشبوهة عثر فيها على بقايا يورانيوم مخصب قبل سنوات. وتراجع التركيز على الملف النووي منذ 16 أيلول/سبتمبر، بينما تشهد إيران احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني.وعلّق مالي على الاحتجاجات الإيرانية بالقول: "من المهم جداً أن يعرف العالم ما يحدث داخل إيران، والنظام الإيراني يحاول صرف الانتباه عما يحدث".وقال مالي تعليقاً على تقارير عن اعتداءات جنسية على متظاهرين في السجون الإيرانية: هذا التقرير يدل على مدى الخطر بالنسبة للشعب الإيراني، ويظهر إلى أي مدى سيذهب النظام في محاولته غير المجدية لإسكات الاحتجاجات. وفي وقت سابق، نقلت شبكة "سي إن إن" عن إيرانيين وإيرانيات فروا إلى العراق هرباً من قمع السلطات في بلادهم أن مشاركين ومشاركات في الاحتجاجات ما زالوا يتعرضون لأبشع الممارسات من قبل الجهات الأمنية بما في ذلك الاعتداءات الجنسية.وصعّدت الجمهورية الإسلامية حملة قمع تستهدف الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة. وقالت منظمات حقوقية إن قوات الأمن الإيرانية قتلت 416 شخصاً على الأقل، بينهم 51 طفلاً و27 امرأة، منذ اندلاع التظاهرات.والجمعة، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً يقضي بفتح تحقيق دولي حول القمع الدامي في إيران. ونددت إيران بالقرار معتبرة أنه "مرفوض ويمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية للبلاد". وقال مالي أنه "خلافاً لمزاعم النظام الإيراني، لم يكن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن إيران مجرد عمل من جانب الغرب، حيث أيدته 25 دولة. هذا القرار ليس معادياً لطهران، بل يدعم الشعب الإيراني ويحاسب من ينكر حقوقه".وأثارت وفاة أميني احتجاجات غير مسبوقة في ايران منذ ثلاث سنوات وهي متواصلة في مختلف أنحاء البلاد، تتقدّمها في معظم الأحيان شابات وطالبات كثيرات منهن يقمن باحراق حجابهن، ثم أخذت فيما بعد أبعاداً سياسية وحقوقية وصلت حتى المطالبة بإسقاط النظام. ونفى مالي أن تكون الولايات المتحدة تقف خلف الاحتجاجات قائلاً: "الإيرانيات هن من يكتبن التاريخ الآن ولسنا نحن من يحدد تطلعات الشعب الإيراني". وكانت السلطات الإيرانية اتهمت الغرب ودولاً إقليمية، بالأخص الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بتأجيج الاحتجاجات.كما اعتبر مالي أن "النظام الإيراني يقف في صف روسيا الآن ويزودها بمعدات عسكرية ومدربين لغزو دولة أخرى". وكانت إيران قد أقرت للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر، بأنها أرسلت طائرات مسيّرة إلى روسيا، لكنها شددت على أنها زودت حليفتها بها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير، مؤكدة بذلك اتهامات كييف لموسكو باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع لشن هجمات ضد المدنيين والبنى التحتية.